ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[27 - 11 - 10, 08:45 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
* قال الشيخ احمد رحمه الله: (وفي الباب عن ابي هريرة " أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لعن زوارات القبور " وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح.
وقد تأول بعضهم هذا الحديث في لعن زائرات القبور , فقال الترمذي فيما سيأتي في الجنائز: " وقد رأى بعض اهل العلم ان هذا كان قبل أن يرخص النبي صلى الله عليه وسلم في زيارة القبور , فلما رخص دخل في رخصته الرجال والنساء. وقال بعضهم أنما كره زيارة القبور للنساء لقلة صبرهن , وكثرة جزعهن". ويشير الترمذي بذلك الى حديث " كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها " رواه مسلم وابو داود والنسائي. قال في عون المعبود " الأمر للرخصة او للاستحباب , وظاهر الاذن في زيارة القبور للرجال. قال الحافظ في الفتح: واختُلفَ في النساء , فقيل: دخلن في عموم الاذن , وهو قول الأكثر, ومحله ما إذا أمنت الفتنة , وممن حمل الإذن على عمومه للرجال والنساء: عائشة , وقيل: الإذن خاص بالرجال , ولا يجوز للنساء زيارة القبور. انتهى. قال العيني: وحاصل الكلام: أن زيارة القبور مركوهة للنساء بل حرام في هذا الزمان ولا سيما نساء مصر , لأن خروجهن على وجه الفساد والفتنة , وإنما رخصت الزيارة لتذكر أمر الآخرة , وللاعتبار بمن مضى , وللتزهد في الدنيا , انتهى "
هذا قول العيني في منتصف القرن التاسع , فماذا يقول لو رأى ما رأينا في منتصف القرن الرابع العشر , وانا لله وإنا إليه راجعون. والقول الصحيح الذي نرضاه تحريم زيارة القبور على النساء مطلقاً , فإن النهي ورد خاصاً بهن , والاباحة لفظها عام , والعام لا ينسخ الخاص , بل الخاص حاكم عليه ومقيد له).
* وقال رحمه الله (والتحقيق أن رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده من أصح الأسانيد. قال البخاري: " رأيت احمد بن حنبل وعلي بن المديني واسحق بن راهويه أبا عبيد وعامة أصحابنا: يحتجون بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده , ما تركه أحد من المسلمين. قال البخاري: من الناس بعدهم " وروى الحسن بن سفيان عن أسحاق بن راهويه قال: " إذا كان الراوي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ثقة: فهو كأيوب عن نافع عن ابن عمر ".
روى الدارقطني بإسناده عن عبيد الله بن عمرو " عن عمرو بن شعيب عن أبيه: أن رجلا أتى عبد الله بن عمرو يسأله عن محرم وقع بأمرأة؟ فأشار الى عبد الله بن عمر , فقال: اذهب الى ذلك فاسأله. قال شعيب: لم يعرفه الرجل , فذهبت معه , فسأل ابن عمر , فقال: بطل حجك , قال: فقال الرجل , أفأقعد؟ قال: بل تخرج مع الناس وتصنع ما يصنعون , فإذا أدركت قابلا فحج وأهد , فرجع الى عبد الله بن عمرو فأخبره , ثم قال له اذهب الى ابن عباس فاسأله , قال شعيب: فذهبت معه فسأله , فقال له مثل ما قال له عبد الله بن عمر , فرجع الى عبدالله بن عمرو فأخبره بما قال ابن عباس , ثم قال ما تقول أنت؟ قال: اقول مثل ما قالا " وهذا صحيح صريح في سماع شعيب من جده عبد الله بن عمرو , وأنه كان يجالسه ويجالس الصحابة في عصره.
والحاكم ابو عبد الله قد التزم في المستدرك تصحيح أحاديث عمرو , ومما قاله بعد ان ذكر رواية الدارقطني " هذا حديث رواته ثقات حفاظ , وهو كالأخذ باليد في صحة سماع شعيب بن محمد عن جده عبد الله بن عمرو " ووافقه الذهبي على ذلك. وممن جزم بصحة حديثه أيضا ابو عمر بن عبدالبر). بتصرف يسير ..