قال الحافظ في التلخيص ((قلت وهو ضعيف جدا وإن كان مسلم قد أخرج له في المتابعات وأيضا فكان أخذه عنه قبل أن يعمى ويفسد حديثه وكذلك أمر أحمد بن حنبل ابنه بالأخذ عنه كان قبل عماه ولما أن عمي صار يلقن فيتلقن حتى قال يحيى بن معين لو كان لي فرس ورمح لغزوت سويدا من شدة ما كان يذكر له عنه من المناكير قلت وقد خلط في هذا الإسناد وأخطأ فيه عن بن المبارك وإنما رواه بن المبارك عن بن المؤمل عن أبي الزبير كذلك رويناه في فوائد أبي بكر بن المقري من طريق صحيحة فجعله سويد عن أبي الموال عن بن المنكدر واغتر الحافظ شرف الدين الدمياطي بظاهر هذا الإسناد فحكم بأنه على رسم الصحيح لأن بن أبي الموال انفرد به البخاري وسويدا انفرد به مسلم وغفل عن أن مسلما إنما أخرج لسويد ما توبع عليه لا ما انفرد به فضلا عما خولف فيه)) فثبت أن هذه الطريق منكرة ولا تصلح للاحتجاج ورجعت هذه الطريق للتي قبلها
الطريق الثالثة
من طريق بن عباس ى لكنها شاذة
بل قال الشيخ الألباني رحمه الله باطل موضوع يعني عن ابن عباس التي سيذكرها الحافظ الآن
قال الحافظ ((وله طريق أخرى من غير حديث جابر رواه الدارقطني والحاكم من طريق محمد بن حبيب الجارودي عن سفيان بن عيينة عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ماء زمزم لما شرب له فإن شربته تستشفى به شفاك الله الحديث قلت والجارودي صدوق إلا أن روايته شاذة فقد رواه حفاظ أصحاب بن عيينة والحميدي وابن أبي عمر وغيرهما عن بن عيينة عن بن أبي نجيح عن مجاهد قوله ومما يقوي رواية بن عيينة ما أخرجه الدينوري في المجالسة من طريق الحميدي قال كنا عند بن عيينة فجاء رجل فقال يا أبا محمد الحديث الذي حدثتنا عن ماء زمزم صحيح قال نعم قال فإني شربته الآن لتحدثني مائة حديث فقال اجلس فحدثه مائة حديث))
الخلاصة:
أن الحديث بهذه الطرق ضعيف لذلك ضعفهما السخاوي في المقاصد الحسنة (928)
ولكن الحديث له شواهد
فورد عن معاوية رضي الله عنه موقوفاً بلفظ زمزم شفاء وهي لما شرب له وحسن إسناده الحافظ
ويشهد له كذلك حديث أبي ذر رضي الله عنه ((إنها طعام طعم وشفاء سقم)) وأصله في مسلم وهذ اللفظ عند الطيالسي
قال الحافظ ((ومرتبة هذا الحديث أنه باجتماع الطرق يصلح للاحتجاج به وقد جربه جماعة من الكبار فذكروا أنه صح بل صححه من المتقدمين ابن عيينة ومن المتأخرين الدمياطي في جزء جمعه فيه والمنذري وضعفه النووي)) انتهى من المقاصد الحسنة 928
قال ابن القيم في زاد المعاد 4/ 393
((فالحديث إذاً حسن وقد صححه بعضهم وجعله بعضهم موضوعا وكلا القولين فيه مجازفة وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أمور عجيبة واستشفيت به من عدة أمراض فبرأت بإذن الله وشاهدت من يتغذى به الأيام ذوات العدد قريبا من نصف الشهر أو أكثر ولا يجد جوعا ويطوف مع الناس كأحدهم وأخبرني أنه ربما بقي عليه أربعين يوما وكان له قوة بجامع بها أهله ويصوم ويطوف مرارا))
والحديث صححه الشيخ الألباني رحمه الله في الإرواء برقم ((1123))
ولكن الحديث لا يبلغ درجة الصحة والله أعلم
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[07 - 08 - 02, 09:56 ص]ـ
من الفتاوى العلمية لفضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان
ما درجة حديث (ماء زمزم لما شرب له)؟
الجواب:
هذا الحديث رواه أحمد في مسنده وابن ماجة من طريق عبد الله بن المؤمل عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وفيه ضعف فإن عبد الله بن المؤمل ضعيف الحديث قال الإمام أحمد رحمه الله. أحاديثه مناكير.
وقال أبو داود. منكر الحديث.
وقال ابن عدي. أحاديثه عليها الضعف بيّن.
وقال العقيلي في الضعفاء حين ذكر له هذا الخبر. لا يتابع عليه.
وروى الفاكهي في أخبار مكة عن معاوية رضي الله عنه قال. زمزم شفاء هي لما شرب له وقد حسنه الحافظ ابن حجر في جزء جمعه حول هذا الحديث.
وفي إسناده عند الفاكهي محمد بن إسحاق الصيني شيخ الفاكهي وهو كذاب قاله ابن أبي حاتم.
وقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في زمزم. إنها مباركة إنها طعام طُعم.
¥