ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[16 - 03 - 06, 12:06 م]ـ
بارك الله في أخي الشيخ محمد بن عبدالله على إثارته لمثل هذه المسائل الحديثية التي تفتق الذهن وتستدعي التأمل والفكر، وجزا الله الشيخ عبدالرحمن الفقيه على مشاركته.
وهذا الحديث مما بحثته في رسالة الماجستير وإليك خلاصة ما كتبته:
بالنظر في الاختلاف على هشام بن عروة يتبين لي ثبوت الوجهين عنه، وذلك لأمرين:
الأول: أن هشام بن عروة مِمَّن عرف عنه رواية الحديث تارة مسنداً ثم روايته أخرى مرسلاً.
قال الأثرم: فقلت له (أي لأحمد): (هذا الاختلاف عن هشام، منهم من يرسل، ومنهم من يسند عنه، من قِبَله كان؟ فقال: نعم) ().
وقال الأثرم _ أيضاً _: قال أبوعبدالله: (ما أحسن حديث الكوفيين عن هشام بن عروة، أسندوا عنه أشياء، قال: وما أرى ذلك إلا على النشاط، يعني أن هشاماً ينشط تارةً فيسند، ثم يرسل مرةً أخرى. قلت لأبي عبدالله: كان هشام تغير؟ قال: ما بلغني عنه تغير) ().
وقال يعقوب بن شيبة: (هشام مع تثبته ربما جاء عنه بعض الاختلاف، وذلك فيما حدث بالعراق خاصة، ولا يكاد يكون الاختلاف عنه فيما يفحش، يسند الحديث أحياناً ويرسله أحياناً، لا أنه يقلب إسناده، كأنه على ما يذكر من حفظه يقول: عن أبيه عن النبي ?، ويقول: عن أبيه عن عائشة عن النبي ?، إذا أتقنه أسنده،وإذا هابه أرسله، وهذا فيما نرى أن كتبه لم تكن معه في العراق فيرجع إليها، والله أعلم) ().
الثاني: أن من روى عن هشام بن عروة الحديث مرسلاً إنما سمعوا منه بأخرة.
قال ابن خراش: (وسمع منه بأخرة: وكيع وابن نمير ومحاضر) ().
وقد تقدم في ترجمة هشام بن عروة بيان أنه قد تناقص حفظه في آخر عمره، ولعل روايته للحديث مرسلاً بسبب ذلك.
ولذا أخرج البخاري الحديث موصولاً في صحيحه، وقال الترمذي بعد أن أخرج الحديث: (هذا حديث حسن غريب صحيح).
أما تعليل ابن معين لرواية عيسى بن يونس المتصلة، وترجيحه للإرسال، فهو قد نظر إلى تفرد عيسى بن يونس بالرواية عن هشام بن عروة في مقابل رواية الجماعة للوجه الآخر، حيث قال: (والناس يحدثون به مرسلاً)، خاصةً وأن هشام بن عروة ممن يعتنى بحديثه وممن كثر الآخذون عنه.
الحكم على الحديث:
الحديث صحيح عن هشام بن عروة مرسلاً ومتصلاً، وقد صحح البخاري الوجه المتصل كما سبق.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 03 - 06, 04:57 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيك على إفادتكم
ويبقى الإشكال حفظك الله حول تصحيح البخاري لهذا الحديث
قال في صحيحه
حدثنا مسدد حدثنا عيسى بن يونس عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها
لم يذكر وكيع ومحاضر عن هشام عن أبيه عن عائشة
فهل نعتبر ما ذكره الإمام البخاري رحمه الله بعد الحديث من إرسال وكيع ومحاضر إعلالا لرواية يونس أن أنه ذكرها لبيان الاختلاف فقط؟
فقد يفهم من ذلك أن الإمام البخاري أشار إلى علة الحديث بذكره لتفرد عيسى بن يونس بالوصل، وهذه طريقة الإمام البخاري في صحيحه في ذكره لعلل بعض الأحاديث بذكر الخلاف فيها.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[22 - 03 - 06, 07:47 م]ـ
بارك الله فيكما شيخينا الفاضلين، وأحسن إليكما.
لمزيدٍ من البحث.