ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[20 - 09 - 10, 01:09 ص]ـ

الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

أمَّا بعد:

شكر الله لكم إخوتي على هذا الموضوع الهام، وقد أحسنتَ أخي الفاضل:" إيهاب يوسف سلامة ". إذ قلتَ:

فالعالم بعلم الرجال سيحكم برجحان احدى الطريقين على الأخرى بما تيقن منه من ثقة و حفظ صاحب الطريق،و يكون الطريق معلولاً

وإليكَ بعض الأمثلة لما قلت بارك الله فيك، وهي تشير إلى الهوة الكبيرة التي تفصلنا عن عمل الأئمة النقَّاد في الحكم على الأحاديث:

1 – حديث عثمان بن عفَّان رضي الله عنه: " من صلى العشاء والفجر في جماعة كان كقيام الليل ".

والحديث أخرجه ابن حبَّان في صحيحه من طريقين:

الأول: (رقم2058) 0 من طريق مؤمل بن إسماعيل ..

والثاني: (رقم2059). من طريق أبو نعيم ..

كلاهما عن سفيان عن عثمان بن حكيم عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن عثمان بن عفَّان .. به ..

وقد صححه الشيخ شعيب الأرناؤط في تعليقه على صحيح ابن حبَّان، فقال عن الطرق الأول: " هذا حديث صحيح، مؤمل بن إسماعيل شيء الحفظ لكنه توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح ".

وقال عن الطريق الثاني: " إسناده صحيح ".

في حين تهيب الأئمة النقَّاد من رفع هذا الحديث، قال أبو داود في مسائله للإمام أحمد: (ص387 رقم1863).

" سمعتُ أحمد ذكر حديث عثمان بن حكيم: حديث ابن أبي عمرة عن عثمان بن عفَّان عن النبي صلى الله عليه وسلم: من صلى العشاء والفجر في جماعة.

فقال: كان عبد الرحمن يتهيب رفع هذا الحديث عن سفيان ".

2 – حديث أبي هريرة رضي الله عنه: " من ذرعه القيء وهو صائم فليس عليه قضاء ومن استقاء فليقضِ ".

أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده: (رقم10363). وابن حبَّان في صحيحه: (رقم3518). من طريق يونس حدَّثنا هشام بن حسَّان عن ابن سيرين عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. به ..

وقد صححه الشيخ شعيب في تعليقه على مسند الإمام احمد، فقال:" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحكم بن موسى، فمن رجال مسلم ". وقال مثل ذلك في الكلام على هذا الحديث في صحيح ابن حبَّان: (8/ 284).

في حين قال الإمام البيهقي رحمه الله تعالى في السنن الكبرى: (4/ 219)

" وبعض الحفاظ لا يراه محفوظاً ".

أي غير محفوظاً من هذا الطريق، وأنَّ الصواب في هذا الحديث الإسناد هو:" من أكل ناسياً وهو صائم فالله أطعمه وسقاه ".

وفي ذلك يقول أبو داود في مسائله للإمام أحمد: (ص387 رقم1864).

" سمعتُ أحمد سُئِلَ ما أصح ما فيه، يعني في من ذرعه القيء وهو صائم .. ؟.

قال: نافع عن ابن عمر.

قلتُ له: حديث هشام عن محمد عن أبي هريرة .. ؟؟.

قال: ليس من هذا شيء، إنَّما هو حديث: من أكل ناسياً وهو صائم فالله أطعمه وسقاه ".

وقال الإمام البيهقي رحمه الله تعالى في السنن الكبرى: (4/ 219)

" وبعض الحفاظ لا يراه محفوظاً ".

3 – حديث العبَّاس رضي الله عنه: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تزال أمتي على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب إلى اشتباك النجوم ".

والحديث أخرجه ابن ماجه في سننه: (رقم689). و البزار في مسنده: (رقم1305 - 1306). والطبراني في الأوسط: (رقم1770). و الحاكم في المستدرك من طريق عبَّاد بن العوام عن عمر بن إبراهيم عن قتادة عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن العبَّاس .. به ..

والناظر في كلام الشيخ:" محفوظ الرحمن زين الله ". على هذا الحديث في تعليقه على مسند البزار: (4/ 132). يجد أنَّه يميل إلى تصحيح الحديث، في الوقت الذي حكم عليه الإمام أحمد بالنكارة.

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألتُ أبي عن عمر بن إبراهيم العبدي فقال: روى عن قتادة وهو بصري، فقلتُ له ضعيف .. ؟؟. فقال له مناكير. فقال: روى كان عبد الصمد يحدث عنه، حدثني الخضر بن داود قال حدثنا أحمد بن محمد، قال: سألتُ ابا عبد الله عن عمر بن إبراهيم العبدي، فقال عبد الصمد: أخرج إليَّ كتاباً في لوم، وكان عبد الصمد يحمده.

قال أبو عبد الله: يروي عن قتادة أحاديث مناكير، ويخالف وقد روى عنه عبَّاد بن العوام حديثاً منكراً رواه عنه إنسان من أهل الري.

قلت له: إبراهيم بن موسى .. ؟؟.

قال: نعم.

فقلتُ: حديث العبَّاس .. ؟؟.

قال: نعم.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015