(الثانى) ليس لفطر بن خليفة رواية عنه، ولا إدراك، فإن ابن أبى ليلى مات بوقعة الجماجم سنة ثلاث وثمانين.

فإن امتنع هذا، فالأصوب أن يقال ((عبد الرحمن)) مصحَّف عن ((عبد الله))، فهو ((عبد الله بن يسار الجهنى))، ولفطر رواية عنه، وإنما يُتردد فى روايته عن أبى ليلى الأنصارى، فإذا ثبتت روايته عنه، فهذا إسناد صحيح رجاله ثقات كلهم.

[الحديث الثالث]

حديث النعمان بن بشير

قال أبو القاسم الطبرانى ((الأوسط)) (1673): حدثنا أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى الْقُوْمَسِيُّ حدثنا عَفَّانُ بْنُ سيَّارٍ البَاهِلِىّ حدثنا عَنْبَسَةُ بْنُ الأَزْهَرِ ثنا سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عن النعمان بن بشير قال: كنا مع رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مسيرٍ، فخفق رجلٌ على راحلته، فأخذ رجلٌ سهماً من كنانته، فانتبه الرجل، ففزع، فقال رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا)).

وأخرجه كذلك السهمى ((تاريخ جرجان)) (ص395،280)، وأبو الشيخ ((طبقات المحدثين بأصبهان)) (3/ 619) كلاهما من طريق القومسى بإسناده ومتنه سواء.

وقال أبو القاسم: ((لا يروى عن النعمان إلا بهذا الإسناد، ولا نعلم رواه عن سماك إلا عنبسة، ولم يحدث به إلا الحسين بن عيسى)).

قلت: وإسناده لين. عَنْبَسَةُ بْنُ الأَزْهَرِ الشيبانى قاضي جرجان شيخ ليس له كبير رواية، يخطئ ويغرب. قال ابن حبان فى ((الثقات)) (7/ 290): ((كنيته أبو يحيى. يروى عن: محارب بن دثار، وسماك بن حرب. روى عنه: السرى بن يحيى وأهل بلده كان يخطىء)). وقال أبو حاتم الرازى وأبو داود: لا بأس به. وزاد أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به.

قلت: ليس له فى ((الكتب الستة)) إلا حديثاً واحداً فى النهى عن النفخ فى الصلاة. أخرجه النسائى ((الكبرى)) (1/ 196/548) قال: أخبرني الحسين بن عيسى القومسي البسطامي ثنا أحمد بن أبي طيبة وعفان بن سيار عن عنبسة بن الأزهر عن سلمة بن كهيل عن كريب عن أم سلمة قالت: مرَّ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بغلامٍ لهم يقال له رباح، وهو يصلي، فنفخ في سجوده، فقال له: ((يا رباح! لا تنفُخْ، إنَّ منْ نَفَخَ فقدْ تكلَّمَ)).

وتتلو بقية الأحاديث بتوفيق الله، والحمد لله أولاً وآخراً.

ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[12 - 06 - 04, 04:18 ص]ـ

حفظك الله وجعل الجنة مأوانا وإياك آمين.

ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[12 - 06 - 04, 05:02 ص]ـ

سبق الكلام على الحديث في هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=20335 (http://)

وكنتُ وعدت بأن أخرج شواهده فيما بعد، ولعل الشيخ أبي محمد يكفنى ذلك.

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[12 - 06 - 04, 09:07 م]ـ

الحمد لله ناصر الحق ورافعى لوائه. والصلاة والسلام على خير خلقه وأنبيائه. وبعد ..

هذه تتمة ما سبق:

[الحديث الرابع]

حديث سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ الخزاعى

قال أبو القاسم الطبرانى ((الكبير)) (7/ 99/6487): حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عن إسماعيل بن مسلم عن شمر بن عطية عن سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ: أنَّ أَعْرَابِيًّا صَلَّى مع النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومعه قرنٌ، فأخذَهَا بعضُ القومِ، فلما سَلَّمَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال الأعرابي: فأينُ القرنُ؟، فكأنَّ بعضَ القومِ ضَحِكَ، فقال النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، فلا يُروعنَّ مُسْلِمَاً)).

قال الحافظ الهيثمى ((مجمع الزوائد)) (6/ 254): ((وفيه إسماعيل بن مسلم، فإن كان هو العبدي، فهو من رجال الصحيح، وإن كان هو المكي فهو ضعيف، وبقيه رجاله ثقات)).

قلت: بل هو العبدى الثقة المجمع على توثيقه وعدالته بلا شك ولا ارتياب، فهو الذى يروى عنه ابن عيينة، وله رواية عن شمر بن عطية الكاهلى الكوفى.

وجملة من يجيء في أسانيد الأحاديث إسماعيل بن مسلم خمسة:

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015