ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 11 - 02, 10:09 ص]ـ

أحسنت أخي الفاضل خالد وفقك الله وسددك،

وقد بينت ما في الروايات التي ذكرها من كلام0

ويبقى ما ذكره الأخ الفاضل أبو نايف بقوله (قال يحيي بن بكير: قيل لابن لهيعة: إن ابن وهب يزعم أنك لم تسمع هذه الأحاديث من عمرو بن شعيب، فضاق ابن لهيعة وقال: ما يدري ابن وهب، سمعت هذه الأحاديث من عمرو بن شعيب قبل أن يلتقي أبواه.) انتهى

فيحيى بن بكير ضعيف، ولو صحت فلا يقبل هذا الكلام من ابن لهيعة، فإن ابن وهب كان ينظر في أصوله ويعرف ما سمع مما لم يسمع، وسيأتي بيان أكثر بإذن الله

وأما ما جاء في سؤالات الآجري، ففي كلام أبي داود إثبات السماع من ثلاثة أو أربعة أحاديث، فما الذي يثبت لنا روايته عن هذا الحديث، وخاصة مع وجود بعض الخاليط في سؤالآت الآجري لأبي داود (يراجع حاشية المنتخب من العلل ص 218، وحاشية فتح الباري لابن رجب (4\ 448) 0

وأيضا لم ينقل لنا أبو نايف هذه الأقوال من ترجمة ابن لهيعة مع إهميتها

جاء في تهذيب الكمال (15\ 491) (قال عبدالرحمن (ابن مهدي) كتب إلى ابن لهيعة كتابا فيه حدثنا عمرو بن شعيب، قال عبدالرحمن فقرأته على ابن المبارك، فأخرجه إلى ابن المبارك من كتابه، قال أخبرني إسحاق بن أبي فروة (متروك) عن عمرو بن شعيب)

وقال أحمد وذكر ابن لهيعة فقال (كان كتب عن المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب وكان بعد يحدث بها عن عمرو بن شعيب نفسه)

وكذلك رواية عبدالله بن لهيعة لحديث (إذا رأيتم النار000) وكيف أنه سمعه من زياد الحضرمي عن القاسم بن عبدالله عن عمرو بن شعيب ثم كان بعد ذلك يحدث به عن عمرو بن شعيب0

وهذا الحديث (زكاة الحلي) رواه عنه قتيبة (كما عند الترمذي 637) حدثنا ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب 0

فلم يصرح قتيبة وهو ممن سمع قديما من ابن لهيعة بالسماع في هذا الحديث من عمرو 0

فرواية ابن لهيعة هذه شديدة الضعف

وأما ما ذكره الأخ أبو نايف من قوله (أما عن رواية المثني بن الصباح فيستشهد بها خاصة روايته عن عمرو بن شعيب.

قال ابن المديني سمعت يحيي بن سعيد وذكر عنده مثني بن الصباح فقال: لم نتركه من أجل عمرو بن شعيب ولكن كان منه اختلاط في عطاء.

وقال ابن عدي: له حديث صالح عن عمرو بن شعيب. (التهذيب 10: 32).

فأولا لعلي أورد الكلام في المثنى بن الصباح ثم أعقب على ما ذكره الأخ أبو نايف

قال ابن حجر في تهذيب التهذيب (قال عمرو بن علي كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عنه

وقال بن المديني سمعت يحيى بن سعيد وذكر عنده مثنى فقال لم نتركه من أجل عمرو بن شعيب ولكن كان منه اختلاط في عطاء

وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه لا يساوي حديثه شيئا مضطرب الحديث قال إسحاق بن منصور عن بن معين ضعيف

وكذا قال معاوية بن صالح عن بن معين وزاد يكتب حديثه ولا يترك

وقال عباس الدوري عن بن معين مثنى مكي ويعلي بن مسلم مكي والحسن بن مسلم مكي وجميعا ثقة

وقال بن أبي حاتم سألت أبي أبا زرعة عنه فقالا لين الحديث قال أبي يروي عن عطاء ما لم يرو عنه أحد وهو ضعيف الحديث

وقال الجوزجاني لا يقنع بحديثه

وقال الترمذي يضعف في الحديث

وقال النسائي ليس بثقة وقال في موضع آخر متروك الحديث

وقال بن عدي له حديث صالح عن عمرو بن شعيب وقد ضعفه الأئمة المتقدمون والضعف على حديثه بين

وقال بن سعد عن الأزرقي عن داود العطار لم أدرك في هذا المسجد أحدا أعبد من المثنى والزنجي بن خالد

قال بن سعد وله أحاديث وهو ضعيف

وقال علي بن الجنيد متروك الحديث

وقال الدارقطني ضعيف

وقال البخاري عن يحيى بن بكير مات سنة تسع وأربعين ومائة قلت وفيها أرخه الواقدي

وقال بن حبان في الضعفاء مات في آخر سنة تسع وأربعين ومائة وكان ممن اختلط في آخر عمره

وقال عبد الرزاق أدركته شيخا كبيرا بين اثنين يطوف الليل أجمع

وقال بن عمار ضعيف

وقال الساجي ضعيف الحديث جدا حدث بمناكير ويطول ذكرها وكان عابدا يهم وقال أبو أحمد الحاكم ليس بالقوي عندهم

وضعفه أيضا سحنون الفقيه وغيره وذكره العقيلي في الضعفاء وأورد عن علي بن المديني سمعت يحيى القطان وذكر عنده المثنى فقال لم تتركه من أجل حديث عمرو بن شعيب ولكن كان اختلاط منه) انتهى

ومما لم يذكر في التهذيب ما جاء في الكامل لابن عدي (8\ 2417 - 2418) (ثنا الجنيدي ثنا البخاري قال: المثنى بن الصباح، قال سفيان: كنيته أبو عبدالله قال: لم يتركه من أجل عمرو بن شعيب ولكن كان منه الإختلاط عن عطاء وعمرو بن شعيب 0000

حدثني الحسن بن أبي الحسن عن صالح جزرة قال: مثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب يقطع الصلاة وينقض الوضوء) انتهى من طبعة دار الفكر

فتبين لنا من خلال ترجمته شدة ضعفه، وحتى روايته عن عمرو بن شعيب كما قال صالح جزرة، وأيضا الذي روى عنه هذا الحديث هو عبدالرزاق (7065) وكأنه أدركه وقد كبر كما جاء في التهذيب (وقال عبد الرزاق أدركته شيخا كبيرا بين اثنين يطوف الليل أجمع)

وأما كلام القطان فيحمل على أن يحيى لم يتركه من أجل عمرو بن شعيب فقط ولكن لأجل روايته عن عطاء ما لم يروه غيره، وإلا ما فائدة ذكر عمرو بن شعيب عن غيره 0

وأيضا لفظة (ولكن كان منه اختلاط عن عطاء) وردت في عدد من المصادر بدون ذكر (عن عطاء) وفي الضعفاء الصغير للبخاري (في عقله)

وقول ابن عدي له حديث صالح عن عمرو بن شعيب، فليس معنى هذا تصحيحه لروايته عن عمرو بن شعيب، فقد يحمل على أن له رواية كثيرة عن عمرو، وعلى فرض تصحيحه لروايته عن عمرو بن شعيب بقوله (له حديث صالح عن عمرو بن شعيب) فهو معارض بقول غيره من أهل العلم، كصالح جزرة وكذلك الترمذي في عدم تصحيحه لهذه الرواية بالذات عن عمرو بن شعيب0

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015