فإن أعلام أئمة السُّنَّة خفاقة منشورة. ورماحَ أدلتهم فى صدور أعدائهم مشهورة. فما برحتْ شبه ضلالاتهم مهزومةً مقهورة. ((يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره)). فأرونى إماماً من أئمة التشيع والرفض لم يجمجم فى المقال. ولم يقر فى دخيلة نفسه بما عليه أهل نحلته من الضلال. فكأنى بهم عند الجدال حمرٌ مستنفرة. فرَّت من قسورة. بل يريد كلُّ أمرئٍ منهم أن يؤتى صحفاً منشَّرة.

لقد صَدَأَتْ فهومُكُم وصُدَّتْ ... عن المثلى وقدْ وُجد الجِلاءُ

وأمرضَها فسادُ العقل منها ... مع التخليطِ وامتنعَ الشِّفاءُ

وما خفيتْ وجوهُ العلم لكنْ ... هَواكُمْ عمَّ أو غلبَ الشقاءُ

وأيضاً غرَّكمْ شيطانُ جهلٍ ... ألبَّ بكم وأفئدةٌ هواءُ

ودلاكم غُروراً فى هَواكم ... ويشهدُ أنَّه منكم براءُ

فداووا الدينَ من سفهٍ وجهلٍ ... فإن العلم والتقوى دواءُ

لقد ذكرنا آنفاً نتفاً مما احتواه كتاب ((الكافى)) لأبى جعفر الكلينى، هى عند التأمل من المضحكات المبكيات، والأباطيل المنكرات، وقد نُسبت زوراً وبهتاناً إلى فضلاء آل البيت التقى، وسلالة الفرع الزكى. وهذه تتمة لما سبق ذكره:

تابع [كتاب النكاح]

باب: استحباب الجماع ليالى الاثنين والثلاثاء والخميس والجمعة وأيام التشريق

(11) الكلينى بإسناده إلى أبى سعيد الخدرى فى وصية النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعلى عليه السلام قال: ((يا على! عليك بالجماع ليلة الاثنين، فإنه إن قضى بينكما ولد يكون حافظاً لكتاب الله راضياً بما قسم الله عزَّ وجلَّ، يا على! إن جامعت أهلك ليلة الثلاثاء، فقضى بينكما ولد، رُزق الشهادة بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ولا يعذبه الله مع المشركين، ويكون طيب النكهة والفم رحيم القلب سخى اليد طاهر اللسان من الكذب والغيبة والبهتان، يا على!، وإن جامعت أهلك ليلة الخميس فقضى بينكما ولد، فإنه يكون حاكماً من الحكام أو عالماً من العلماء، وإن جامعتها يوم الخميس عند زوال الشمس عن كبد السماء، فقضى بينكما ولد، فإن الشيطان لا يقربه حتى يشيب، ويكون قيَّماً ويرزقه الله السلامة فى الدين والدنيا، يا على! وإن جامعتها ليلة الجمعة، وكان بينكما ولد، فإنه يكون خطيباً قوَّالاً مفوَّهاً، وإن جامعتها يوم الجمعة بعد العصر، فقضى بينكما ولد، فإنه يكون معروفاً مشهوراً عالماً، وإن جامعتها ليلة الجمعة بعد العشاء الآخرة، فإنه يرجى أن يكون الولد من الأبدال)).

[بيان وإيضاح] والله ثم الله، إنها لوصية الكذب والزور والبهتان، قد برَّأ الله منها نبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وآل بيته الأطهار، وقد أبان كذبها، وفضح واضعها، ما تواتر واستفاض من شدة حياء النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا مجاهراً بمثل هذا السفه، بل كَانَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا.

باب: تحريم تزويج الناصب بالمؤمنة ـ يعنى الإمامية ـ، والناصبة بالمؤمن ـ يعنى الإمامى ـ

(12) الكلينى بإسناده إلى الفضيل بن يسار قال: قلت لأبى عبد الله عليه السلام: أزوِّج الناصب؟، قال: لا ولا كرامة، قال الفضيل: جُعلت فداك إنى لأقول لك هذا، ولو جاءنى بيت فلانٍ دراهم ما فعلت)).

(13) الكلينى بالإسناد السابق قال الفضيل لأيى عبد الله عليه السلام: إن لأمراتى أختاً عارفة على رأينا، وليس على رأينا بالبصرة إلا قليل، فأزوجها ممن لا يرى رأيها؟، قال: لا ولا نعمة، إن الله عز وجل يقول ((فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هنَّ حل لهم ولا هم يحلون لهن)).

(14) الكلينى بإسناده إلى الحلبى عن أبى عبد الله عليه السلام: أنه أتاه قوم من أهل خراسان، فقال لهم: تصافحون أهل بلادكم وتناكحوهم، أما إنكم إن صافحتموهم انقطعت عروة من عرى الإسلام، وإذا ناكحتموهم انهتك الحجاب بينكم وبين الله عزَّ وجلَّ.

(15) الكلينى بإسناده إلى أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: تزوج اليهودية أفضل من أن تزوج الناصبى والناصبية.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015