قال الحافظ أبو القاسم الجرجاني: حدثنا أبو بكر الإسماعيلي، حدثنا أحمد بن إسماعيل الصرام الفرائضي أبو العباس الجرجاني، حدثنا أحمد بن خالد، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن المصري، حدثنا ابن لهيعة عن عقيل عن ابن شهاب عن أنس بن مالك t، أن رسول الله r قال: من نام بعد العصر فاختلس عقله، فلا يلومنَّ إلا نفسه. اهـ.

تاريخ جرجان 1/ 93.

ومرة: رواه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، عن النبي r، كما في الكامل في ضعفاء الرجال.

قال الحافظ عبد الله بن عدي الجرجاني: حدثنا محمد بن أحمد بن المؤمل الصيرفي، حدثنا محمد بن جعفر الأحول، حدثنا منصور بن عمار، حدثنا ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، أن النبي r قال: من نام بعد العصر فاختلس عقله، فلا يلومنَّ إلا نفسه. اهـ.

الكامل في ضعفاء الرجال 4/ 145.

ومرة: رواه عن عقيل عن مكحول مرفوعًا مرسلا، كما في الكامل في ضعفاء الرجال.

قال الحافظ عبد الله بن عدي الجرجاني: قال مروان الطاطري: حدثنا ابن لهيعة، عن عقيل عن مكحول عن النبي r، قال: من نام بعد العصر فاختلس عقله، فلا يلومنَّ إلا نفسه. اهـ.

الكامل في ضعفاء الرجال 4/ 145.

وعبد الله بن لهيعة الحضرمي الغافقي المصري: ضعيف.

وقد أورد الحديث أبو الفرج ابن الجوزي، في الموضوعات 2/ 263 كما سبق وذُكر.

وأورده الحافظ جلال الدين السيوطي، في اللآليء المصنوعة، في الأحاديث الموضوعة 2/ 236.

وأورده كذلك ابن عراق الكناني، في تنزيه الشريعة المرفوعة، عن الأحاديث الشنيعة والموضوعة 2/ 290.

كما أورده الإمام محمد بن علي الشوكاني اليماني، في الفوائد المجموعة، في الأحاديث الموضوعة ص216.

وقد أورده كذلك العلامة محمد بن ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى، في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وأثرها السيئ في الأمة 1/ 112 رقم 39، وقال: ضعيف.

قلت (القائل عبد القادر مطهر):

وعليه، فهذا الحديث ضعيف.

وقد كان الإمام الحافظ الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي رحمه الله تعالى، ينام بعد العصر.

قال مروان بن محمد الطاطري قلت لليث بن سعد؛ ورأيته نام بعد العصر في شهر رمضان: يا أبا الحارث مالك تنام بعد العصر، وقد حدثنا ابن لهيعة، عن عقيل، عن مكحول، عن النبي r: من نام بعد العصر فاختلس عقله، فلا يلومنَّ إلا نفسه؟

فقال: لا أدعُ ما ينفعني، لحديث ابن لهيعة، عن عقيل. اهـ.

الكامل في ضعفاء الرجال 4/ 145.

وتاريخ دمشق 32/ 137.

وميزان الاعتدال في نقد الرجال 4/ 169 - 170.

قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى: ولقد أعجبني جواب الليث هذا، فإنه يدل على فقه وعلم. ولا عجب، فهو من أئمة المسلمين، والفقهاء المعروفين. وإني لأعلم أن كثيرًا من المشايخ اليوم، يمتنعون من النوم بعد العصر، ولو كانوا بحاجة إليه، فإذا قيل له: الحديث فيه ضعيف، أجابك على الفور: يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال! فتأمل الفرق بين فقه السلف، وعلم الخلف! اهـ.

سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 1/ 113 رقم 39.

كما كان الإمام الألباني رحمه الله تعالى ينام بعد العصر.

وكان سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى ينام كل يوم بعد العصر.

ذكر ذلك تلميذه إمام جامع ابن باز بالعزيزية، في كتاب الترجمة الذي ألفه، وترجم فيه للشيخ ابن باز رحمه الله تعالى.

ذكر من قال بكراهية النوم بعد العصر:

أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه بسنده عن مكحول الشامي، أنه كان يكره النوم بعد العصر، وقال: يخاف على صاحبه منه الوسواس. اهـ.

مصنف ابن أبي شيبة 5/ 339.

كما روى الإمام أبو جعفر الطحاوي بسنده، عن النعمان بن منذر أنه قال: كنت نائمًا بعد العصر بدابق، فأتاني مكحول فركسني برجله ركسة، ثم قال: قم! فقد عوقبت.

قلت: وما ذاك يا أبا عبد الله؟

قال: إن هذه الساعة فيها خروج القوم، وفيها انتشارهم؛ يعني الجن، وفي هذه الرقدة تكون الخبلة. اهـ.

شرح مشكل الآثار 3/ 102 - 103.

وقال المروذي: سمعت الإمام أحمد بن حنبل يكره للرجل النوم بعد العصر، يخاف على عقله. اهـ.

سير أعلام النبلاء 11/ 216.

قال محقق سير أعلام النبلاء عقب هذا: لم يثبت هذا في نصٍ يُعَوَّلُ عليه.

وقال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية: النوم بعد العصر مكروه.

قال ذلك في معرض رده على الروافض، الذين ادعوا أن الله قد رد الشمس لعلي بن أبي طالب بعد ما غربت، حتى يصلي صلاة العصر، بعد أن فاتت عليه، بسبب نوم النبي r بعد العصر في حجره، حتى غربت الشمس. اهـ.

منهاج السنة النبوية 8/ 175.

قلت (القائل عبد القادر مطهر):

ولكن القول بالكراهة؛ وهو أحد الأحكام التكليفية الخمسة، يحتاج إلى دليل.

ولم أجد بعد طولِ البحث، من قال بالكراهة غير هؤلاء.

هذا والله أعلم،

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

وكتبه: أبو أسامة عبد القادر بن عبد الله مطهر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015