ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[09 - 03 - 09, 12:08 م]ـ
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله
خلاف أهل السنة والجماعة مع الإباضية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=145790)
التوصيف الفقهي لمسالة الحكم على الإباضية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=164996)
أما بعد:
خالف الإباضية إجماع الأمة في تقديم كتب السنة المشهورة، وجعلوا مسند الربيع بن حبيب بعد القرآن في تلقي النصوص، كما خالفوا جملة من إجماعات الأمة، وما هذا إلا لتحكيم الرأي قبل السنّة.
يرى الإباضية أن مسند الربيع بن حبيب من أصح كتب الحديث سندا؛ لأن معظم الأحاديث رواها الربيع عن شيخه أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن أحد الصحابة، وقد وردت في المسند بعض الأحاديث التي رواها أبو عبيدة عن آخرين غير جابر إلا أنها قليلة.
ويقول الإباضي: إذا تتبعنا الأحاديث التي رواها الربيع في الجزء الأول والثاني في المسند لوجدنا أن معظمها ثلاثية السند ورجالها من أوثق الرجال وأحفظهم وأصدقهم؛ فالأحاديث الثلاثية التي في المسند رواها الإمام الربيع أغلبها عن أبي عبيدة عن جابر عن أحد الصحابة عن النبي.
ومن هذا يعتبر الإباضية أن الأحاديث الواردة في الجزأين الأول والثاني من المسند هي من أصح الأحاديث الواردة عن النبي ويعتبرونها أعلى درجة من الأحاديث التي رواها الإمامان البخاري ومسلم رحمهما الله!
قول أهل السنة: إجماع الأمة على تقديم الصحيحين على غيرهما من السنن والمسانيد، لإمامة مصنفيهما وضبطهما ونقاء أسانيدهما من العلل والشذوذ في الجملة، وتقديم غيرهما عليهما سبب في الضلال المبين والعياذ بالله.
قال الدهلوي رحمه الله: وكتب الحديث على طبقات مختلفة، وهي باعتبار الصحة والشهرة أربع:
1. ما ثبت بالتواتر، وأجمعت الأمة على قبوله والعمل به؛
2. ما استفاض من طرق متعددة لا يبقى معها شبهة يعتد بها؛
3. ما كان مشهورا في قطر من أقطار المسلمين؛
4. ما صح وحسن بشهادة علماء الحديث.
فالطبقة الأولى منحصرة بالاستقراء في ثلاثة كتب: الموطأ، وصحيح البخاري، وصحيح مسلم.
ثم قال: أما الصحيحان فقد اتفق المحدثون على أن ما فيهما من المتصل المرفوع صحيح بالقطع، وأنهما متواتران إلى مصنفيهما، وأن كل من يهون من أمرهما فهو ضال مبتدع متبع غير سبيل المؤمنين. اهـ
وحكى الاتفاق على تقديم الصحيحين كل من الحافظ الفقيه ابن الصلاح، والحافظ العراقي، وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري، والنووي، والحافظ البدر العيني، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والطيبي، والحافظ ابن كثير، والإمام فصيح الهروي، والسخاوي، والحافظ السيوطي، والعلامة طاهر بن صالح الجزائري، وملا علي القاري وغيرهم.
واتفاق المحدثين حجة، بمنزلة إجماع الفقهاء لا يحل نقضه ولا خلافه.
ويقول الإباضي: رغم أن الأحاديث التي في المسند ثلاثية ورجالها مشهورون بالثقة، والحفظ والضبط وأن أغلب الأحاديث مروية في كتب السنة الأخرى إلا أننا لا نجد لهذا الكتاب ذكرا عند أكثر المهتمين بعلوم الحديث – لا في القديم ولا في الحديث - بل إن من المهتمين بعلوم الحديث من لم يسمع عنه مطلقا.
فجمهور علماء الأمة الذين اهتموا بتتبع أحوال رواة الحديث واقتفاء آثارهم جرحا وتعديلا قد أهملوا أو أغفلوا ذكر الربيع بن حبيب في كتب الجرح والتعديل عدا ما قاله يحيى بن معين في كتابه "التاريخ" حيث قال: "الربيع بن حبيب يروي عن الحسن وابن سيرين وهو ثقة"، وعدا بعض من ذكره من أئمة الحديث كالإمام أحمد والبخاري.
قول أهل السنة: الربيع بن الحبيب الفراهيدي الإباضي غير أبي سلمة الربيع بن حبيب الحنفي البصري السني، هذا الأخير هو الذي وثقه ابن معين وأحمد وابن المديني وأبو داود ومن المتأخرين المزي وابن حجر، وقال فيه الدارقطني (الضعفاء والمتروكين: 218): مقلّ يروي عن البصريين، لا يترك.
وهو الذي روى عن ابن سيرين والحسن البصري ومحمد الباقر بن علي بن الحسين وأبي سعيد الرقاشي وعبد الله بن عبيد بن عمير، وعنه يحيى بن سعيد القطان وموسى بن إسماعيل وأبو داود الطيالسي وغيرهم.
¥