وأما الحافظ الذهبى، فقد أسند فى ((سير الأعلام)) (8/ 138) حديثه عن أنس أنَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((تَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ أَقْوَامٌ دِينَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا)) ثم قال: ((هذا الحديث حسنٌ عالٍ، أخرجه الترمذي عن قتيبة، فوافقناه بعلوٍ)).

وفيما ذكرناه من النقول عمن وثقه واعتمده، رد على قوله الخاطئ: ((فلا عبرة بتوثيق ابن معين وحده)). وفيما قاله الأمير ابن ماكولا فى ترجمته، رد على الخطأ الثانى: ((لا سيما وأن فيه جهالة أو بعض جهالة))!!.

قلت: وجملة ماله من الحديث خمسة عشر حديثاً، المذكور منها فى ((الكتب الستة)) عشرة أحاديث، هاكها:

(الأول) و (الثانى) السالف ذكرهما.

(الثالث) قال ابن ماجه (3987): حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ أَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ الإِسْلامَ بَدَأَ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ)).

(الرابع) وقال (4056) بهذا الإسناد أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سِتًّا: طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدُّخَانَ، وَدَابَّةَ الأَرْضِ، وَالدَّجَّالَ، وَخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ)).

(الخامس) وقال (4214) بهذا الإسناد رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ اللهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا، وَلا يَبْغِي بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ)).

(السادس) قال ابن ماجه (273): حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ ثَنَا أَبُو زُهَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((لا يَقْبَلُ اللهُ صَلاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ، وَلا صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ)).

(السابع) قال أبو داود (1585)، والترمذى (646) كلاهما: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا اللَّيْثُ بنْ سَعدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الْمُعْتَدِي الْمُتَعَدِّي فِي الصَّدَقَةِ كَمَانِعِهَا)).

وقال ابن ماجه (1808): حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ الْمِصْرِيُّ ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ به مثله.

(الثامن) وقال الترمذى (987) بإسناده السالف أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الصَّبْرُ فِي الصَّدْمَةِ الأُولَى)).

وقال ابن ماجه (1596): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ به مثله.

(التاسع) وقال الترمذى (2197) بإسناده السالف أنَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((تَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ أَقْوَامٌ دِينَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا)).

(العاشر) قال ابن ماجه (205): حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ الْمِصْرِيُّ ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ((أَيُّمَا دَاعٍ دَعَا إِلَى ضَلالَةٍ فَاتُّبِعَ، فَإِنَّ لَهُ مِثْلَ أَوْزَارِ مَنِ اتَّبَعَهُ، وَلا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا، وَأَيُّمَا دَاعٍ دَعَا إِلَى هُدًى فَاتُّبِعَ، فَإِنَّ لَهُ مِثْلَ أُجُورِ مَنِ اتَّبَعَهُ، وَلا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا)).

قلت: ومتون هذه الأحاديث أكثرها صحاح محفوظة، وليس فيها ما ينكر، بل وبعضها مخرَّج فى ((الصحيحين)) من غير حديث أنس، مما يشهد لها بالصحة والقبول.

ولهذا قال أبو أحمد بن عدى ((الكامل)) (3/ 356): ((وهذه الأحاديث ومتونها وأسانيدها، والاختلاف فيها، يحمل بعضها بعضا، وليس هذه الأحاديث مما يجب أن تترك أصلا، كما ذكروا عن أحمد بن حنبل أنه ترك هذه الأحاديث للاختلاف الذي فيه من سعد بن سنان وسنان بن سعد، لأن في الحديث وفي أسانيدها ما هو أكثر اضطرابا منها في هذه الأسانيد، ولم يتركه أحد أصلا، بل أدخلوه في مسانيدهم وتصانيفهم)).

وقد ذكر البخارى سنان بن سعد الكندى فى ((الأدب المفرد))، وأخرج له حديثين:

(الأول) قال (401): حدثنا يحيى بن سليمان حدثني ابن وهب أخبرني عمرو عن يزيد بن أبى حبيب عن سنان بن سعد عن أنس أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((ما توادَّ اثنان في الله جلَّ وعزَّ أو في الإسلام، فيفرق بينهما أول ذنب يحدثه أحدهما)).

(الثانى) قال (424): حدثنا أحمد بن عيسى حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبى حبيب عن سنان بن سعد عن أنس عن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((المستبان ما قالا، فعلى البادىء حتى يعتدى المظلوم)).

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015