ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[17 - 08 - 06, 11:41 م]ـ
قال السقاف في التعليق على الحديث السابق في فضائل أبي سفيان في صفحة 52 ((من هذا الحديث استدل النواصب على أن معاوية كان كاتبا للوحي وليس كذلك كما بين ذلك الحافظ في ترجمته في " الاصابة " والذهبي في " سير أعلام النبلاء " ووضحناه في التعليق على هذا الكتاب " دفع شبه التشبيه " رقم (181) فانظره هناك))
قلت هذا كذب مزدوج على الحافظين الذهبي و ابن حجر
فنص كلام الحافظ في الإصابة ((وقال المدائني: كان زيد بن ثابت يكتب الوحي وكان معاوية يكتب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما بينه وبين العرب))
ولننظر من هو هذا المدائني
قال الذهبي في تاريخ الإسلام ((عبد الله بن المسور، بن عون بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي أبو جعفر. نزيل المدائن.
عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً وعن محمد بن الحنفية.
وعنه عمرو بن مرة وخالد بن أبي كريمة.
ولم يكن بثقة ولا مأمون.
روى جرير عن رقبة بن مصقلة ان أبا جعفر الهاشمي المدائني كان يضع الحديث.
وروى جرير عن مغيرة قال: كان عبد الله بن مسور يفتعل الحديث.
وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: كان يكذب.
وقال أبو حاتم: حدث بمراسيل لا يوجد لها أصل))
هذا هو المدائني الذي لم يستحِ السقاف من الإحتجاج بخبره
وأما الحافظ ابن حجر فهو حافظ كبير لا يظن بمثله أن يحتج بأخبار المدائني ولكنه أورد كلامه على عادة أهل السير في إيراد كل ما بين أيديهم في المسألة
وأما الذهبي فإليك نص كلامه في السير ((ونقل المفضل الغلابي عن أبي الحسن الكوفي قال كان زيداً ابن ثابت كاتب الوحي وكان معاوية كاتباً فيما بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين العرب.
عمرو بن مرة: عن عبد الله بن الحارث عن زهير بن الأقمر عن عبد الله بن عمرو قال: كان معاوية يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
أبو عوانة: عن أبي حمزة عن ابن عباس قال: كنت ألعب مع الغلمان فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "ادع لي معاوية" وكان يكتب الوحي))
فأنت ترى أن الذهبي كما نقل القول بأن معاوية لم يكتب الوحي كذلك نقل رواية أنه كتب الوحي
فلماذا ينسب إليه الأفاك أنه نفى كون معاوية كان كاتباً للوحي وهذا واضح من قوله ((كذلك كما بين ذلك الحافظ في ترجمته في " الاصابة " والذهبي في " سير أعلام النبلاء "))
نعوذ بالله من قلة الحياء وقلة الدين
والرواية التي نقلها الذهبي عن أبي الحسن الكوفي _ وأحسبه العجلي _ معضلة والعجلي قد تساهل في مواطن ليست بالقليلة فقد يكون اعتمد على رواية أحد الرواة الذين انفرد عن الجمهور بتوثيقهم
663قال الخلال في السنة برقم أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَنَّ أَبَا الْحَارِثِ حَدَّثَهُمْ قَالَ: وَجَّهْنَا رُقْعَةً إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ: مَا تَقُولُ رَحِمَكَ اللَّهُ فِيمَنْ قَالَ: لَا أَقُولُ إِنَّ مُعَاوِيَةَ كَاتَبُ الْوَحْيِ، وَلَا أَقُولُ إِنَّهُ خَالُ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّهُ أَخَذَهَا بِالسَّيْفِ غَصْبًا؟ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا قَوْلُ سَوْءٍ رَدِيءٌ، يُجَانَبُونَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ، وَلَا يُجَالَسُونَ، وَنُبَيِّنُ أَمْرَهُمْ لِلنَّاسِ
ومحمد بن أبي هارون قال عنه الخلال ((محمد بن هارون الوراق _ كذا والصواب محمد بن أبي هارون _ فسمعتها وهو رجل ما شئت يالك من رجل جليل القدر كثير العلم مقدم عندهم في القطيعة))
وذلك في ترجمة حبيشي بن سندي من طبقات الحنابلة
وأما أبو الحارث فهذه ترجمته في طبقات الحنابلة
قال ابن أبي يعلى ((أحمد بن محمد أبو الحارث الصائغ
ذكره أبو بكر الخلال فقال: كان أبو عبد الله يأنس به وكان يقدمه ويكرمه وكان عنده بموضع جليل وروى عن أبي عبد الله مسائل كثيرة بضعة عشر جزءاً وجود الرواية عن أبي عبد الله))
وقد روى روى الطيالسي (4/ 465) وأحمد (1/ 291 و335) والآجري (1937) والبيهقي في الدلائل (6/ 243) وغيرهم بسند جيد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اذهب فادعُ لي معاوية"، قال ابن عباس: وكان كاتِبَه.
وصححه ابن عساكر (59/ 106) والذهبي في تاريخ الإسلام (4/ 309)،
استفدت هذا من رسالة ((من فضائل معاوية)) للشيخ محمد زياد تكلة
¥