قضى علم العلل على غيره أيها المحدث

ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[08 - 08 - 10, 12:34 ص]ـ

- أيها المحدث: لا يحق لك الحكم على حديث ولو بلغت ما بلغت في علوم الحديث وفنونه ما دمت مقصرا في علم العلل

- قضى علم العلل على علم الجرح والتعديل ورسوم الإسناد وفنونه

?فكم من حديث معلول، رجاله ثقات، بل قد يكون مرويا بأصح الأسانيد ذاك الإسناد المركب وهما

?وكم من حديث رجاله متماسكون لا ثقات بل قد يكون فيهم الضعيف، وقد صححه الأئمة النقاد

?وكم من حديث رجاله غمزوا أو إسناده انقطع، وقد تلقته الأمة بالقبول واعتمده كبار العلماء بل منهم من جعله أصلا وفرع عليه

? وكم من راو ضعيف له جملة أحاديث صحيحة كان قد ضبطها

? وكم من راو ثقة له جملة أحاديث ضعيفة بل منكرة كان قد وهم فيها ولم يضبطها

? وكم من مرسل قد صححوه، وكم من متصل قد ردوه

? هل تعلم أن التراجم المنقطعة التي حكم النقاد بصحتها وبصحة ما ينقل فيها قاربت الثلاثين ترجمة

? كم من حديث صحيح قد نسخ ألم تعلم أن النسخ من علل المتون؟!

? كم من معنعن من مدلس قد قبلوه، وكم من خبر وسماع في التحمل قد زيفوه

- تدبرت أحكام الأئمة النقاد المتقدمين على الأحاديث

فلم أر أحدا منهم يجري في أحكامه على رسوم الإسناد والظاهر من أحوال رجاله

لم أر أحدا منهم يهاب نظافة السند الظاهرة فيقضي به على الحديث

إنما كان ديدنهم علم العلل

عليه حوموا وعلى دقائقه دندنوا وبه لهجوا وبالتمكن فيه افتخروا

- لكل مجتهد أجر فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر

لكن أنت كمحدث قد اؤتمنت على حماية السنة من أن يدخل فيها ما ليس منها

فلا أرى لك عذرا بالحكم على حديث بالصحة اكتفاءً بظاهر السند

لا أرى لك عذرا أن تعقب على حديث بقولك: إسناده صحيح وأنت لم تستعمل فيه علم العلل

أو رجاله ثقات وتكتفي بذلك لأنك لا تجد وقتا للفحص عن علله

إنها أمانة!

وحكم على خبر بأنه من السنة وداخل فيها وأنه من كلام خير البرية!

إنها رتبة علية

لا أرى _والله أعلم_ أنها تجوز إلا للمتمكن من علم العلل الذي يستعمله في كل حديث يحكم عليه

- والكشف عن العلل له طريقتان:

? الأولى كلية منهجية: وهي التمرس في أحكام وتعليلات وأقوال أئمة الفن وكباره من لدن شعبة والثوري ومالك ثم القطان وابن مهدي وابن عيينة ثم أحمد وابن معين وعلي ثم البخاري والرازيين ثم مسلم والنسائي والترمذي ثم ابن هارون والدارقطني وعبد الغني ومن شابههم

? والثانية جزئية: وهي جمع الطرق والتقصي عن أحوال الرواة ضبطا ووهما وصحة كتاب وطول ملازمة واختصاص وكثرة تدليس ونحو ذلك.

والأولى أهم وأولى بالاعتناء

بل هي غاية المحققين من المحدثين

والله أعلم.

ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[08 - 08 - 10, 01:14 ص]ـ

جزاك الله خيرًا ...

علم العلل لا يعرفه إلا الفحول، وعليه المعوّل في سبر الحديث ...

والله المستعان.

ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[08 - 08 - 10, 08:16 ص]ـ

أخي الكريم، أمجد، بارك الله فيك، ونفعك بعلمك، ونفع به؛

فالموضوع جيد، ولي استفسار:

ما المطلوب تحديدا من محدث العصر؟

هل أن يكون معللا بذاته؟ فيرد تضعيف النقاد أو تصحيحهم، بناءا على نظرته الإعلالية، ولذلك قلتم: علم العلل قضى على غيره ... ،أيها المحدث: لا يحق لك الحكم على حديث ولو بلغت ما بلغت في علوم الحديث وفنونه ما دمت مقصرا في علم العلل، ونصحتم بالتمكن في علم العلل.

أم أن يكون متابعا (مقلدا) للنقاد؟ فلا يخالف تعليلاتهم؛ لأنهم تحقق فيهم آلات اجتهاد هذا الفن، وانعدمت في غيرهم.

وإذا كان ذلك، فمن هم هؤلاء النقاد (بمن بدأوا، وبمن انتهوا)؟

وما العمل (الحل) إذ لم نجد لهم أحكاما، ولو ضمنية؟

ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[08 - 08 - 10, 10:06 ص]ـ

بارك الله فيك يا شيخ أمجد.

وما أحسن ما قال ابن رجب رحمه الله في فتح الباري - (1/ 363) ط/الغرباء، (1/ 323) ط/ابن الجوزي-:"وأما الفقهاء المتأخرون فكثير منهم نظر إلى ثقة رجاله فظن صحته، وهؤلاء يظنون أن كل حديث رواه ثقة فهو صحيح، ولا يتفطنون لدقائق علم علل الأحاديث".

.

.

ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[08 - 08 - 10, 12:35 م]ـ

ما المطلوب تحديدا من محدث العصر؟

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015