وأقول: أرأيتك حكمهم بتكفير من لم يعتقد معتقدهم فى أئمتهم الاثنى عشرية، سواء من كان منهم ثم خالفهم، وهم الواقفية، ومن كان من غيرهم كأهل السنة، وهم النواصب، ومن خالط أيَّاً من الطائفتين، وهم العوام المقلدون.
والآن. إليك نتفاً من هاتيك البواطيل فى أعظم كتبهم، ومجمع علومهم، وهو كتاب ((الكافى)) للكلينى الرازى. ولا يغيبن عنك أنه: قد بان للناقد البصير كذبُها، وتبوأ مقعدَه من النيران كذَّابُها:
[كتاب النكاح]
باب: وجوب الغيرة على الرجال
(1) الكلينى بإسناده إلى إسحاق بن حريز عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ((إنَّ شيطاناً يقال له القفندر، إذ ضُرِبَ فى منزل الرجل أربعين صباحاًَ بالبربط، ودخل عليه الرجال، وضع ذلك الشيطانُ كلَّ عضوٍ منه على مثله من صاحبِ البيت، ثم نفخ فيه نفخةً، فلا يَغارُ بعد هذا، حتى تؤتى نساؤه فلا يَغار)).
باب: كراهة الكلام عند الجماع
(2) الكلينى بإسناده إلى جعفر بن محمد عن آبائه فى وصية النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعلى عليه السلام قال: ((يا على! كره الله لأمتى العبث فى الصلاة، والمنَّ فى الصدقة، وإتيان المساجد جنباً، والضحك بين القبور، والتطلع فى الدور، والنظر إلى فروج النساء أ لأنه يورث العمى، والكلام عند الجماع، لأنه يورث الخرس)).
باب: كراهة الجماع فى محاق الشهر وأوقات أخرى
(3) الكلينى بإسناده إلى سليمان بن جعفر الجعفرى عن أبى الحسن عليه السلام قال: ((من أتى أهله فى محاق الشهر، فليسلم لسقط الولد)).
(4) الكلينى بإسناده إلى عبد الرحمن بن سالم عن أبيه عن أبى جعفر عليه السلام: قلت له: هل يكره الجماع فى وقت من الأوقات وإن كان حلالاً؟، قال: ((نعم، ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، ومن مغيب الشمس إلى مغيب الشفق، وفى اليوم الذى تنكسف فيه الشمس، وفى الليلة التى ينكسف فيها القمر، وفى الليلة واليوم اللذين يكون فيهما الريح السوداء أو الريح الحمراء، واليوم والليلة اللذين يكون فيهما الزلزلة، ولقد بات رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند بعض أزواجه فى ليلة انكسف فيها القمر، فلم يكن منه فى تللك الليلة ما يكون منه فى غيرها حتى أصبح، فقالت: يا رسول الله ألبغض كان هذا منك فى هذه الليلة؟، قال: لا، ولكن ظهرت هذه الآية، فكرهت أن أتلذذ وألهو فيها، وقد عيَّر الله أقواماً فقال ((وإن يروا كسفاً من السماء ساقطاً يقولوا سحاب مركوم فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذى فيه يصعقون))، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: وأيم الله، لا يجامع أحد فى هذه الأوقات التى نهى عنها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد انتهى إليه الخبر، فيرزق ولداً، فيرى فى ولده ذلك ما يحب)).
(5) الكلينى بإسناده إلى أبى الحسن موسى عن أبيه عن جده: كان فيما أوصى به رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علياً عليه السلام: ((يا على لا تجامع أهلك فى أول ليلة من الهلال، ولا فى ليلة النصف، ولا فى آخر ليلة، فإنه يتخوف على ولد من يفعل ذلك الخبلُ، فقال علىٌّ عليه السلام: ولم ذلك يا رسول الله؟، فقال صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الجنَّ يكثرون غشيان نسائهم فى أول ليلة من الهلال، وليلة النصف، وفى آخر ليلة، أما رأيت المجنون يصرع فى أول الشهر، وفى وسطه، وفى آخره)).
[تنبيه وإيقاظ] فقارن هذا الوصايا المبتذلة، بما استفاض عند أهل السنة، من حياء الحشمة والوقار الذى كان عليه علىُّ رضى الله عنه، حتى استحيا أن يسأل رسولَ الله عن المذى، فسأل المقداد أن يسأل رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك. فقد أخرجه الشيخان فى ((الصحيحين)) من حديث مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ رضى الله عنه: كُنْتُ رَجُلاً مَذَّاءً، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: ((فِيهِ الْوُضُوءُ)).
(6) الكلينى بإسناده إلى مسمع بن سيَّار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أكره لأمَّتى أن يغشى الرجلُ أهلَه فى النصف من الشهر، أو فى غرَّة الهلال، فإنَّ مردة الجن والشياطين تغشى بنى آدم، فيجيئون ويخبلون، أما رأيتم المصاب يصرع فى النصف من الشهر، وعند غرَّة الهلال)).
(7) الكلينى بإسناده إلى أبى سعيد الخدرى فى وصية النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعلى عليه السلام قال: ((يا على لا تجامع أهلك فى آخر درجة إذ بقى يومان، فإنه إن قُضى بينكما ولد، يكون عشاراً، وعوناً للظالمين، ويكون هلاك فئام من الناس على يده)).
[تنبيه وإيقاظ] أرأيتك هذا الكذب المكشوف، أيصدر مثله عمن لا ينطق عن الهوى؟.
باب: كراهة انزال النساء الغرف وتعليمهن الكتابة وسورة يوسف
(8) الكلينى بإسناده إلى السكونى عن أبى عبد الله عليه السلام قال قال رسولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تنزلوا النساء الغرف، ولا تعلموهنَّ الكتابة، وعلموهنَّ المغزل، وسورة النور)).
(9) الكلينى بإسناده إلى يعقوب بن سالم رفعه قال قال أمبر المؤمنين عليه السلام: ((لا تعلموا نساءكم سورة يوسف، ولا تقرؤوهنَّ إيَّاها، فإن فيها الفتن، وعلموهنَّ سورة النور، فإنَّ فيها المواعظ)).
باب: استحباب معصية النساء ولو فى المعروف
(10) الكلينى بإسناده إلى عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ذكر رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النساء فقال: ((اعصوهنَّ فى المعروف؛ قبل أن يأمرنكم بالمنكر، وتعوذوا بالله من شرورهنَّ، وكونوا من خيارهن على حذر)).
[تنبيه] لفظة ((عليه السلام)) هكذا هى فى أصل كتاب ((الكافى))، وليس من تصرفى. فليتنبه!
وللحديث بقية، إن شاء الله تعالى.
¥