وَذَكَرَ ابْنُ قُولُوَيْهِ القمِّيُّ تَصْرِيْحَاً أَنَّ زِيَارَةَ بَعْضِ مَشَاهِدِهِمْ وَمَزَارَاتِهِمْ وَتَعْظِيمَهَا أَعْظَمُ مِنْ حَجِّ بَيْتِ اللهِ وَتَعْظِيمِهِ وَتَوْقِيرِهِ. وَمِنْ أَصْرَحِ مَرْوِيَاتِهِ بِهَذَا الْبُهْتَانِ وَالْهَذَيَانِ، وَالْكَذِبِ الصُّرَاحِ عَلَى آلِ الْبَيْتِ الأَطْهَارِ:
[1] عَنْ صَالِحِ النِّيلِيِّ قَالَ قَالَ أبُو عَبْدِ اللهِ عَلَيْهِ السَّلامُ «مَنْ أَتَى قَبْرَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ عَارِفَاً بِحَقِّهِ كَانَ كَمَنْ حَجَّ مِائَةَ حَجَّةٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ»
[2] عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: «كُنْتُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِ الصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَمَرَّ قَوْمٌ عَلَى حُمُرٍ، فَقَال لِي: أَيْنَ يُرِيدُ هَؤُلاءِ؟، قُلْتُ: قُبُورَ الشُّهَدَاءِ، قَالَ: فَمَا يَمْنَعُهُمْ مِنْ زِيَارَةِ الْغَرِيبِ الشَّهِيدِ؟!، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ: زِيَارَتُهُ وَاجِبَةٌ؟، قَالَ: زِيَارَتُهُ خَيْرٌ مِنْ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، وَعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ - حَتَّى عَدَّ عِشْرِينَ حَجَّةٍ وَعِشْرِينَ عُمْرَةٍ -، ثُمَّ قَالَ: مَبْرُورَاتٍ مُتَقَبَّلاتٍ، قَالَ: فَوَاللهِ مَا قُمْتُ حَتَّى أَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنِّي حَجَجْتُ تِسْعَةَ عَشَرَ حَجَّةٍ، فَادْعُ اللهَ أَنَّ يَرْزُقَنِي تَمَامَ الْعِشْرِينَ، قَالَ: فَهَلْ زُرْتَ قَبْرَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ؟، قَالَ: لا، قَالَ: لَزِيَارَتِهِ خَيْرٌ مِنْ عِشْرِينَ حَجَّةً».
[3] عَنْ بَشِيرٍ الدَّهَّانِ قَالَ: «كُنْتُ أَحُجُّ فِي كُلِّ سَنَةٍ، فََأَبْطَأْتُ سَنَةً عَنْ الْحَجِّ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ حَجَجْتُ، وَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَالَ لِي: يَا بَشِيرُ؛ مَا أَبْطَأكَ عَنْ الْحَجِّ فِي عَامِنَا الْمَاضِي؟، قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَالٌ كَانَ لِي عَلَى النَّاسِ خِفْتُ ذَهَابَهُ، غَيْرَ أنّي عَرَّفْتُ عِنْدَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ، قَالَ: فَقَالَ لِي: مَا فَاتَكَ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ فِيهِ أَهْلُ الْمَوْقِفِ!، يَا بَشِيرُ، مَنْ زَارَ قَبْرَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ عَارِفَاً بِحَقِّهِ كَانَ كَمَنْ زَارَ اللهَ فِي عَرْشِهِ».
قُلْتُ: الرُّوَاةُ الثَّلاثَةُ: صَالِحُ بن الْحَكَمِ النِّيلِيُّ الأَحْوَلُ، وَصَالِحُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ سَمْعَانَ، وَبَشِيرٌ الدَّهَّانُ غُلاةٌ مُتَهَّمُونَ. وَأَكْذَبُهُمْ وَأَوْضَعُهُمْ لِلْحَدِيثِ أَوْسَطُهُمْ. قَالَ ابْنُ الْغَضَائِرِيِّ: «صَالِحُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ سَمْعَانَ بْنِ أَبِي ذَبِيْحَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ، رَوَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ. غَالٍ، كَذَّابٌ، لا يُلْتَفَتُ إِلَيْهِ».
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[27 - 12 - 05, 10:33 ص]ـ
وَلَمْ يَسْتَحْيِى هَؤُلاءِ الْمُتَهَوِّكُونَ الآفَّاكُونَ مِنْ اللهِ وَرَسُولِهِ وَمَلائِكَتِهِ وَالْمُؤْمِنِينَ، حَتَّى بَالَغُوا فِى التَّزْوِيرِ وَالاخْتِرَاعِ، وَالتَّحْرِيفِ وَالابْتِدَاعِ، فَزَعَمُوا أَنَّ كَرْبَلاءَ أَعْظَمَ حُرْمَةً مِنْ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ – زَادَهُمَا اللهُ تَشْرِيفَاً وَتَعْظِيمَاً -، وَتَجَاسَرُوا بِالْقَوْلِ: أَنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا حَقِيقَةَ الأَمْرِ لَتَرَكُوا الْحَجَّ رَأْسَاً، وَأَتَوْا كَرْبَلاءَ وَالْحَائِرَ حَاجِّينَ وَمُعْنَمِرِينَ.
¥