قوله تعالى ((فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين))، فإنه وكَّل بالفضل من أهل بيته والإخوان والذريَّة، فإن يكفر بها أمُّتك، فقد وكَّلتُ أهلَ بيتك بالإيمان الذى أرسلتُك به، لا يكفرون به أبداً، وهم علماءُ أمتك، وولاة أمرى بعدك، وأهلُ استنباط العلم الذى لا ليس فيه كذب، ولا أثم، ولا زور، ولا بطر، ولا رياء. قال أبو جعفر عليه السلام: فاعتبروا أيها الناس فيما قلتُ، حيث وضع الله ولايتَه، وطاعتَه، ومودَّته، واستنباطَ علمه وحججه، فإيَّاه فتقبلوا، وبه فاستمسكوا، تنجوا، وتكون لكم الحجة يوم القيامة، لا تصلوا إلى ولاية الله إلا بهم، فمن فعل ذلك كان حقاً على الله أن يكرمَه ولا يعذبه، ومن يأتى الله بغير ما أمره كان حقاً على الله أن يذلَّه وأن يعذبَّه)).

ورواه كذلك الصدوق رئيس المحدثين فى ((إكمال الدين)) بإسناده إلى الثمالى عن أبى جعفر الباقر بنحوه.

[تنبيه وإيقاظ] أرأيتك هذا الميثاقَ الغليظ، الذى يعتبرونه العروة الوثقى، والدين الأسمى، وهو ميثاق الكذب، والتزوير، والتضليل، والتكفير. أرأيتك كيف يعتقدون فيمن سواهم ممن ليسوا على نحلتهم، واعتقاداتهم من جماهير علماء أمَّة الإسلام. فالجميع عندهم كُفَّار وأهل ضلالٍ، ليسوا على شئٍ من أمر الله ولا ولايته، ولا يدينون دين الحق، قد ضلوا وأضلُّوا أتباعهم، واستحقوا النصيب الأوفى من قول الله جلَّ ذكره ((فإن يكفر بها هؤلاء))!. فلا غرو إذن أن كفَّروا ولعنوا جمهور الصحابة رضوان الله عليهم، ورأسهم إماما الهدى: أبو بكر وعمر، إلا بضعة عشر نفراً ممن ناصروا علياً رضى الله عنه وآزروه، كعمار بن ياسر، وسلمان الفارسى، وأبى الدرداء، وجابر بن عبد الله، وأبى سعيد الخدرى، وزيد بن أرقم ونحوهم!.

أرأيتك اعتقادَهم: أين وضع الله ولايته، وطاعته، ومودَّته، واستنباط علمه وحججه؟!. فالخلق كلهم هالكون، ولا نجاة لأحدٍ إلا لمن تمسَّك بولاية الأئمة المعصومين، ولزم طريق محبتهم وطاعتهم، ((فأؤلئك على هدى من ربهم وأؤلئك هم المفلحون))!.

ومن عجبٍ، نسبةُ هذا الهراء والتزوير والتلفيق إلى الإمام التقى، والحجة الثبت السخى؛ ذى المناقب الوفيرة، والمكارم الأثيرة، أبى جعفر محمد بن على الباقر رضى الله عنه. ألا قد كذب الثمالى ثابت بن أبى صفية، ولله در عبد الله بن المبارك، فقد دفع إليه الثمالى بصحيفه فيها حديث ذم عثمان بن عفان رضى الله عنه، فردَّ الصحيفة على الجارية، وقال: قولي له: قبَّحك الله، وقبَّح صحيفتك. آمين

وهاهو على بن محمد الخزاز، يروى فى كتابه ((الكفاية)) بإسناد الكذب عن يحيى بن مسلم البكا عن على رضى الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ستفترق أمتى على ثلاث وسبعين فرقة، فرقة منها ناجية، والباقون هالكون، والناجون الذين يتمسكون بولايتكم، ويقتبسون من علمكم، ولا يعملون برأيهم، فأؤلئك ما عليهم من سبيل))!.

(22) الكلينى بإسناده إلى أبى بصير المرادى عن أبى عبد الله عليه السلام فى قول الله عزَّ وجلَّ ((وإنه لذكرٌ لك ولقومك وسوف تسئلون)): فرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذكر، وأهل بيته المسئولون، وهم أهل الذكر.

(23) الكلينى بإسناده إلى عبد الله بن عجلان عن أبى جعفر عليه السلام فى قول الله عزَّ وجلَّ ((فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنا الذكر، والأئمة أهل الذكر، وقوله عزَّ وجلَّ ((وإنه لذكرٌ لك ولقومك وسوف تسئلون))، قال أبو جعفر عليه السلام: نحن قومه، ونحن المسئولون.

(24) الكلينى بإسناده إلى ابن أبى أذينة عن غير واحد عن أحدهما عليهما السلام قال: ((لا يكون العبد مؤمناً، حتَّى يعرف الله ورسوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والأئمة كلهم، وإمام زمانه، ويرد إليه، ويسلِّم له)).

[إيضاح] قوله ((عن أحدهما)) فى أسانيد الرافضة يعنى: أبا جعفر الباقر، أو أبا عبد الله الصادق رضى الله عنهما. ألم تر كيف جعلوا معرفة الأئمة المعصومين، وإمامهم المفقود الذى لا شوكة له ولا نفوذ، ركناً من أركان الإيمان. تلك أمانيهم، ((قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين))!!.

(25) الكلينى بإسناده إلى أبى عبيدة الحذاء عن أبى جعفر عليه السلام فى حديث الاستطاعة قال: ((الناس كلهم مختلفون فى إصابة القول، وكلهم هالك، قلت: إلا من رحم ربُّك، قال: هم شيعتنا، ولرحمته تعالى خلقهم، وهو قوله تعالى ((ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربُّك ولذلك خلقهم)) يقول: لطاعة الإمام الرحمة التى يقول ((ورحمتى وسعت كل شئٍ)) يقول: علم الإمام الذى وسع علمه الذى هو من علمه كل شئٍ، وهم شيعتنا. إلى أن قال ((يحل لهم الطيبات)) يعنى أخذ العلم من أهله، ((ويحرم عليهم الخبائث)) يعنى قول من خالفهم)).

[إيقاظ] أرأيت تحريفاً للكلم عن مواضعه؛ كهذا التزوير والتزييف؟، أرأيت شركاً بالله وألوهيته وربوبيته؛ كهذا الباطل والمحال؟. أرأيت تأويلاً لرحمة الله السابغة التامَّة العامَّة التى وسعت كلَّ شئٍ، كهذا الشرك الصراح؟. ألم تعلم لأى شئٍ خلق الله الخلق كلَّهم، أليس لتحقيق قوله تعالى ((وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون))؟. وهاهى عصابة التحريف والتبديل، زعمت أن الخلق إنما خلقوا لطاعة البشر أمثالهم، وأن أئمتهم بمقام الألوهية والربوبية والقيومية.

سبحانك ربنا، لا إله إلا أنت، ولا ربَّ سواك، أصبحنا وأمسينا نُشهدُك أنتَ وملائكتَك وجميعَ خلقك؛ أنك أنت الله لا إله إلا أنت، فثبت على الإيمان قلوبنا، وتوفنا مسلمين، وألحقنا بعبادك الصالحين. آمين آمين.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015