تَفْسِيرِ الْقُمِّيِّ» «سُورَةُ الْفُرْقَانِ / تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَعَالَى «يَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ». وَعَدَّهُ ابْنُ شَهْرِ آشُوبَ مِنْ الثِّقَاتِ الَّذِينَ رَوَوْا النَّصَّ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ مِنْ أَبِيهِ «الْمَنَاقِبُ» «ج4/ بَابُ إِمَامَةِ أَبِي عَبْدِ اللهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ عَلَيْهِ السَّلامُ / فَصْلٌ فِي مَعَالِي أُمُورِ الصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلامُ».
وَلَكِنَّ هَذَا يثعَارَضُ بِمَا ذَكَرَهُ الْكَشِّيُّ فِي تَرْجَمَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيِّ عَنْ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ مِنْ قَوْلِهِ «مِنْ الْكَذَّابِينَ الْمَشْهُورِينَ: أبُو الْخَطَّابِ، وَيُونُسُ بْنُ ظَبْيَانَ، وَيَزِيدُ الصَّائِغُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، وَأبُو سُمَيْنَةَ أَشْهًَرُهُمْ». وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ، مَا ذَكَرَهُ ابْنُ الْغَضَائِرِيِّ بِقَوْلِهِ: «يُوْنُسُ بْنُ ظَبْيَانَ، كُوْفِيٌّ غَالٍ، كَذَّابٌ، وَضَّاعٌ لِلْحَدِيثِ. رَوَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلامُ، لا يُلْتَفَتُ إِلَى حَدِيثِهِ»، وَمَا ذكَرَهُ النَّجَاشِيُّ مِنْ قَوْلِهِ: «يُوْنُسُ بْنُ ظَبْيَانَ مَوْلَىً، ضَعِيفٌ جِدَّاً، لا يُلْتَفَتُ إِلَى مَا رَوَاهُ، كُلُّ كُتُبِهِ تَخْلِيطٌ» اهـ.
وَمَعَ أنَّ يُونُسَ بْنَ ظَبْيَانَ بِهَذِهِ الْمَثَابَةِ مِنْ الْوَهَنِ وَالْخُبْثِ وَالْغُلُوِ، فَقَدْ أَخَرَجَ ثِقَتُهُمْ وَحُجَّتُهُمْ الْكُلَيْنِيُّ حَدِيثَهُ، وَاحْتَجَّ بِهِ. وَهَذِهِ عُشَارِيَّةٌ مِمَّا أَخْرَجَ لَهُ مِنْ أَحَادِيثِهِ:
[1] «الْكَافِي» (ج1/ كِتَابُ الْحُجَّةِ / بَابُ مَوَالِيدِ الأئِمَّةِ عَلَيْهم السَّلام/ح3)
- مُحَمَّد بْن يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ عَنْ يُوْنُسَ بْنِ ظَبْيَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله عَلَيْهِ السَّلامُ يَقُولُ: إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ الإمَامَ مِنَ الإمَامِ بَعَثَ مَلَكاً، فَأَخَذَ شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ تَحْتَ الْعَرْشِ، ثُمَّ أَوْقَعَهَا أَوْ دَفَعَهَا إِلَى الإمَامِ، فَشَرِبَهَا، فَيَمْكُثُ فِي الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ يَوْماً، لا يَسْمَعُ الْكَلامَ، ثُمَّ يَسْمَعُ الْكَلامَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَإِذَا وَضَعَتْهُ أُمُّهُ، بَعَثَ الله إِلَيْهِ ذَلِكَ الْمَلَكَ الَّذِي أَخَذَ الشَّرْبَةَ، فَكَتَبَ عَلَى عَضُدِهِ الأيْمَنِ ((وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ))، فَإِذَا قَامَ بِهَذَا الأَمْرِ رَفَعَ الله لَهُ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ مَنَاراً، يَنْظُرُ بِهِ إِلَى أَعْمَالِ الْعِبَادِ.
[2] «الْكَافِي» (ج2/ كِتَابُ الإِيْمَانِ وَالْكُفْرِ/ بَابُ التَّقْبِيلِ/ح1)
- أَبُو عَلِيٍّ الأشْعَرِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ عَنْ عُبَيْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِنْقَرِيِّ عَنْ يُوْنُسَ بْنِ ظَبْيَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ: إِنَّ لَكُمْ لَنُورَاً تُعْرَفُونَ بِهِ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا لَقِيَ أَخَاهُ قَبَّلَهُ فِي مَوْضِعِ النُّورِ مِنْ جَبْهَتِهِ.
[3] «الْكَافِي» (ج2/ كِتَابُ الإِيْمَانِ وَالْكُفْرِ/ بَابُ أَنَّ الله يَدْفَعُ بِالْعَامِلِ عَنْ غَيْرِ الْعَامِلِ/ح1)
- عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ القَاسِمِ عَنْ يُوْنُسَ بْنِ ظَبْيَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ: إِنَّ اللهَ لَيَدْفَعُ بِمَنْ يُصَلِّي مِنْ شِيعَتِنَا عَمَّنْ لا يُصَلِّي مِنْ شِيعَتِنَا، وَلَو أَجْمَعُوا عَلَى تَرْكِ الصَّلاةِ لَهَلَكُوا، وَإِنَّ اللهَ لَيَدْفَعُ بِمَنْ يُزَكِي مِنْ شِيعَتِنَا عَمَّنْ لا يُزَكِي، وَلَو أَجْمَعُوا عَلَى تَرْكِ الزَّكَاةِ لَهَلَكُوا، وَإِنَّ اللهَ لَيَدْفَعُ بِمَنْ يَحُجُّ مِنْ شِيعَتِنَا عَمَّنْ لا يَحُجُّ، وَلَو أَجْمَعُوا عَلَى تَرْكِ الحج لَهَلَكُوا، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ((وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ))، فَوَاللهِ مَا نَزَلَتْ إِلا فِيكُمْ، وَلا عَنَى بِهَا غَيْرَكُمْ.
[4] «الْكَافِي» (ج2/ كِتَابُ الإِيْمَانِ وَالْكُفْرِ/ بَابُ سَهْوِ الْقَلْبِ /ح7)
- عِدَّهٌ مٍنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّد بْن الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ القَاسِمِ عَنْ يُوْنُسَ بْنِ ظَبْيَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ: إنَّ اللهَ خَلَقَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ مُبْهَمَةً عَلَى الإِِيْْمَانِ، فَإِذَا أَرَادَ اسْتِنَارَةَ مَا فِيهَا فَتَحَهَا بِالْحِكْمَةِ، وَزَرَعَهَا بِالْعِلْمِ، وَزَارِعُهَا وَالْقَيِّمُ عَلَيْهَا رَبُّ الْعَالَمِينَ.
[5] «الْكَافِي» (ج2/ كِتَابُ الإِيْمَانِ وَالْكُفْرِ/ بَابُ اخْتِتَالِ الدُّنْيَا بِالدِّينِ/ح1)
- مُحَمَّد بْن يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد عَنْ مُحَمَّد بْن سِنَانٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ يُوْنُسَ بْنِ ظَبْيَانَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله عَلَيْهِ السَّلامُ يقول: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: وَيْلٌ للَّذِينَ يَخْتِلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ، وَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنْ النَّاسِ، وَيْلٌ للَّذِينَ يَسِيرُ الْمُؤْمِنُ فِيهِمْ بِالتِّقِيَّةِ، أَبِي يَغْتَرُونَ أَمْ عَلِيَّ يَجْتَرِؤُونَ، فَبِي حَلَفْتُ لأُتِيحَنَّ لَهُمْ فِتْنَةً تَتْرُكُ الْحَلِيمَ مِنْهُمْ حَيْرَانَ».