قال السقاف في صفحة 44 - 45 ((اعتراف ابن تيمية الحراني في " منهاج سنته " ان خبر الآحاد لا يبنى عليه أصل الاعتقاد: لقد اعترف الشيخ!! الحراني!! في " منهاج سنته " (2/ 133) بذلك فقال: " الثاني: أن هذا من أخبار الآحاد فكيف يثبت به أصل الدين الذي لا يصح الايمان إلا به؟!))

قلت هذا من البراهين الواضحة على بلادة السقاف _ أو هواه وقد يجتمعان - فهو لا يفرق بين ما قيل على سبيل الإلزام وما قيل على سبيل التقرير

فابن تيمية إنما يلزم الرافضي بما ذهب إليه من ان أخبار الآحاد لا تصلح في العقيدة وإلا فابن تيمية مذهبه معروف في أخبار الآحاد واقرأ إن شئت الفتوى الحموية أو العقيدة الواسطية ومناظرته عليها وسترى إحتجاجه بأخبار الآحاد في مسائل العقيدة

وإليك نص كلام ابن تيمية كاملاً

قال شيخ الإسلام ((وقوله روى ان الجوزي بإسناده إلى ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في اخر الزمان رجل من ولدي إسمه كاسمي وكنيته كنيتب يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا فذلك هو المهدي

فيقال الجواب من وجوه

أحدها أنكم لا تحتجون بأحاديث أهل السنة فمثل هذا الحديث لا يفيدكم فائدة وإن قلتم هو حجة على أهل السنة فنذكر كلامهم فيه

الثاني إن هذا من أخبار الاحاد فكيف يثبت به أصل الدين الذي لا يصح الإيمان إلا به))

ثم إن ابن تيمية لا يقر التقسيم المحدث لمسائل الإعتقاد إلى أصول إعتقاد وفروع اعتقاد

فهذا التقسيم لم أرَ أحداً يقسمه قبل السقاف وهو تقسيم ساقط فيه خرق للإجماع

والسبب في هذا التقسيم أن السقاف يعتقد بعض العقائد التي لم تأتِ إلا بطريق الآحاد كعقيدة أن النبي صلى الله عليه وسلم تعرض عليه أعمال أمته

وأن ملائكة سياحين يبلغونه عن أمته السلام

فقسم هذا التقسيم ليسلم من التناقض وأنى له

وقد نقل السقاف قول الامام الاستاذ أبو منصور عبد القاهر البغدادي المتوفى (429) في كتابه " أصول الدين " ص (12) ما نصه: " وأخبار الآحاد متى صح اسنادها وكانت متونها غير مستحيلة في العقل كانت موجبة للعمل بها دون العلم " محتجاً به وهو حجة عليه

إذ أنه قرر أن أخبار الآحاد تفيد العمل دون العلم

والمسائل الإعتقادية الفرعية -على تقسيم السقاف_ علمية صرفة

فهي تجتمع مع المسائل الإعتقادية الأصلية في العلة التي من أجلها نزل السقاف كلام العلماء في تقسيم أخبار الآحاد على أخبار أصول الإعتقاد

ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 08 - 06, 11:51 م]ـ

قال السقاف في حاشية صفحة 45 ((واما ما يستدل به بعض المبتدئين والسطحيين في التفكير الذين لا غور لهم في فهم أدلة الشرع

على حجية خبر الواحد في العقائد بقوله تعالى (وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل

فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) فلا

علاقة لها بموضوعنا هذا. وذلك لان هذه الطائفة مؤمنة بنص الآية وقد حصل لديها وللفرقة

التي نفرت منها الايمان بأصول الدين والعقائد قبل ذلك. والمطلوب منها هو التفقه في دقائق

الشرع ليعرفوا فرقتهم بالاحكام التفصيلية التي لا يشترط فيها التواتر بل يكفي فيها خبر

الواحد، فإذا علم ذلك فلا ضير في اعتبار الطائفة واحدا أو أكثر، على أننا لا نسلم البتة بأن

الطائفة هي واحد، وقوله في الآية (لينذروا) دليل واضح على أنهم جماعة))

قلت لو كان السقاف جاهلاً فقط لهان الأمر

ولكنه مع جهله بليد أو صاحب هوى

ومع هذا كله طويل اللسان وكذاب فاسق

وأما الجواب على توجيهه الركيك

فهو أننا نسلم أنالفرقة مؤمنة كما دل عليه ظاهر الآية

ولكن هل الصحابة الذين نزلت فيهم الآية تعلموا جميع العقائد في الأسماء والصفات والقدر والإيمان والغيبيات دفعةً واحدة؟

قطعاً لا

إذاً فالعقائد التي تتعلمها الطائفة المؤمنة داخلة في عموم الآية

ثم إن هذه الفرقة عندها علم بالأحكام فالآية في أحكام الجهاد والجهاد فرض بعد العديد من الأحكام ومع معرفتهم هذه فهم محتاجون إلى معرفة الأحكام الجديدة

فكما أن الأحكام ليست حكماً واحداً

فالعقائد أيضاً ليست عقيدة واحدة

فإن قال السقاف هذه هي فروع الإعتقاد لا الأصول

قلنا هذا تقسيم حادث لم تأتِ عليه بدليلٍ من كتاب أو سنة

بل لم تأتِ بسلفٍ لك من العلماء المعتبرين

وأما قوله أن ((وقوله في الآية (لينذروا) دليل واضح على أنهم جماعة))

قلنا وهل كل جماعة تفيد التواتر؟

قطعاً لا لأن العزيز والمشهور والمشهور المسفيض يعد من أخبار الآحاد مع كونه من رواية جماعة

وجاء في لسان العرب في مادة طوف ((قال مجاهد: الطائفةُ الرجل الواحد إلى الأَلف، وقيل: الرجل الواحد فما فوقه، وروي عنه أَيضاً أَنه قال: أَقَلُّه رجل، وقال عطاء: أَقله رجلان))

قلت الآية عامة في حجية خبر الطائفة فتشمل حتى الإثنين

وفي توجيه السقاف للآية السابقة تحكم واضح

إذ أنه حصر الإيمان في مسائل العقيدة

حيث اعتبر وصفه تعالى للفرقة المذكورة بالإيمان دليل على إيمانهم بأصول الدين

وهذا مسلم ولكن الإيمان قول وعمل واعتقاد

فالأعمال داخلة في مسمى الإيمان

قال تعالى في صلاة المؤمنين إلى بيت المقدس ((وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ))

فعليه يكون وصفهم بالإيمان يدل على عملهم بالأحكام _ والآية عامة في جميع المؤمنين قوي الإيمان وضعيف الإيمان _

فإذا أصر السقاف على أنهم لا يحتاجون إلى تعلم أصول الدين

لزمه أيضاً أن يقول أنهم لا يحتاجون إلى تعلم الأحكام العملية

أو أن يقر بأن العقائد متعددة كما أن الأحكام متعددة

وبالتالي يلزمه القول بأن تعلمهم لبعض العقائد لا يعني أنهم مستغنون عن تعلم بقيتها كما هو الحال في الأحكام

ومما يدل على أن الآية عامة في العقائد والأحكام بأن قوله تعالى ((ليتفقهوا في الدين))

والدين يشمل العقائد والأحكام

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015