ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[10 - 03 - 06, 01:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ..
أخرج البخاري (2445) من طريق عيسى بن يونس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها.
وقد أخرجه أصحاب الكتب المسندة من رواية عيسى الموصولة هذه.
لكن أعلَّه غيرُ واحدٍ من الأئمة بأنه لم يسنده (بذكر عائشة) غيرُ عيسى:
1 - قال عباس الدوري (تاريخه عن ابن معين: 4/ 28): سمعت يحيى يقول: "عيسى بن يونس يسند حديثًا عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة، والناس يحدثون به مرسلاً".
وقال الدوري أيضًا (3/ 243): سمعت يحيى يقول: "حديث هشام، عن أبيه، عن عائشة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية، إنما هو عن هشام عن أبيه فقط".
2 - أسند ابن عساكر (تاريخ دمشق: 48/ 26، 27) ونقله المزّي (تهذيب الكمال: 23/ 68) وغيرُهُ = عن الأثرم عن أحمد بن حنبل قال: "كان عيسى بن يونس يسند حديث الهدية، والناس يرسلونه".
3 - قال البخاري بعد إخراجه في الموضع المذكور: "لم يذكر وكيع ومحاضر عن هشام عن أبيه: (عن عائشة) ".
4 - قال ابن حجر (فتح الباري: 5/ 210): (قال الآجري: سألت أبا داود عنه، فقال: "تفرد بوصله عيسى بن يونس، وهو عند الناس مرسل").
5 - قال الترمذي عقب إخراجه في سننه (1953) (132أ - نسخة الكروخي): "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث عيسى بن يونس".
6 - قال ابن حجر (الفتح: 5/ 210): (وقد قال الترمذي والبزار: "لا نعرفه موصولاً إلا من حديث عيسى بن يونس").
7 - قال الطبراني بعد إخراجه في الأوسط (8031): "لم يروِ هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا عيسى بن يونس".
8 - قال الدارقطني في التتبع (343): "ورواه وكيع ومحاضر، ولم يذكرا: (عن عائشة) ".
وقد أخرج روايةَ وكيع ابنُ أبي شيبة في المصنف (21971)، أما رواية محاضر فقال ابن حجر: "ورواية محاضر لم أقف عليها بعد".
هذا،
وقد جاء ما صورتُهُ متابعةٌ لعيسى على وصل الحديث:
1 - قال ابنُ عدي في الكامل (2/ 281): "ثنا أحمد بن حفص السعدي، ثنا حميد بن الربيع، ثنا النضر بن إسماعيل، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها ما هو خير منها ".
قال ابن عدي: "وهذا حديث عيسى بن يونس، ويعرف به عن هشام بن عروة، فألزقه حميد بن الربيع على النضر بن إسماعيل" ا. هـ.
وحميد مُكذَّب متّهم (لسان الميزان: 2/ 363).
2 - أخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق (63/ 141) من طريق أبي بكر بن أبي داود قال: "حدثنا عبد الله بن سعيد وسلمة بن شبيب وموسى بن عبد الرحمن قالوا: أخبرنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها".
3 - قال أبو عبد الرحمن السلمي في طبقات الصوفية: "حدثنا جدي إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف، قال حدثنا محمد بن فضيل، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل الهدية ويُثيب عليها".
وقد قال الدارقطني في الأفراد (6197 - أطرافه): "تفرد به عيسى بن يونس عن هشام، وهو صحيحٌ عنه، ورُوي عن قيس بن الربيع، ولا يثبت عنه".
وفي شأن هشام بن عروة قال ابن رجب في شرح العلل (2/ 678، 679 ط. همام): "أصحاب هشام بن عروة:
قال أحمد في رواية الأثرم: (كأن رواية أهل المدينة عنه أحسن)، أو قال: (أصح).
وقال: (كان يحيى بن سعيد يرسل الأحاديث التي يسندونها)، يعني: أنه كان يرسل عن هشام كثيرًا.
قال: فقلت له: هذا الاختلاف عن هشام - منهم من يرسل ومنهم من يسند عنه - من قِبَلِهِ كان؟ قال: (نعم).
وذكر أن عيسى بن يونس أسند عنه ما كان يرسله الناس، كحديث الهدية وغيره" ا. هـ.
فهل تترجح الرواية المرسلة مع هذا؟
أو نقول: إن هذا الاختلاف في الوصل والإرسال كان من قِبَل هشام بن عروة - كما قال الإمام أحمد -، وأن الوجهين ثابتان عنه؟
وهل يقصد الدارقطني بقوله في الأفراد: "وهو صحيحٌ عنه" = أنه صحيحٌ عن عيسى، أو عن هشام؟
للاستزادة والاستفادة من المشايخ الأفاضل.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[16 - 03 - 06, 02:33 ص]ـ
لرفعه، هل من إفادة أو مشاركة؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 03 - 06, 03:01 ص]ـ
فهل تترجح الرواية المرسلة مع هذا؟
أو نقول: إن هذا الاختلاف في الوصل والإرسال كان من قِبَل هشام بن عروة - كما قال الإمام أحمد -، وأن الوجهين ثابتان عنه؟
وهل يقصد الدارقطني بقوله في الأفراد: "وهو صحيحٌ عنه" = أنه صحيحٌ عن عيسى، أو عن هشام؟
للاستزادة والاستفادة من المشايخ الأفاضل.
بارك الله فيكم
لعل قول الإمام أحمد (وذكر أن عيسى بن يونس أسند عنه ما كان يرسله الناس، كحديث الهدية وغيره" ا. هـ). لايكون متصلا بالكلام الأول الذي ذكره عن هشام
فقول الأثرم بعد ذلك (وذكر أن عيسى بن يونس أسند عنه ما كان يرسله الناس، كحديث الهدية وغيره" ا. هـ). لايلزم أن يكون قاله الإمام أحمد في وقت قوله الأول بل يحتمل أنه قاله في موضع آخر.
وتتابع الأئمة على ترجيح رواية الإرسال يدل على أن الوهم في هذا من عيسى بن يونس، فإنه تفرد بوصله ولم يتابعه أحد من وجه يصح، ولو أن هشام بن عروة كان يروي هذا الحديث متصلا ومرسلا لوجد بعض الرواة واقفوا عيسى على الرفع.
والظاهر من قول الدارقطني في الفراد انه يقصد صحة الرواية عن عيسى بن يونس بدليل ذكر لمن تابعه وأنه لم يصح عنه.
¥