ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[19 - 09 - 04, 12:42 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه الغر المحجلين.
أما بعدُ،،،
فإن قول الإمام عبدالله بن المبارك: " لو خيرت بين أن أدخل الجنة، وبين أن ألقى عبدالله بن محرر؛ لاخترت أن ألقاه ثم أدخل الجنة، فلما رأيته كانت بعرة أحب إلي منه "، كنت كلما قرأته في كتاب من كتب الرجال أو كتب المصطلح تعجبت منه جداً، إلى أن ناقش أحدهم عندما سمع النقض على الشاعر المصري أحمد شوقي في قوله:
وطني لو شُغلت بالخلد عنه.:. نازعتني إليه في الخلد نفسي
فذكر أن هذا قال نحوه أحد أئمة الجرح والتعديل – يقصد قول ابن المبارك –، فرأيت أن أذب عن هذا الإمام وأثبت أن هذا لم يثبت عنه.
الأثر رواه مسلم في ((مقدمة صحيحه)) (1/ 131 – نووي)، وابن حبان في ((المجروحين)) (3/ 23)، وابن عدي في ((الكامل)) (4/ 1405).
عن محمد بن عبدالله بن قهزاذ، قال: سمعت أبا إسحاق الطالقاني، يقول: سمعت ابن المبارك، يقول: " لو خيرت بين أن أدخل الجنة، وبين أن ألقى عبدالله بن محرر؛ لاخترت أن ألقاه ثم أدخل الجنة، فلما رأيته كانت بعرة أحب إلي منه ".
وأبوإسحاق الطالقاني هو إبراهيم بن إسحاق، قال ابن معين: " ثقة "، وقال في موضع آخر: " ليس به بأس "، وقال أبوحاتم: " صدوق "، وقال ابن حبان في ((الثقات)): " يُخطئ ويخالف "، وقال إبراهيم بن عبدالرحمن الدارمي: " روى عن ابن المبارك أحاديث غرائب "، (تهذيب التهذيب 1/ 69).
قلت: فمثله يكون حسن الحديث في غير ابن المبارك، وأما عن ابن المبارك فلا يُحتمل تفرده.
هذا على ما في هذا الأثر مما يُنافي الإيمان الواجب مما يتنزه عنه الإمام الزاهد عبدالله بن المبارك – رحمه الله تعالى –، وعلى فرض ثبوته فإنه يُحمل على المبالغة، وليس كقول الشاعر أحمد شوقي، كما لا يخفى، فإن بين العبارتين كما بين السماء والأرض.
والحمد لله رب العالمين.
حرر في ظهر الأحد 5 / رجب / 1425
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[19 - 09 - 04, 03:58 م]ـ
أخي الحبيب / أبو المنهال حفظه الله. جزاكم الله على فوائدكم.
إبراهيم بن إسحاق من أصحاب ابن المبارك وقد روى عنه الكثير، و نقد الائمة له انما وقع على حديثه (المرفوع) من طريق ابن المبارك لورود الوهم وحمله عليه حال مخالفة الثقات وهو يوافق الثقات فيما يرويه عن ابن المبارك في كثير من المواضع.
وأنتم تعرفون حفظكم الله ان خطأ الرواى في حديثه لايلزم منه خطأه في عامة ما ينقل عن اصحابه، ولهذا فقد تجد البعض حجة في النقل عن الائمة وأصحابه، ضعيف في الحديث.
والأثر كما لايخفى عليكم وكما ذكرتم ليس فيه نكارة. فما توجيهكم حفظكم الله.
ـ[المستفيد7]ــــــــ[19 - 09 - 04, 10:03 م]ـ
اخي ابا المنهال وفقه الله:
ماوجه النكارة في قول ابن المبارك؟
فهو رحمه الله لم يفضل رؤية عبدالله بن محرر على الجنة بل اراد رؤيته ثم دخول الجنة.
توضيح ذلك:الجنة فيها من انواع النعيم والملذات الشيء العظيم وعبدالله بن المبارك رحمه الله يرى ان لقاء عبدالله بن محرر فيه من اللذة العظيمة في نفسه ما جعله يتمنى ان يجمع الله له هذا اللذة مع نعيم الجنة فلا يحرمه الله من هذه اللذة ولو تاخر دخوله الى الجنة قليلا فيكون نال هذه اللذة ولم تفت عليه ثم يدخل الجنة وينال نعيمها.
فالمقصود من هذه العبارة بيان شدةشوقه وعظيم رغبته في لقاء ابن محرر وان له لذة عظيمة في نفسه وهذا المعنى مشهور عن اهل الحديث اعني شدة الشهوة في طلب الحديث وان الرجل منهم اذا حصل فائدة او نال علو اسناد مثلا اونحو ذلك فانه اعظم مفروح به عندهم والحكايات عنهم في هذا المعنى كثيرة لا تخفى عليكم.
فهو رحمه الله قد عبر عن هذا المعنى بهذه العبارة.
ودفعا لما قد يتوهم من معنى باطل قال - كما نقلتم -: ثم ادخل الجنة.
ـ[عبدالله القاضى]ــــــــ[22 - 02 - 09, 07:37 م]ـ
(تمام المنة) في ضعف أثر ابن المبارك: لو خيرت بين أن أدخل الجنة)
أين هذا الضعف في كلامك حفظك الله
أبو أسحاق ثقه وهو معروف بنقله عن عبدالله بن المبارك والروايه ليست من الغرائب لكونك لم تتقبل مفرادتها.
وأراك جاوبت على نفسك (وعلى فرض ثبوته فإنه يُحمل على المبالغة).
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[02 - 09 - 09, 08:22 م]ـ
أخي الحبيب / أبو المنهال حفظه الله. جزاكم الله على فوائدكم.
إبراهيم بن إسحاق من أصحاب ابن المبارك وقد روى عنه الكثير، و نقد الائمة له انما وقع على حديثه (المرفوع) من طريق ابن المبارك لورود الوهم وحمله عليه حال مخالفة الثقات وهو يوافق الثقات فيما يرويه عن ابن المبارك في كثير من المواضع.
وأنتم تعرفون حفظكم الله ان خطأ الرواى في حديثه لايلزم منه خطأه في عامة ما ينقل عن اصحابه، ولهذا فقد تجد البعض حجة في النقل عن الائمة وأصحابه، ضعيف في الحديث.
والأثر كما لايخفى عليكم وكما ذكرتم ليس فيه نكارة. فما توجيهكم حفظكم الله.
جزاك الله خيرا اخانا المستمسك بالحق.