وأخرج الثانى ابن ماجه (4031)، وأبو يعلى (7/ 247/4253)، وابن عدى ((الكامل)) (3/ 356)، والدارقطنى ((مجلس إملاء فى رؤية الله تبارك وتعالى)) (244)، والقضاعى ((مسند الشهاب)) (1121)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (7/ 144/9783) من طرق عن ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس بن مالك به.
وأخرجه البيهقى ((شعب الإيمان)) (7/ 144/9782) من طريق ابن وهب أخبرني ابن لهيعة وعمرو بن الحارث والليث عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أنس بن مالك به.
قلت: هذا إسناد مصرى حسن، رجاله موثقون كلهم، غير أنهم اختلفوا فى اسم التابعى راويه عن أنس، كما اختلف عليه غيرُهم على ثلاثة أقوال:
(الأول) سنان بن سعد، هكذا يقوله عن يزيد بن أبى حبيب: عمرو بن الحارث، وابن لهيعة، ومحمد بن إسحاق، وابن أبى ذئب، وسعيد بن أبى أيوب، والليث من رواية عبد الله بن صالح عنه.
(الثانى) سعد بن سنان، هكذا يقوله عن يزيد بن أبى حبيب: الليث بن سعد من رواية معظم أصحابه عنه، ولا يتابع عليه.
(الثالث) سعيد بن سنان، هكذا روى محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عنه عدة أحاديث سمَّاه في بعضها سعيد بن سنان، وفي بعضها سعد بن سنان، وفي بعضها سنان بن سعد، قاله أبو بكر الخطيب فى ((موضح أوهام الجمع والتفريق)) (2/ 168).
وأصح ما في هذه الأسماء وأصوبه أولها ((سنان بن سعد))، كما صوَّبه البخارى وابن حبان وابن يونس وابن شاهين وجماعة.
قال أبو عيسى الترمذى: ((وسَمِعْت مُحَمَّدًا ـ يعنى البخارى ـ يَقُولُ: وَالصَّحِيحُ سِنَانُ ابْنُ سَعْدٍ)).
وقال ابن حبان فى ((مشاهير علماء الأمصار)) (ص122): ((سنان بن سعد. من جلة المصريين، وهو الذي يخطىء الرواة فيه، منهم من قال سعد بن سنان، وقال بعضهم سعيد بن سنان. والصحيح سنان بن سعد والله أعلم)).
وقال فى ((الثقات)) (4/ 336/3210): ((سنان بن سعد. يروى عن أنس بن مالك. حدث عنه المصريون، وهم مختلفون فيه، يقولون سعد بن سنان، وسعيد بن سنان، وسنان بن سعيد. وأرجو أن يكون الصحيح ((سنان بن سعد)). وقد اعتبرت حديثه، فرأيت ما روى عن سنان بن سعد يشبه أحاديث الثقات، وما روى عن سعد بن سنان وسعيد بن سنان فيه المناكير كأنهما اثنان فالله أعلم)).
وقال أبو حفص بن شاهين ((تاريخ أسماء الثقات)) (ص104): ((قال أحمد بن صالح: سنان بن سعد ثقة، ليس في قلبي من حديثه شيء، هو من أهل البصرة)).
وقال الأمير ابن ماكولا ((الإكمال)) (4/ 443): ((سنان بن سعد الكندى عن أنس وعن أبيه روى عنه: يزيد بن أبي حبيب، ومحمد بن يزيد بن أبي زياد الثقفي. وقيل فيه: سعد بن سنان. قال أبو سعيد بن يونس: وسنان بن سعد أصح)).
ولهذا الاختلاف والاضطراب فى اسمه، تكلم فيه من ضعَّفه من الأئمة. قال أحمد بن أبي يحيى سمعت أحمد بن حنبل يقول: لم أكتب أحاديثه، لأنهم اضطربوا فيها، فقال بعضهم سعد بن سنان، وبعضهم سنان بن سعد. وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: تركت حديثه، لأنه حديث مضطرب، وسمعته يقول: يشبه حديثه حديث الحسن، ولا يشبه أحاديث أنس. وقال السعدي: أحاديثه واهية لا تشبه أحاديث الناس عن أنس. وقال النسائي: منكر الحديث.
وأما من رجَّح الوجه الأول من أسماءه، فلم يتردد فى توثيقه وقبوله. فقال أبو بكر بن أبى خيثمة: سئل يحيى بن معين عن سنان بن سعد الذي روى عنه يزيد بن أبى حبيب، فقال: ثقة.
وقال العجلى فى ((معرفة الثقات)) (1/ 390/564): ((بصرى تابعي ثقة)). وذكره ابن حبان فى ((كتاب الثقات)) (4/ 336/3210)، وقال فى ((مشاهير علماء الأمصار)) (ص122): ((من جلة المصريين)). وقال أبو حفص بن شاهين ((تاريخ أسماء الثقات)) (ص104): ((قال أحمد بن صالح: سنان بن سعد ثقة، ليس في قلبي من حديثه شيء، هو من أهل البصرة)).
وقال ابن حجر فى ((التقريب)): ((1/ 231/2238): ((صدوق له أفراد)).
¥