وأما وصف النبي صلى الله عليه وسلم للنساء بنقص العقل فليس معناه نقص أصل العقل، وإنما المراد به قلة ضبط المرأة وضعف ذاكرتها غالباً، ولهذا جعل الله شهادة المرأتين تقوم مقام شهادة الرجل، وبين سبحانه العلة في ذلك بقوله: "أن تضل إحداهمافتذكر احداهما الأخرى" [البقرة:282]، وهذا تشريع من الحكيم العليم الخالق الذي أوجد الخليقة من العدم قال تعالى: "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" [الملك: 14]، وقال تعالى: "هو أعلم بكم إذا أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى" [النجم: 32]، والله سبحانه وتعالى لم يجعل المرأة مساوية للرجل في كل شيء، قال -تعالى-: "وليس الذكر كالأنثى" [مريم: 36]، وقال -تعالى-: "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم" [النساء: 34]، وقال تعالى: "وللرجال عليهن درجة" [البقرة: 228]، قال ابن كثير في تفسيره (ج1 ص271)، أي في الفضيلة والخَلق، والخُلق والمنزلة، وطاعة الأمر، والقيام بالمصالح، والفضل في الدنيا والآخرة" انتهى، هذا، وقد جعل الله - سبحانه وتعالى- المرأة على النصف من الرجل في عدة أحكام: أحدها الشهادة كما تقدم، والثاني في الميراث، والثالث في الدية، والرابع في العقيقة، والخامس في العتق. والله سبحانه يخلق ما يشاء ويختار، قال -تعالى-: "وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة" [القصص: 68]، ولقد فضل الله بعض الرسل على بعض؛ قال -تعالى-: "تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض" [البقرة: 253]، وفضل بعض الأماكن على بعض، وبعض الزمان على بعض ... إلخ.

هذا وعلى المرء المسلم التسليم لما جاء عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من غير تردد ولا شك، قال -تعالى-: "وما كان لمؤمنة ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم" [الأحزاب: 36]، وقال -تعالى- في شأن طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم: "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً" [النساء: 65]

انتهى

وقد احتج من قال ان المراد بالسفهاء في هذه الاية هم النساء بامور

قالوا

1 ورد خبران في ذلك الاول ما روي عن ابي امامة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما خلقت النار للسفهاء يقولها ثلاثا الا وان النساء سفهاء إلا امراة اطاعت قيمها

والثاني ورد عن انس بن مالك قال جاءت امراة سوداء جرية المنطق ذات ملح الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت بابي انت وامي يارسول الله قل فينا خيرا مرة واحدة فانه بلغني انك تقول فينا كل شر قال اي شيئ قالت سميتنا السفهاء فقال الله تعالى سماكن السفهاء في كتابه ..... الحديث

وقي حاشية روح المعاني للالوسي ذكر ذلك الطبرسي ولي في صحته شك اه منه

وهذان الخبران ليسابشيئ

2 - وبما جاء عن بعض الصحابة والتابعين وفيهم مثل ابن عباس و مجاهد

3 - ان الاية لها تعلق بما قبلها وذلك ان الله امر بايتاء اليتامى اموالهم وبدفع صدقات النساء اليهن

ثم حث الله على حفظ الرجل ماله بعدم اعطائه النساء واوجب عليه رعايتهن لانهن سفهاء لا يجدن التصرف بالمال لا انهن عاصيات لله

كما ان الرشد في قوله تعالى فان انستم منهم رشداليس بالرشد

الذي في قوله وما امر فرعون برشيد

لان هذا رشدا دينيا لا دنيويا

والرشد الحق هو الصلاح في الدين والمراد بالرشد في هذه الاية هو الرشد الذي به تعلق بصلاح المال

فهل يضم اليه الصلاح في الدين:

فعند الشافعي رحمه الله لابد منه وعند ابي حنيفة رحمه الله هو غير معتبر وهو الصواب

فان الفاسق الذي يحسن التصرف في المال والمحافظة عليه ليس بالمقصود بالسفهاء في هذه الاية

قال ابن عطية في تفسيره قال ابن عباس الرشد في العقل وتدبر المال لا غير وهو قول ابن القاسم في مذهبنا وقال الحسن وقتادة الرشد في العقل والدين وهو رواية ايضا عن مالك

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015