والإ كيف تلتقط من هنا وهناك من المنتديات والأنترنت ما يخدم هواك .. وتأخذ تحلل وتأتي بضية عظيمة وهي الطعن في مسند الإمام الربيع .. وأنت أصلا لم تحط بالموضوع!!

عموما ... خذ هذا الرد المختصر-هوم لك ولغيرك -

شبهة اقتنصها المغرضون من العلامة ابن بركة –رحمه الله تعالى -:

كان العلامة ابن بركة (القرن 14) –رضوان الله عليه – أمة في العلم والفقه متضلع في علوم الشريعة وعلي يديه من -خلال كتابه الجامع- شهد علم أصول الفقه عند جماعة المسلمين الإباضية تطورا كبيرا

وكان رحمه الله تعالى منفتح الصدر في نقولاته على الجميع من مختلف الطوائف والمشارب .. ويتبع الدليل أيا من جاء به ولذلك تراه يحتج بروايات مخالفيه إذا رأى الحق فيها بعد تحقيق وتمحيص فلا يلتزم فقط بروايات أصحابه من أهل الدعوة الإباضية .. رغم تحفظه بعض الشيء على روايات مخالفيهم

يقول الشيخ أحمد الخليلي ذاكرا انفتاح علماء الإباضية على غيرهم ممثلا لابن بركة بعد ذكره لأبي سعيد الكدمي: " ... كما نجد أيضاً من العلماء السابقين العلامة ابن بركة الذي عاش في عصر ابن سعيد أيضاً في القرن الرابع الهجري في كتابه "الجامع" يعتمد كثيراً على كتب المذاهب المتعددة ويورد أقوال المذاهب المتعددة في المسألة، بل نجده أحياناً يخالف رأي الإباضية جميعاً، ويركن إلى رأي طائفة من المذاهب الإسلامية الأخرى، فعلى سبيل المثال كان رأي ابن بركة في مسألة تزويج المرأة بدون إذن وليها متردداً بين رأي الحنفية ورأي الظاهرية، فهو تارة يميل إلى أن المرأة إن تزوجت بدون إذن وليها ثبت زواجها ولو كانت بكراً، وتارة يشترط الولي في البكر دون الثيب، ونجده في اجتهاداته وفي آرائه يستند إلى الأدلة نفسها التي يستند إليها علماء المذاهب الأخرى الذين يذهبون إلى هذا الرأي ... "

وهو كطريقة كثير من الفقهاء في ذلك العصر يكتفون بالرواي الأعلى للمتن وأحيانا كثيرة يكتفون بالمتن فقط لإيراده محل الاحتجاج في القضايا الفقهية المختلفة مع تجاوز تخريج الروايات

بل أن هذه الطريقة هي المتبوعة في كتب الفقه الإباضي حتى عصر متأخر (ق14) مع أنهم ينصون أحيانا بأسانيد ومتون من كتبهم كمثل مسند الإمام الربيع بن حبيب رضي الله عنه

انظر مثلا كتاب قواعد الإسلام لفيلسوف الإسلام أبي إسماعيل الجيطالي وكتاب الإيضاح للعلامة أبي ساكن الشماخي وهما من أعيان القرن الثامن الهجري

لذلك فبحثنا في جامع ابن بركة سيكون فيما تفرد به الربيع بن حبيب من متون واوردها ابن بركة .. وفيما صرح ابن بركة من روايات أنها من روايات أصحابه الإباضية مع التنبه إلى ان روايات الإباضية لا تتوقف على روايات الربيع فحسب خاصة في زمن ابن بركة حيث كان الشيوخ والفقهاء يرون بأنفسهم مشافهة وهناك كتب أخرى أيضا كمدونة ابي غانم وكتب أخرى لم تصلنا مثل جامع ابن ابي صفرة الذي فقد ووغيرها

وقد كان ابن بركة رحمه الله محدثا مجيدا وإن كانت أكثر أسانيده -مع الأسف- لم تصلنا

لكن مثال ذلك ما وجدنا ابن بركة يحدث بسنده في الجزء الأول من كتابه:

" ... والرواية عن النبي ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ من طريق أبي العالية إنَّه قال: أمرنا بإعادة الصلاة والطهارة من القهقهة في الصلاة، والقصة في ذلك مشهورة: وهو أن أعمى جاء يريد الصلاة وبادر إلى الجماعة مع النبي ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ والناس في الصلاة معه، فتردى في بئر فضحك بعضهم، فأمر النبي ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ بإِعادة الصلاة والطهارة على من قهقه، و حدثنا محمد بن علي الداودي عن ابن الأعرابي أحمد بن محمد بن زيد "عن محمد بن عيسى المدايني، عن الحسن ابن قتيبة عن عمرو بن عبيد عن الحسن البصري" عن عمران بن الحصين عن النبي ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ: (من قهقه في الصلاة أعاد الطهارة والصلاة) ... "

ولأن ابن بركة كما قدمت طريقته –كطريقة اكثر الفقهاء في ذلك العهد- يورد متن الرواية في الغالب مع ذكر الرواي الأعلى وهو الصحابي أحيانا لأن المتن عند الفقهاء هو محل الاحتجاج وإليه يتم التنازع في الفقه وأصوله

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015