- ومقصودي واضح لائح ... ولو طفقت أسوق نماذج من شنائع وفظائع بعض المعاصرين في تضعيف وغمز بعض الأئمّة الثقات الأثبات؛ لقضي من ذلك العجب، وقد رأيت من ذلك أشياء مخزية مزرية، ليس هذا مجال كشفها، ولكلّ حادثة حديث ...

وأقول أيضاً: إذا ما أوردت عبارات الجرح السابقة في الرجل فلا يعني أنني أميل إلى ذلك، لأنني أوردتها فقط لوورد عبارات التوثيق في المشاركة السابقة (مشاركة العاصمي)، وبالتالي يكمل عندنا عبارات الجرح والتوثيق معاً وهذا ما قلته في مشاركتي أعلاه، أنه وثقه البعض وضعفه البعض. فاعترض عليَّ وراح يورد عبارات التوثيق فقط.

- الله المستعان، وحسبي الله ونعم الوكيل، والله الموعد، وغدا لقاء يجتمع فيه الخلق، وفيهم خالد بن معدان، وأسأل الله ألاّ يؤاخذنا بما طغا به القلم، وسرى إليه الوهم ...

وسيظهر لكلّ لبيب أيّ تضعيف حاق بخالد بن معدان!!

ثانياً ــ خالد بن معدان:

أكرر فأقول عبارات التوثيق لن أوردها لأنها قد وردت في المشاركات السابقة، لذلك أورد عبارات الجرح هنا فقط:

1 ــ قال الذهبي: كان يرسل ويدلس.ترجمة رقم 46 من طبقات المدلسين.

2 ــ كان يرسل عن الكبار انظر الكاشف ج 1 ص 369.

- لا أريد أن أفيض - الآن - في مدى ثبوت تدليس خالد، وإن ثبت؛ فما هو نوع تدليسه؟ وهل يؤدّي ذلك إلى تضعيفه؟ لكنّني آسف جدّا لما آل إليه الأمر، بدل التوبة والأوبة، والاعتراف بالخطأ في حقّ إمام من خيار أئمّة حمص في زمانه!!

3 ــ وقال في جامع التحصيل ج 1 ص 171: خالد بن معدان الحمصي يروي عن أبي عبيدة بن الجراح ولم يدركه، قال أحمد بن حنبل: لم يسمع من أبي الدرداء، وقال أبو حاتم: لم يصح سماعه من عبادة بن الصامت ولا من معاذ بن جبل بل هو مرسل، وربما كان بينهما اثنان ......... فليرجع إليها.

- هذا (علم) جديد لم أستفده إلاّ الآن، وما أشدّ حاجتي لأتعلّم وأتفهّم ... لكنّني أسأل سؤالا: من من العلماء عدّ الإرسال من أسباب الجرح والتضعيف؟

- وسقى الله ثرى أبي عمر النمريّ القائل في ديباجة تمهيده (ص73 - ضمن خمس رسائل):

" واختلفوا في حديث الرجل عمّن لم يلقه؛ مثل: مالك عن سعيد بن المسيّب / والثوريّ عن إبراهيم النخعيّ، وما أشبه هذا؛ فقالت فرقة: هذا تدليس ...

قال أبو عمر: فإن كان هذا تدليسا؛ فما أعلم أحدا من العلماء سلم منه في قديم الدهر ولا في حديثه، اللّهمّ إلاّ شعبة بن الحجّاج، ويحيى بن سعيد القطّان؛ فإنّ هذين لم يوجد لهما شيء من هذا، لا سيما شعبة ".

- والشاهد من كلامه: أنّ كثيرا من أئمّة الإسلام، وهداة الأنام ... أرسلوا عمّن لم يسمعوا منهم، ومن جملة ذلك كثير من تعليقات أمير المؤمنين في الحديث البخاريّ في أصحّ الكتب المصنّفة = ولم يجازف أحد بجرح و (تضعيف) أولئك الأئمّة الأعلام، والحفّاظ الفخام ...

وشرح هذا وما يتّصل به في مقدّمة جزء في " بيان المتّصل، والمرسل، والموقوف، والمقطوع " لعثمان بن سعيد المقري، يسّر الله نشره ...

أخيراً عودة إلى سبب التسمية وسبب التضعيف:

...

1 2 ــ قال في عون المعبود للعظيم أبادي ج 7 ص 53:

يريد تضعيف أي الحديث لأن في حديث عبد الله بن بسر راويان حمصيان أحدهما ثور بن يزيد وثانيهما خالد بن معدان تكلم فيهما ووثقهما البعض، وقال السندي في فتح الودود: كأنه يريد تضعيفه، وقول مالك هذا كذب أصرح في ذلك، وأبلغ.

وأكرر إن من الأمانة العلمية أن يورد الرجل عبارات الجرح والتعديل معاً، وكنت قد اختصرت في مشاركتي الأولى في رأس الصفحة فقلت: وكلاهما متكلم فيه بالتضعيف والتوثيق.

- أرجو أن يكون قد لاح الحقّ ووضح، ولا أرى مسوّغا لإطالة الكلام في أمر قد فرغ منه واستقرّ عند أهل هذا الشأن؛ فإنّ مآل ذلك ممّا لا تحمد مغبّته، خاصّة من رجل كان من أولى الناس بالمناضلة دونه، والله المستعان.

وصلى الله على سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وسلم.

والحمد لله، وصلّى الله وسلّم على أفضل خلق الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

ـ[حسام الدين الكيلاني]ــــــــ[22 - 01 - 06, 06:39 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين .... وبعد:

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015