دراسة موجزة عن كتاب "تقريب التهذيب" للحافظ ابن حجر العسقلاني الجمعية السعودية للسنة النبوية

ـ[ماهر]ــــــــ[26 - 12 - 10, 02:58 م]ـ

اسم الكتاب:

نصَّ المؤلف على تسمية الكتاب في المقدمة فقال: وسميته "تقريب التهذيب".

أي تقريب واختصار كتاب "تهذيب التهذيب"، وهذا الاسم هو الذي اشتهر به الكتاب، وليس له اسمٌ آخر، إلا أنه يُطلق عليه اختصارًا اسم "التقريب".

توثيق نسبته للمؤلف:

ثبوت نسبة هذا الكتاب للحافظ ابن حجر أمرٌ ظاهرٌ معروفٌ، ومما يزيد هذه النسبة وضوحًا وتأكيدًا ما يلي:

1. الاستفاضة والشهرة؛ فقد اشتهر هذا الكتاب بنسبته للحافظ ابن حجر من لدن تأليفه، حتى أنَّ صغار الطلبة لا يكاد يخفى عليهم هذا الأمر.

1. أنَّ المؤلف قد ذكر في المقدمة أنه اختصره من كتابه "تهذيب التهذيب"

2. وجود عدة نسخ خطية للكتاب مكتوبًا على طرتها اسم الكتاب منسوبًا للمؤلف، كما في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية وفهارس المخطوطات.

3. نسبه له العلماء الذين ترجموا له؛ كالسخاوي في "الجواهر والدرر" (2/ 668)

4. قد نسبه له أصحاب كتب الفهارس والأثبات؛ كالكتاني في "الرسالة المستطرفة" (ص 206)، وحاجي خليفة في "كشف الظنون" (2/ 1510)، والبغدادي في "هدية العارفين".

سبب تأليف الكتاب:

بيَّن الحافظ سبب تأليفه لهذا الكتاب في المقدمة وهو أنه قد طلب بعض إخوانه منه أن يجرِّد له أسماء الأشخاص المترجمين في كتابه "تهذيب التهذيب" خاصة، وأنه لم يجبه إلى طلبه أولاً، ثم رأى إجابته على وجه يحصل مقصودُه بالإفادة، فقال: أما بعد: فإنني لما فرغت من تهذيب "تهذيب الكمال في أسماء الرجال"، الذي جمعت فيه مقصود "التهذيب" لحافظ عصره أبي الحجاج المزي، من تمييز أحوال الرواة المذكورين فيه، وضممت إليه مقصود "إكماله" للعلامة علاء الدين مغلطاي، مقتصرًا منه على ما اعتبرته عليه، وصححته من مظانه، من بيان أحوالهم أيضًا، وزدتُ عليهما في كثير من التراجم ما يتعجَّب من كثرته لديهما، ويستغرب خفاؤه عليهما: ووقع الكتاب المذكور من طلبة الفن موقعًا حسنًا عند المميِّز البصير، إلا أنه طال إلى أن جاوز ثلث الأصل، والثلث كثير. فالتمس مني بعض الإخوان أن أجرِّد له الأسماء خاصة؛ فلم أوثر ذلك لقلة جدواه على طالبي هذا الفن، ثم رأيت أن أجيبه إلى مسألته، وأسعفه بطلبته على وجه يحصل مقصوده بالإفادة، ويتضمن الحسنى التي أشار إليها وزيادة.

وصف الكتاب ومحتواه:

سبق أن تلكمنا في الدراسة عن "تهذيب التهذيب" للحافظ ابن حجر أنَّ ابن حجر قد اختصر كتاب "تهذيب الكمال" للمزي، ثم إنه قام رحمه الله باختصار "تهذيب التهذيب " بكتابه "تقريب التهذيب " هذا في مجلد واحد، راعى فيه أن تكون الترجمة أخصر ما يمكن بحيث تكون في سطر واحد في الأغلب، وتتضمن العناصر الأتية:

ا- اسم الراوي واسم أبيه وجده، ونسبه، ونسبنه، وكنيته، ولقبه، مع عناية تامة بضبط ما يشكل من ذلك بالحروف.

2 - الحكم على كلِّ راوٍ منهم بحكم وجيز بكلمة واحدة، أو عبارة وجيزة تبين منزلته.

3 - التعريف بعصر كلِّ راوٍ منهم، وذلك بتقسيمهم إلى طبقات اصطلح هو عليها، فجعلها اثنتي عشرة طبقة، وذكر وفاة من عرف سنة وفاته منهم.

4 - رقَّم على كلِّ ترجمة بالرقوم التي ذكرها المزي في "تهديب الكمال " واصطلح عليها، أو وقف هو عليها مع تجوُّز يسير في بعض فروعها، فإنه أدرج - غالبًا - "عمل اليوم والليلة" في السنن الكبرى، وكذا "خصائص علي"

وقد فرغ من تأليفه سنة (827 هـ)، لكنه ظلَّ يعاود النظر فيه؛ يزيد فيه وينقص، ويوضح ويعدل إلى قريب من وفاته بسنتين، كما هو واضح من تواريخ الإلحاقات والإضافات التي دوَّنها على النسخة التي كتبها بخطه من "التقريب"، كما في مقدمة تحقيق الكتاب لمحمد عوامة، فكان ما دوَّنه في هذا الكتاب خلاصة مركزة لما انتهى إليه من رأيٍ واجتهاد وحكم في الرجال المذكورين فيه.

طريقة ترتيب وتقسيم الكتاب:

رتب الحافظ ابن حجر كتابه على النحو التالي:

1 - رتَّبه على حروف المعجم بذكر أسماء الرجال من الألف إلى الياء, لكن في الألف بدأ بأحمد وفي الميم بدأ بمحمد لشرف الاسمين.

2 - يذكر الكنى مرتبةً على حروف المعجم أيضًا.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015