وقد أعله الطحاوي بالوقف، والدارقطني بالارسال، وابن المغلس الظاهري بالتدليس، وابن الجوزي بالضعف، وغيرهم بالاضطراب والانقطاع، وقد زال ذلك كله بما أوضحناه في الاصل). قلت: وأوضح شيئا من ذلك الحافظ في (التلخيص)، ومال إلى تصحيح الحديث بالنظر

إلى أن له شاهدا مرسلا رواه سعيد بن منصور عن سفيان بن عيينة عن ابن جريج عن عطاء عن النبي (ص) فقال: / صفحة 172 / (لكنه يقوي المرفوع (يعني الموصول) لانه من غير رجاله، وقد رواه الاسماعيلي في (معجمه) من طريق أخرى عن أبي الزبير عن جابر، وفي إسنادها من يحتاج إلى النظر في حاله، فيجتمع من هذا صحة الحديث). قلت: وهو الذي لا يتوقف الباحث الناظر في طرقه، لا سيما وقد وقفت له على طريق اخرى موصولة من طريق عطاء عن ابن عباس، لم أر أحدا من المخرجين أو الذين تكلموا على الحديث، ذكره أو أشار إليه، فقال الطبراني في (المعجم الصغير) (ص 131): ثنا عبد الله بن سندة بن الوليد الاصبهاني ثنا عبد الرحمن بن خالد الرقي ثنا يزيد بن هارون ثنا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن عطاء به. وقال: (لم يروه عن عمرو إلا حماد، ولا عنه الا يزيد تفرد به عبد الرحمن ابن خالد). قلت: وهو ثقة قال النسائي: (لا باس به) وذكره ابن حبان في (الثقات)، وفي (التقريب): (صدوق). قلت: وبقية رجال الاسناد ثقات محتج بهم في الصحيح غير شيخ الطبراني ابن سندة، وقد ترجم له أبو الشيخ في (طبقات الاصبهانيين) (ص 245) وقال: (يكنى أبا محمد، وكان ثقة صدوقا). وفي ترجمته أخرجه أبو نعيم في (أخبار أصبهان) (2/ 66) من طريق الطبراني ثم قال: (كتب عن الشاميين، كثير الحديث). قلت: ولم أجده في (تاريخ دمشق) للحافظ ابن عساكر، فلا أدري أسقط من النسخة، أم هو مما فات الحافظ، وبالجملة فهذا الاسناد صحيح عزيز، والحمد لله على توفيقه. وأما طريق أبي الزبير التي ذكرها الحافظ، فقد أخرجها أيضا الطبراني في / صفحة 173 / (الاوسط) (1/ 113 / 2) عن ثمامة بن عبيدة عن ابي الزبير عن جابر وقال: (لم يروه عن أبي الزبير إلا ثمامة). قلت: وبه أعله الهيثمي، فقال في (المجمع) (3/ 283): (وهو ضعيف). قلت: بل هو واه جدا، قال في (الميزان): (قال أبو حاتم: منكر الحديث، وكذبه ابن المديني). فمثله لا يستشهد به ولا كرامة، والظاهر أن الاسماعيلي رواه من طريقه، لقول الطبراني أنه تفرد به. والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015