الميزان (3/ 47): من طريق اسحاق بن كعب، حدثنا يونس بن ميسرة عن عطاء عن ابن عباس به. وعثمان بن عبد الرحمن هو الوقاصي كما قال الذهبي في " الميزان " (3/ 47) في ترجمة الجمحي، وهو متروك كما قال البخاري وكذبه ابن معين كما في الميزان (3/ 43). وضعفه المبتدع المتناقض في تعليقه على " صحيح ابن خزيمة " (3/ 214) فأنى تقوم لهذا الحديث قائمة؟!! ولذلك أورده ابن الجوزي في " العلل المتناهية في الاحاديث الواهية " (1/ 272)))
قلت في كلامه أغاليط وبلايا
أولها زعمه أن الحارث بن زياد كان ناصبياً وهذا كذب فلم يذكر أحدٌ من العلماء أنه ناصبي ومجرد كونه شامي لا يعني أنه ناصبي ففي الشام علماء من أهل السنة اتفاقاً كالأوزاعي وأبو زرعة الدمشقي فلما لا يكون هذا ممن هم على عقيدتهم
ثانيها زعمه أن الحارث بن زياد لا يحتج به والصواب خلاف ذلك فقد ذكره ابن حبان في الثقات وقال وقال: أدرك أبا أمامة
قلت فهذا يؤكد أنه عرفه وأنه ليس من المجاهيل الذين يدخلهم في كتابه
وقد احتج به ابن خزيمة في صحيحه وكذلك فعل ابن حبان كما ذكر مغطاي في الإكمال
أفاد ذلك الشيخ محمد زياد تكلة في كتابه ((من فضائل وأخبار معاوية بن أبي سفيان))
ثالثها بتره لنص الحافظ ابن حجر فقد قال الحافظ في ترجمته في " التهذيب " (2/ 123): " قال الذهبي في الميزان (1/ 433): مجهول، وشرطه أن لا يطلق هذه اللفظة إلا إذا كان أبو حاتم الرازي قالها " إلى هنا نقل السقاف وبتر تعقب الحافظ للذهبي
حيث قال الحافظ ((والذي قال: أبو حاتم أنه مجهول آخر غيره فيما يظهر لي))
وأما ابن عبد البر فقد خالفه ابن خزيمة، وابن حبان اللذان صححا الح0ديث، وابن عساكر في تاريخه (59/ 106)، وابن كثير في البداية والنهاية (11/ 409)، وقال الجورقاني: "هذا حديث مشهور، رواه عن معاوية بن صالح جماعةٌ، منهم: بشر بن السري، والليث بن سعد، وعبد الله بن صالح، وأسد بن موسى، وغيرهم"، وأخرجه ضمن الأحاديث الضدّية للأباطيل والمناكير، وقال ابن عساكر: حسن غريب. (معجم الشيوخ 2/ 1041 رقم 1341)، وحسّنه ابنُ القطّان. (الإكمال لمغلطاي 3/ 290)،
كل هذا مستفاد من رسالة التكلة المشار إليها
غير أني أشك أن هناك وهماً في النقل عن ابن عبد البر فالذي وقفت عليه في الإستيعات هو قوله ((إلا أن الحارث بن زياد مجهول لا يعرف بغير هذا الحديث))
ولم أرَ للنكارة ذكراً
رابعها زعمه أن معاوية بن صالح ناصبي وهذه والله جريمة فإن معاوية على شهرته بين أهل العلم لم يصفه أحدٌ بالنصب
خامسها اقتصاره على نقل الجرح دون التعديل
والعجيب أنه كتابه الإغاثة نقل عن عبد الحي الكتاني قوله في ابن عبد الهادي أنه عارف بالجرح دون التعديل وهو أولى بهذه الصفة من ابن عبد الهادي
وإليك التعديلات التي كتمها الأفاك
قال أبو طالب عن أحمد: خرج من حمص قديماً وكان ثقة
قلت هذا يفيد أن ثقافته تكونت خارج الشام فاتهامه بالنصب غير متجه
قال علي وكان عبد الرحمن بن مهدي يوثقه
وقال العجلي والنسائي: ثقة
قلت والنسائي متشدد
وقال أبو زرعة: ثقة محدث وقال ابن سعد: كان بالأندلس قاضياً لهم وكان ثقة كثير
وقال يعقوب بن شيبة قد حمل الناس عنه ومنهم من يرى أنه وسط ليس بالثبت ولا بالضعيف ومنهم من يضعفه
وقال ابن خراش: صدوق
وقال البزار ليس به بأس وقال أيضاً: ثقة
ولعل مما يقوي شأن هذا الحديث أنه من رواية عبد الرحمن بن المهدي عنه وهو من المتثبتين وممن يجتنبون رواية المناكير
وأما كونه يغرب عن أهل الشام فقد احتج مسلم بما انفرد عن أهل الشام
قال مسلم حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ. ح، وَحَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: كَانَتْ عَلَيْنَا رِعَايَةُ الْإِبِلِ فَجَاءَتْ نَوْبَتِي فَرَوَّحْتُهَا بِعَشِيٍّ فَأَدْرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا يُحَدِّثُ النَّاسَ فَأَدْرَكْتُ مِنْ قَوْلِهِ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ
¥