2. أن هذا الكتاب يُمثِّل خلاصة جهود الحافظ ابن حجر في علم الجرح والتعديل، وآخر اجتهاداته، وقد فرغ من تأليفه عام (827 هـ) وظل يحرر فيه، وينقح فيه، ويضيف إليه وينقص حتى عام (850 هـ) أي قبيل وفاته بعامين.
3. ما سبق ذكره من اعتناء المؤلف بضبط ما يُشكل من الأسماء والكنى والأنساب بالحروف، وهو أمرٌ في غاية الأهمية، حيث أنه يختصر الوقت والجهد على الباحثين، فبدل من أن ينظر الراوي في ترجمة الرواي في كتب التراجم وفي كتب الضبط معًا، يستطيع أن يكتفي بضبط اسم الرواي من "التقريب" إذا ضاق عليه الوقت أو تقاصرت همته.
4. سهولة تناول الكتاب والوصول إلى الترجمة فيه؛ بسبب ترتيبه على حروف المعجم بشكل دقيق، حتى أنه لا يحتاج إلى فهرس، بل هو نفسه كالفهرس لأسماء الرواة.
5. ثناء العلماء على هذا الكتاب؛ ومن ذلك: أنه قد أثنى عليه تلميذ المصنف السخاوي حيث قال: وهو عجيب الوضع, يشتمل على رجال "تهذيب الكمال", لا تزيد الترجمة على سطر, يشتمل على اسم الراوي, وأشهر نسبه, وصفته من القبول, وعدمه, وبيان طبقته, مع ضبط ما يحتاج على ضبطه, من ذلك بالحروف, وهو في مجلدة متوسطة. اهـ "الجواهر والدرر" (2/ 668)
بعض المآخذ على الكتاب:
أخذ على المؤلف في هذا الكتاب بعض المآخذ، وهي:
1) يُلاحَظ عليه اختصاره الشديد حتى أنه لم يذكر أيَّ شيخٍ أو تلميذٍ للمترجم لهم في جميع الكتاب، ولذلك يتميَّز عليه في هذه الجزئية كتاب "الكاشف" للذهبي، وكتاب "الخلاصة" للخزرجي.
2) اختلاف أحكامه على الراوي الواحد، فقد اختلفت أحكامه على الراوي الواحد بين كلامه في "تقريب التهذيب" وبين كلامه عليه في كتبه الأخرى كمقدمة الفتح، أو الفتح، أو "التلخيص الحبير"، ويمكن أن يُجاب عن ذلك بأنه نتيجة تغيُّر اجتهاد، أو بالنظر إلى الحديث المعيَّن الذي رواه هذا الراوي؛ فكما هو معلوم فإن الصدوق سيء الحفظ ومن على شاكلته قد يكون ضابطًا لحديثٍ معيَّن، والثقة قد يهم في الحديث المعيَّن، إلى غير ذلك من الاعتبارات التي لا تخفى على المشتغلين بهذا الفن.
3) وقد ألف الشيخان (شعيب الأرناؤوط) و (بشار عواد معروف) كتاب: "تحرير التقريب", وتعقَّبا فيه الحافظ ابن حجر فيما اعتقدا أنه أخطأ فيه أو وهم، وقد طبع كتابهما في مؤسسة الرسالة- بيروت (1417 هـ) في (4) مجلدات، وقد تعنَّتا في هذا الكتاب وتحاملا فيه على الحافظ ابن حجر مما حدا بالكثيرين للرد عليهما وانتقادهما، ومن أهمهم الدكتور ماهر الفحل في كتابه "كشف الإيهام لما تضمَّنه تحرير التقريب من الأوهام".
عناية العلماء والباحثين بالكتاب:
كما سبق فإن لهذا الكتاب أهمية كبيرة عند العلماء والباحثين، مما دفعهم للعتناء به، وكتابة المؤلفات والرسائل العلمية حوله، ومن ذلك:
1. عمل الحافظ قاسم بن قطلوبغا الحنفي حاشيةً على "التقريب" ذكرها السخاوي في "الضوء اللامع" (6/ 187).
2. وكذلك عليه حاشية للمحدث المسند عبدالله بن سالم البصري المتوفى سنة (1134هـ) , طبعها محقق الكتاب محمد عوامة مع "التقريب", جمعها أثناء تدريسه للكتب الستة, من كثرة مراجعته للتقريب, فكان يعلق عليه بعض الحواشي المفيدة, والتنبيهات القيمة حتى اجتمعت تلك الحاشية.
3. وللعلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز حاشية بعنوان: "النكت على تقريب التهذيب" طبعت في دار المنهاج- الرياض (1426 هـ) باعتناء عبدالله بن فوزان الفوزان.
4. وقد ألف الشيخان (شعيب الأرناؤوط) و (بشار عواد معروف) كتاب: "تحرير التقريب", وتعقَّبا فيه الحافظ ابن حجر، وقد طبع كتابهما في مؤسسة الرسالة- بيروت (1417 هـ) في (4) مجلدات. وقد ردَّ عليهما - كما سبق - الدكتور ماهر الفحل في كتابه "كشف الإيهام لما تضمَّنه تحرير التقريب من الأوهام".
5. وللشيخ عطاء عبداللطيف بن أحمد المصري كتاب: "إمعان النظر في تقريب ابن حجر", طبع في مكتبة العلم- مصر (1414هـ)
6. رسالة دكتوراه بعنوان: "دراسة المتكلم فيهم من رجال تقريب التهذيب" تقدَّم بها الباحث عبدالعزيز بن سعد التخيفي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - أصول الدين - السنة وعلومها – (1405ه).
7. رسالة دكتوراه بعنوان "من وصف بلفظ مقبول في "تقريب التهذيب" للحافظ ابن حجر العسقلاني من غير رجال الصحيحين" دراسة وتحقيقًا/ تقدَّم بها الباحث عصام بن إبراهيم الحازمي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - أصول الدين - السنة وعلومها – (1422ه).
8. "مصباح الأريب في تقريب الرواة الذين ليسوا في تقريب التهذيب" لأبي عبدالله لمحمد بن أحمد المصنعي العنسي, طبع في مكتبة الفاروق الحديثة القاهرة، ومكتبة صنعاء في (3) مجلدات.
9. وللباحث علي بن نايف الشحود بحث بعنوان: "الحافظ ابن حجر ومنهجه في تقريب التهذيب"
طبعات الكتاب:
أول ما طبع الكتاب طبعة حجرية في دهلي- الهند، سنة (1290 هـ) في (348) صفحة, ثم طبع فيها أيضًا سنة (1320 هـ) في (298) صفحة وطبع بهامشه كتاب "المغني" للفتني.
وطبع سنة (1393 هـ) في دار الكتب- باكستان.
وطُبِعَ في مجلدين بعناية الشيخ عبدالوهاب عبداللطيف، ونشرته المكتبة العلمية المدينة المنورة، (1380هـ)، ونشرته أيضًا دار المعرفة- بيروت، (1380 هـ)
ويُعدُّ كتاب "تحرير التقريب" الذي ألفه شعيب الأرنؤوط وبشار عواد طبعة مستقلة للكتاب، فقد حافظا على نص التقريب مع تعقُّب الحافظ ابن حجر في الحاشية، وخرج الكتاب في أربع مجلدات.
وطبعته مؤسسة الرسالة أيضًا باعتناء عادل مُرشد.
وطُبِع أيضًا بتحقيق: محمد عوامة، دار الرشيد – حلب، الطبعة الأولى (1406هـ).
وطبعة أخرى بتحقيق: الشيخ أبي الأشبال صغير أحمد شاغف، ونشرته دار العاصمة، السعودية، الطبعة الأولى (1416هـ).
http://sunnah.org.sa/ar/sunnah-sciences/modern-methods/2259--q-q-
¥