ونحو ذلك من العبارات التي تدل بوضعها على اطراح الراوي بالأصالة، أو على ضعفه، أو على التوقف فيه، أو على جواز أن يحتج به مع لين ما فيه) انتهى كلام الذهبي .. فانظر عبارته الأخيرة.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[01 - 11 - 02, 09:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ طارق بن عوض الله بن محمد في كتابه
(النقد البناء لحديث أسماء) ص 201 _ 207
قال أخونا (ص: 36)
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي وأبا زرعة وذكرا سعيدا بن بشير، فقالا محله الصدق عندنا. قلت لهما: يحتج بحديثه؟ قالا يحتج بحديث ابن أبي عروبة والدستوائي، هذا شيخ يكتب حديثه.
وقال: ابن أبي حاتم سمعت أبي ينكر على من أدخله في كتاب الضعفاء، وقال يحوَّل منه
قالت (الشيخ طارق عوض الله):
أما الرواية الأولى، فهي صريحة في أن سعيد بن بشير عندهما لا يحتج بحديثه، فهي تدل إذا على أن قولهما: (محله الصدق) يقصدان به الصدق في دينه وعدالته، لا في حفظه وضبطه.
وأما إنكار أبي حاتم الرازي على البخاري إدخاله إياه في الضعفاء، وأمره بأن يحوَّل منه، فهذا _ أيضا_ لا يفيد أكثر من كونه عند أبي حاتم ليس بشديد الضعف.
فإن أبا حاتم _ رحمه الله _ كأنه يذهب إلى أنه لا يدخل في كتاب يحصص للضعفاء إلا من هو متهالك شديد الضعف جدا، أما من هو ضعيف في حفظه غير أنه لم يبلغ إلى هذا الحد في الضعف فإنه عنده وإن كان لا يحتج بما تفرد به، لا يستحق أن يحشر في كتاب خصص للضعفاء هذا الذي تبين لي من تتبع التراجم التي أنكر أبو حاتم على البخاري إدخالها في ((الضعفاء)) وأمر بأن تحول منه، فكثيرا ما ينكر على البخاري، ثم يقول هو في الراوي ما يدل على الضعف
· فتارة يقول ((يكتب حديثه ولا يحتج به))
انظر ترجمة حريث بن أبي حريث (1)، وقطبة بن العلاء (2)
وقد قال أبو حاتم في (إبراهيم بن مهاجر البجلي) (3)
(إبراهيم بن مهاجر ليس بقويٍّ، هو وحصين بن عبد الرحمن وعطاء بن السائب قؤيب بعضهم من بعض، محلهم عندنا محل الصدق، يكتب حديثهم ولا يحتج بحديثهم)
قال ابنه: قلت لأبي: ما معنى لا يحتج بحديثهم؟ قال: كانوا قوما لا يحفظون، فيحدثون بما لا يحفظون، فيغلطون، ترى في أحاديثهم اضطرابا ما شئت
قلت: (طارق)
وهذه علامة الضعيف الذي لا يحتج بما تفرد به، وإن لم يشتد ضعفه.
وقال أبو حاتم أيضا في (يحيى بن عبد الله الكندي) (4)
(ليس بقويٍّ، كان كثير الخطإ، مضطرب الحديث، يكتب حديثه ولا يحتج به)
· وتارة يقرن إنكاره على البخاري بقوله _ كما في ترجمة (عبيد الله بن أبي زياد) (5):
(ليس بالقوي ولا بالمتين، وهو صالح الحديث يكتب حديثه، ومحمد بن عمرو بن علقمة أحبُّ إلىَّ منه)
· وتارة بقوله _ كما في ترجمة (عبد الصمد بن حبيب الأزدي) (6):
(لين الحديث ضعَّفه أحمد بن حنبل، يكتب حديثه، ليس بالمتروك)
وقال في النعمان بن راشد (7)
(في حديثه وهم كثير وهو صدوق في الأصل)
قالت (طارق): وعلامة الضعيف أن يهم كثيرا، وصدوق هنا، أي: في دينه وعدالته، بمعنى: أنه لا يتعمد الكذب.
زالنعمان هذا قد ضعفه غير واحد من أهل العلم، ومنهم من ضعَّفه جدا.
ونحوه قوله في المغيرة بن زياد الموصلي (8)
(شيخ لا يحتج بحديثه، صالح صدوق، ليس بذاك القوي، بابهُ مجالدٍ)
وقد قال هو في مجالد بن سعيد (9)
(لا يحتج بحديثه، وليس بقوي في الحديث)
· وتارة بما يدل على كون الراوي مجهولا.
كما في ترجمة (كُريم) (10): يروي عن الحارث الأعور، ويروي عنه أبو إسحاق السبيعي وحده حديثا واحدا.
وقال في ترجمة أبي فروة العنزي (11) _ وقد أنكر على البخاري إدخاله له في الضعفاء _ قال: (شيخ ليس بمشهور)
قال طارق:
هذا ومن عادة الإمام البخاري رحمه الله أنه ربما أدخل الراوي في الضعفاء، لا لضعفه عنده، وإنما لبيان ضعف رواية جاءت عنه، وإنما ضعفها نشأ من الرواي عنه، لا منه.
فيأتي الإمام أبو حاتم الرازي رحمه الله فينكر عليه إدخاله لهذا الراوي في الضعفاء ولو تأمل صنيع الإمام البخاري، لما أنكر عليه إن شاء الله تعالى.
ومن أكبر الشواهد على هذا، أن البخاري رحمه الله أدخل في الضعفاء بعض الصحابة، وأثبت لهم الصحبة، وما أدخل هؤلاء إلا لبيان ضعف الحديث الذي روي عنهم.
¥