ـ[الدعاء .. الدعاء]ــــــــ[24 - 02 - 03, 05:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد: فهذا هو الجزء الثاني من تفريغ أشرطة مباحث في الجرح و التعديل للشيخ المحدث عبدالله السعد وهي في شرح مواضع من تتمة كتاب شرح العلل لابن رجب بعد كل درس منها درس عملي أمثلة تطبيقية من أحاديث العلل الكبير للترمذي
والجزء الأول هو على هذا الرابط
هنا الجزء الأول من الدروس ( http://64.246.11.80/%7صلى الله عليه وسلمbaljurashi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6402&highlight=%عز وجل4%عز وجل1%Cعز وجل+%عز وجلصلى الله عليه وسلم%صلى الله عليه وسلم1%صلى الله عليه وسلم1)
بسم الله الرحمن الرحيم
"النوع الثاني من ضعف حديثه في بعض الأماكن دون بعض فهو على ثلاثة أضرب:
الضرب الأول: من حدث في مكان لم يكن معه فيه كتبه فخلّط، وحدث في مكان آخر من كتبه فضبط. أو من سمع في مكان من شيخ فلم يضبط عنه وسمع منه في موضع آخر فضبطه ".
قبل أن أتكلم على ما ذكره الحافظ ابن رجب رحمة الله عليه أقول:
إن الرواة على ثلاثة أقسام فيما يتعلق بالثقة والضبط:
· إما أن يكون هؤلاء الرواة ثقات. فهؤلاء الحكم فيهم واضح وهو صحة حديثهم إلا إذا تبين أنهم قد أخطأوا في هذا الحديث ووقعوا في وهم في هذا الحديث
مثل سفيان الثوري
ومثل شعبة بن الحجاج
ومثل سفيان بن عيينة وإن كان في نهاية عمره تغيّر ولكن هو مشهور من كبار الأئمة والحفاظ
ومثل مالك بن أنس
وأيضا طبقة شيوخ هؤلاء من:
عبدالله بن عون
والأعمش
وأبو إسحاق السبيعي
والزهري
وقتادة
وأمثال هؤلاء ممن اشتهروا بالثقة والضبط والإتقان وإن كان هناك من مسّهم في شيء من حديثهم
مثل أبي إسحاق عندما تقدمت به السنّ تغيرت به الحال قليلا
ومثل الأعمش في شيوخه الصغار تُكُلِّم فيه، وأقول هذا الكلام نسبي
فأقول: القسم الأول أن يكون هؤلاء ثقات اشتهروا بالعدالة والضبط والإتقان فحديثهم الأصل فيه الصحة إلا ما تبين أنهم أخطأوا فيه.
· والقسم الثاني: الرواة الذين ضُعّفوا وهم ضعفاء. فهذا القسم أيضا حكمه معروف وإن كان هؤلاء يتفاوتون من حيث هذا التضعيف فهناك من يُكتب حديثه فيتقوى بغيره وهناك من لا يكتب حديثه لأنه لا يتقوى بغيره لشدة ضعفه.
· والقسم الثالث: هم الرواة الذين حديثهم في بعضه صحيح والبعض الآخر ليس بصحيح. وهذا القسم مهم جدا لأن هناك من يعامل هؤلاء معاملة الثقات فيخطئ، وهناك من يعاملهم معاملة الضعفاء فيخطئ كذلك. وإنما الصحيح هو معاملة حديثهم بالتفصيل. وهذا الضعف:
إما أن يكون ناشئا من تقدم في السن وكِبَر في العمر فتغيّر حديثهم وأصبحوا مختلطين لا يضبطون فهذا سبب.
وإما أن يكون هذا السبب هو أن هؤلاء الرواة حدثوا في مكان فكانوا ضابطين فلم يضبطوا حديثهم
وإما أن يكون السبب في ذلك أنهم عندما حدثوا في بلدهم وكانت كتبهم موجودة ويراجعون كتبهم فأصبح حديثهم مستقيما
q مثل معمر بن راشد البصري – كما سوف يأتي – فما حدث به في اليمن فحديثه صحيح مستقيم وعندما جاء إلى البصرة وكان على سفر ومستعجل ويريد الناسُ أن يسمعوا كل حديثه فأدى هذا به إلى الاستعجال والإسراع فوقع الوهم في حديثه والخطأ فهذا سبب أيضا من أسباب التضعيف
أو يكون هؤلاء الرواة موصوفين بالبدعة فإذا رووا فيما يتعلق ببدعتهم تساهلوا نوعا ما وإن كان هذه القضية لعله يأتي التنبيه عليها والأمر في هذه المسألة فيه تفصيل لكن أنا أذكر هذا على سبيل الإجمال
أو يكون هؤلاء الرواة ضبطوا حديث بعض شيوخهم دون البعض الآخر؛ وذلك أنهم سمعوا من أناس في بداية عمرهم وفي مقتبل سنّهم مثل إسماعيل بن عياش ضبط حديث أهل بلده من أهل الشام سمع منهم قديما – ومن المعلوم أن الإنسان إذا سمع أو علم الشيء قديما يرسخ ويبقى والذي سمعه أخيرا قد ينساه – فإسماعيل بن عياش سمع من أهل بلده قديما فضبط حديثهم وسمع بعد ذلك من أهل الحجاز وأهل العراق مثلا فلم يضبط عنهم وأصبح حديثه عن هؤلاء ضعيفا بينما حديثه عن الشاميين صحيح ففي الحقيقة أن هؤلاء (القسم الثالث الذين حديثهم بعضه صحيح وبعضه غير صحيح) ينقسمون إلى الأقسام الأربعة التي تقدم ذكرها:
القسم الأول أن يكون هؤلاء قد تغيروا في نهاية عمرهم فأصبح حديثهم بعد التغير ضعيفا مثل سعيد بن أبي عروبة حديثه القديم صحيح وحديثه بعد 145 تغيّر فأصبح حديثه الأخير ضعيفا
¥