خشوع وورع. مات سنة سبع وتسعين ومائة, رحمه الله تعالى.
عبدالرحمن بن مهدي
هو الإمام عبد الرحمن بن مهدي بن حسان بن عبد الرحمن، أبو سعيد العنبري، وقيل: الأزدي، مولاهم البصري اللؤلؤي. إمام أهل الحديث في عصره، والمعول عليه في علوم الحديث ومعارفه. قال ابن معين: ما رأيت رجلا أثبت في الحديث من ابن مهدي. وقال علي بن المديني: أعلم الناس بالحديث ابن مهدي. وقال أيضا: كان ابن مهدي يقال له في الحديث: روى فلان كذا فيقول: هو خطأ وينبغي أن يكون من وجه كذا فنفتش عليه فنجده كما قال. وقال أحمد بن حنبل: كأن ابن مهدي خلق للحديث. وقال الشافعي: لا أعرف له نظيرا في الدنيا. وقال الخطيب: كان من الربانيين في العلم وأحد المذكورين بالحفظ وممن برع في معرفة الأثر وطرق الروايات وأحوال الشيوخ. توفي سنة ثمان وتسعين ومائة، رحمه الله تعالى.
سفيان بن عيينة
هو سفيان بن عيينة ابن أبي عمران ميمون مولى محمد بن مزاحم، أخي الضحاك بن مزاحم، الإمام الكبير حافظ العصر، شيخ الإسلام، أبو محمد الهلالي الكوفي، ثم المكي. كان إماما عالما ثبتا حجة زاهدا ورعا مجمعا على صحة حديثه وروايته، وحج سبعين حجة. قال يحيى القطان: سفيان إمام من أربعين سنة، وذلك في حياة سفيان. وقال الشافعي: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز. وقال ابن مهدي: كان ابن عيينة من أعلم الناس بحديث أهل الحجاز. وقال أحمد: ما رأيت أعلم بالسنن منه. وقال الذهبي: كان إماما حجة حافظا واسع العلم كبير القدر. مات سنة ثمان وتسعين ومائة , رحمه الله تعالى.
يحيى القطان
هو أبو سعيد يحيى بن سعيد بن فروخ التميمي، مولاهم البصري القطان الإمام، من تابعي التابعين. اتفقوا على إمامته، وجلالته، ووفور حفظه، وعلمه، وصلاحه. قال أحمد بن حنبل: ما رأيت مثل يحيى بن القطان في كل أحواله. وقال أيضا: ما رأيت أحدا أقل خطأ من يحيى بن سعيد. وقال أيضا: إلى يحيى القطان المنتهى في التثبت. وقال ابن المديني: ما رأيت أحدا أعلم بالرجال منه. وقال بندار: هو إمام أهل زمانه. وقال النسائي: أمناء الله على حديث رسول الله صلى الله عليه وآله، مالك وشعبة ويحيى القطان. مات سنة ثمان وتسعين ومائة, رحمه الله تعالى.
الإمام الشافعي
هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، الإمام، عالم العصر، ناصر الحديث، فقيه الملة، إمام الأئمة وقدوة الأمة, وأحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة, وإليه تنسب الشافعية, أبو عبد الله القرشي, ولد بغزة سنة خمسين ومائة وحمل إلى مكة وهو ابن سنتين. قال أحمد: إن الله تعالى يقيض للناس في رأس كل مائة سنة من يعلمهم السنن وينفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب فنظرنا فإذا في رأس المائة عمر بن عبد العزيز وفي رأس المائتين الشافعي. وقال أيضا: ما رأيت أحدا أفقه في كتاب الله عز وجل من هذا الفتى القرشي، يعني الشافعي. وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: ما رأيت رجلا قط أكمل من الشافعي. وقال المبرد: كان الشافعي أشعر الناس وآدبهم وأعرفهم بالفقه والقراءات. وقال أبو داود: ما أعلم للشافعي حديثا خطأ. وقال الذهبي: كان حافظا للحديث بصيرا بعلله لا يقبل منه إلا ما ثبت عنده. توفي سنة أربع ومائتين، رحمه الله تعالى.
أبو داود الطيالسي
هو سليمان بن داود بن الجارود، الحافظ الكبير، صاحب المسند، أبو داود الفارسي، ثم الأسدي، ثم الزبيري، مولى آل الزبير بن العوام، الحافظ البصري. قال ابن المديني: ما رأيت أحدا أحفظ من أبي داود. وقال الفلاس: ما رأيت أحفظ منه. وقال عبد الرحمن بن مهدي: هو أصدق الناس. وقال العجلي: ثقة كثير الحفظ رحلت إليه فأصبته مات قبل قدومي بيوم. وقال وكيع: ما بقي أحد أحفظ لحديث طويل من أبي داود، فبلغه ذلك فقال: ولا قصير. وقال عمر بن شبة: كتبوا عن أبي داود من حفظه أربعين ألف حديث. قال عبد الرحمن سئل أبي عن أبي داود وأبي أحمد الزبيري أيهما أحفظ فقال أبو داود. توفي سنة أربع ومائتين، رحمه الله تعالى.
يزيد بن هارون
¥