قلت: يعنى بقوله ((من الثَّالثة)) أنها فى الطبقة الوسطى من التَّابعيَّات مثل: حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، وحَفْصَةَ بِنْتِ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى بَكْرٍ، وعَمْرَةَ بِنْتِ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ، وأمثالهن.
وإذ لم يرو عنها إلا ابنها مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، فقد ثَبَتَ أن محلَّها مَحْلُّ الْجَهَالَةِ، ومع ذا أخرج مَالِكٌ حديثها فِي ((الموطأ))، وفى ذلك توثيقٌ لها.
[إيضاح وتنبيه] مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ أبُو عَبْدِ اللهِ الْعَامِرِِيُّ الْقُرَشِيُّ الْمَدَنِيُّ، احتجَّا به فى ((الصحيحين))، فأخرج له إمام المحدِّثين حديثين فى خمسة مواضع، وهما:
[الأوَّل] قال فِي ((الصلاة)) (385): حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ، فَإِذَا أَرَادَ الْفَرِيضَةَ نَزَلَ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ.
وأعاده فى ((الجمعة)) (1035): حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ ثَنَا هِشَامٌ بمثله.
وفيه أيضاً (1031): حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا شَيْبَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ بنحوه.
[الثَّانِي] قال فِي ((فضائل القرآن)) (4666): حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شَيْبَانَ عَنْ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ - قَالَ يَحْيَى وَأَحْسِبُنِي قَالَ سَمِعْتُ أَنَا مِنْ أَبِي سَلَمَةَ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اقْرَإِ الْقُرْآنَ فِي شَهْرٍ))، قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، حَتَّى قَالَ: ((فَاقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ، وَلا تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ)).
وفيه أيضاً (4665): حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ يَحْيَى مختصراً.
وأخرج مسلِمٌ له حديثاً واحداً مقروناً بغيره، قال فِي ((المشساجد ومواضع الصلاة)) (978): حَدَّثَنِي إِسْحَقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا مَعْنٌ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ مَوْلَى الأَسْوَدِ بْنِ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِذَا كَانَ الْحَرُّ، فَأَبْرِدُوا عَنْ الصَّلاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ))، وَذَكَرَ ((أَنَّ النَّارَ اشْتَكَتْ إِلَى رَبِّهَا، فَأَذِنَ لَهَا فِي كُلِّ عَامٍ بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ)).
وزاد الإمام مَالِكٌ فِي ((الموطأ)) حديثاً رابعاً:
قال يحيى بن يحيى ((الموطأ)): عَنْ مَالِكٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ الْبُكَيْرِ أَنَّهُ قَالَ: طَلَّقَ رَجُلٌ امْرَأَتَهُ ثَلاثًا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا ثُمَّ بَدَا لَهُ أَنْ يَنْكِحَهَا، فَجَاءَ يَسْتَفْتِي، فَذَهَبْتُ مَعَهُ أَسْأَلُ لَهُ، فَسَأَلَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ وَأَبَا هُرَيْرَةَ عَنْ ذَلِكَ: فَقَالا: لا نَرَى أَنْ تَنْكِحَهَا حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَكَ، قَالَ: فَإِنَّمَا طَلاقِي إِيَّاهَا وَاحِدَةٌ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّكَ أَرْسَلْتَ مِنْ يَدِكَ مَا كَانَ لَكَ مِنْ فَضْلٍ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[12 - 03 - 07, 10:31 ص]ـ
احْتِجَاجُ الإِمَامِ مَالِكٍ فِى «الْمُوَطَّأ» بِنِسْوَةٍ مَجْهُولاتٍ لَمْ يَرْوِ عَنْهُنَّ
إِلاَّ وَاحِدٌ، وَقَدْ وُثِّقْنَّ لِتَخْرِيْجِ مَالِكٍ أحَادِيثَهُنَ فِى «الْمُوَطَّأ» ج1
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[12 - 03 - 07, 01:30 م]ـ
السلام عليكم
البحث على ملف وورد ... وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[14 - 03 - 07, 02:29 ص]ـ
السلام عليكم
البحث على ملف وورد ... وجزاكم الله خيرا
جَزَاكُمُ اللهُ خَيْرَاً، وَشَكَرَ صَنِيعَكُمْ، وَأَجْرَلَ مَثُوبَتَكُمْ.
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[16 - 03 - 07, 02:49 م]ـ
اكمل بارك الله فيك يا شيخنا الجليل
ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[12 - 11 - 07, 03:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا أبا محمد، ونفعنا الله بك،
وودنا لو رددت على إشكال الأخ الفاضل محمد الأمين حول الكلام عن النساء .. بارك الله فيك وفيه
¥