وأبو الكنود الكوفي وهو عبد الله بن عامر أو عبد الله بن عمير. ذكره البخاري في " التاريخ الكبير " 5/ 64 (503)، وابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " 5/ 159 (599) ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، ووثقه ابن سعد في "الطبقات" 6/ 215 - 216، وذكره ابن حبان في " الثقات " 5/ 44، وقال عنه ابن حجر في " التقريب " (8328): ((مقبول)).

ولم أجد متابعاً للسدي أو من بعده فالحديث ضعيف من جهة السند.

وأما الحافظ ابن كثير فقد انتقده من ناحية أخرى فقال في " تفسيره ": 685: ((وهذا حديث غريب، فإنَّ هذه الآية مكية، والأقرع بن حابس وعيينة إنما أسلما بعد الهجرة بدهر)).

فبذلك بان ضعف الحديث وعدم صحته.

وانظر: " تحفة الأشراف " 3/ 47 (3522)، و " جامع المسانيد " 4/ 76 (2436)

وأصل الحديث أنه من حديث سعد بن أبي وقاص.

أخرجه: عبد بن حميد (131)، ومسلم 7/ 127 (2413) (45)، وابن ماجه (4128)، والنسائي في " الكبرى " (8220) و (8237) و (8264) ط. العلمية و (8163) و (8180) و (8207) ط. الرسالة وفي

" فضائل الصحابة "، له (116) و (133) و (160) و (162)، وأبو يعلى (826)، والطبري في " تفسيره " (10332) ط. الفكر و 9/ 262 ط. عالم الكتب، وابن أبي حاتم في " تفسيره " 4/ 1298 (1331)، وابن حبان (6573)، والحاكم 3/ 319، وأبو نعيم في " الحلية" 1/ 245، والبيهقي في " دلائل النبوة " 1/ 353، والواحدي في " أسباب النزول " (239) بتحقيقي من طريق المقدام بن شريح، عن أبيه، عن سعد بن أبي وقاص، قال: كنا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم ستة نفر، فقال المشركون للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: اطردْ هؤلاء لا يجترؤُن علينا.

قال: وكنتُ أنا وابن مسعود، ورجل من هذيل، ورجلان لست أسميهما، فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أنْ يقع، فحدث نفسه فأنزل الله عز وجل: ((وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)).

وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 3/ 25 وعزاه إلى الفريابي، وأحمد، وابن المنذر، وأبي الشيخ، وابن مردويه.

أقول: وقد اعتمد الدكتور خالد بن سليمان المزني في " المحرر في أسباب النزول ": 684 على أمر آخر لتقوية هذا الحديث، فقال: إن سبب النزول المذكور وإن كان ضعيفاً لكن يعتضد بإجماع المفسرين على معناه، وسياق الآيات القرآني ويكون سبب نزولها، والله أعلم.

وهذا القول عليه بعض المؤخذات منها:

1. ادعى الإجماع ولم ينقل عمن نقله.

2. لعله أراد بالإجماع ذكر أصحاب التفسير لهذه القصة في مصنفاتهم، فإن صح هذا الأمر فيكون أشد عليه من الأول، وهل ذكر المفسرين لأمر ما دليل على تصحيحه؟ ولو أُصِّل هذا الأمر لُصحِحت عدد من القصص والروايات الواهية والموضوعة والتالفة كقصة ثعلبة وغيرها.

وانظر: " تحفة الأشراف" 3/ 249 (3865)، و"جامع المسانيد" 5/ 144 (3238).

........................................

() قال ابن حجر في " التقريب " (8117): ((ويقال: أبو سعيد)).

(2) الأنعام: 52.

(3) الأنعام: 53.

(4) الأنعام: 54.

(5) الكهف: 28.

(6) مما أثر في هذا المقام في شرح: ((فرطاً)) ما ذكره العلامة الرباني ابن قيم الجوزية في " رسالته إلى أحد إخوانه ": 3 - 4 ضمن مجموعة الرسائل قال: ((إن بركة الرجل تعليمه للخير حيث حل، ونُصحُه لكلِّ من اجتمع به، قال الله – تعالى – إخباراً عن المسيح عليه السلام: ((وجعلني مباركاً أين ما كنت)) [مريم: 31] أي معلماً للخير، داعياً إلى الله، مذكراً به، مرغّباً في طاعته، فهذا من بركة الرجل، ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة، ومُحِقت بركة لقائه والاجتماع به، بل تُمْحق بركة من لقيه واجتمع به، فإنه يضيع الوقت في الماجَرَيَات، ويفسد القلب، وكل آفة تدخل على العبد، فسببها ضياعُ الوقت، وفساد القلب، وتعود بضياع حظه من الله، ونقصان درجته ومنزلته عنده؛ ولهذا وصى بعض الشيوخ، فقال: احذروا مخالطة من تُضيِّع مخالطته الوقت، وتُفسد القلب، فإنه متى ضاع الوقت وفسد القلب انفرطت على العبد أموره كلها، وكان ممن قال الله فيه: ((وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً)) [الكهف: 28].

(7) اللفظ للطبراني.

(8) يعني بذلك ابن ماجه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015