خاصة وقد قال ابن حجر رحمه الله في آخر لسان الميزان (7/ 535) بعد أن ذكر تجريد من ذكر في الميزان وله ترجمة في التهذيب متحدثاً عن فائدة هذا التجريد: "الثاني: الإعانة لمن أراد الكشف عن الراوي فإن رآه في أصلنا فذاك وإن رآه في هذا الفصل فإن رآه في هذا الفصل فهو إمّا ثقة وإمّا مختلف فيه وإمّا ضعيف فإن أراد الزيادة في حاله نظر في الكاشف فإن أراد زيادة بسط نظر في مختصر التهذيب الذي جمعته ففيه كل ما في تهذيب الكمال للمزي من شرح حال الرواة وزيادة عليه، فإن لم يحصل له نسخة منه فتذهيب التهذيب للذهبي فإنه حسن في بابه، فإن لم يجد لا هنا و لا هنا فهو إمّا ثقة أو مستور وعلى الله الكريم الاعتماد"اهـ.
فإذا كان التذييل بترجمة الراوي الوضاع أو المتهم أو الضعيف فهذا تذييل واستدراك وإلزام في محله.
ـ[طالب النصح]ــــــــ[16 - 04 - 02, 02:54 م]ـ
السبب في أن الذهبي لم يستوعب المجهول ومن لا يعرف.
إن قيل: لماذا لم يستوعب المجهول ومن قيل فيه لا يعرف؟
فالجواب: لأن الجهالة ليست بجرح في الراوي، فالراوي المجهول ليس بضعيف، غاية الأمر أن الإمام لم يعرف عينه، إذا كان مجهول العين، أو لم يعرف حاله إذا كان مجهول الحال.
والأصل أن يتوقف في حديثه فلا يرد و لا يقبل حتى يتبين حاله.
ويوضح ذلك أن حكم الإمام بجهالة الراوي إعلام بأنه لم يعرف عينه أو لم يعرف حاله فكيف يكون ذلك جرحاً؟!
إذا ثبت هذا فإنه يُعلم منه أن من قيل فيه مجهول أو لا يعرف ليس من مقاصد كتب الضعفاء أصلاً، ولذلك هم لا يستوعبونه و لا يجعلون الغالب في ما يوردونه في هذا الكتب من هذا القبيل.
ومنه تعلم الخطأ الذي حصل في تسمية الكتاب بـ (ذيل لسان الميزان رواة ضعفاء أو تكلم فيهم لم يذكروا في كتب الضعفاء والمتكلم فيهم).
وبيان ذلك من الجهات الآتية:
1) حيث إن الغالب في الكتاب رواة مجهولين، وهؤلاء لم يقصد إلى استيعابهم في الميزان و لا في لسانه، فلا يُذيل عليهما بذلك.
2) حيث إن العنوان فيه أن من في الكتاب ضعفاء أو تكلم فيهم، وبما أن الغالب فيمن ورد في الكتاب أنهم رواة مجهولون، فمعنى هذا أن هؤلاء ضعفاء أو متكلم فيهم، وهذا خلاف التحقيق، من أن الجهالة ليست بجرح.
3) حيث إن العنوان يقول: أن من يذكر في هذا الذيل هم ممن لم يذكر في كتب الضعفاء، وكأن ابن حجر والذهبي التزما إيراد الكل، وهذا ليس بشرط لهما فكيف يلزما به.
وهذا تمام الوفاء إن شاء الله تعالى بما طلبه مني فضيلة الشيخ ابن معين حفظه الله، كتبته من باب التعاون على البر والتقوى، للإفادة والاستفادة، عسى أن يتفضل علي أحد المشايخ بتعقيب أو فائدة أسأل الله له سلفاً أن يجعلها في موازين حسناته.
ـ[ابن جلا]ــــــــ[17 - 04 - 02, 06:26 م]ـ
بل المجهول من شرط الذهبي
وهذا ما بينته، ورددت بسببه على أخي، في هذا المنتدى المبارك، تحت عنوان: ليس من شرط الذهبي
فانظره (غير مأمور)، لتستكمل جوانب المسألة.
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[18 - 04 - 02, 01:46 ص]ـ
الأخ النصح قلت: [وهناك وهم منهجي في هذا الكتاب نبه عليه أحد المشايخ في مجلس لي معه .. أنه اعتمد استدراك من قيل فيهم شيخ على اللسان والميزان علماً بأن الذهبي رحمه الله نص على أن من قيل فيهم شيخ لا يقصد إلى إيرادهم في كتابه، فلا محل لاستدراكهم عليه.
وعلماً بأن وصف شيخ لا يقتضي الجرح المطلق في صاحبه].
وهذا خطأ.
فقد تتبعت كتاب الشيخ حاتم الشريف فلم أجده ذكر راوياً لأنه قيل فيه "شيخ"
ولعل الشيخ المذكور حصل له وهم بسبب أن الشريف ذكر عددا من الرواة قيل فيهم: "شيخ ليس بالمشهور" من شيوخ الشيعة" ونحو ذلك.
وهذا يختلف عن إطلاق لفظة "شيخ" وحدها.
والله الموفق.
ـ[طالب النصح]ــــــــ[18 - 04 - 02, 11:36 ص]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً فقد والله أفدتموني وعلّمتموني أشياء كثيرة أسأل الله أن يجعلها في موازين حسناتكم جميعاً ...
فقط ألفت النظر إلى قضية وهي أن محل البحث هل من شرط الذهبي الاستيعاب للرواة المجهولين أو من قيل فيه لا يعرف أو ليس من شرطه.
وما قرره فضيلة المشايخ هو في تقرير أن المجهول و من لا يعرف من شرط الميزان .. وهذا غير محل البحث في الموضوع.
فضيلة الشيخ أبو عمر العتيبي حفظه الله .. نعم هو ما قلت .. فقد راجعت الكتاب .. ووجدت الكلام كما ذكرت أنت حفظك الله ... ولكني تنبهت من خلال تعليق فضيلة الشيخ محمد الأمين حفظه الله إلى أن المقصود هو المجهول ومن قيل فيه لا يعرف .. والقضية هي كما قررها فضيلة الشيخ محمد الأمين وكما قررها فضيلة الشيخ ابن القيم حفظهما الله ونفعنا بعلومهما.
وعليه فلا وجه لكون الكتاب ذيل أو استدرك إنما تراجم تستفاد فقط و لا يذيل بها على أي من اللسان والميزان.
ووالله يا فضيلة المشايخ إني استفدت من تعقيباتكم وأقر لكم بالفائدة .. والفضل نفعني الله بكم وبعلموكم ونفع بها الاسلام والمسلمين ..
وشكراً شكراً شكراً وجزاكم الله خيراً
¥