ـ[الدرع]ــــــــ[12 - 10 - 02, 09:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيراً ما نقرأ في شروح كتاب التوحيد أن عمر رضي الله عنه رأى الناس يجتمعون ويصلون عند الشجرة التي وقعت تحتها بيعت الرضوان فأمر بقطعها، ويورد المؤلف هذا المثال كشاهد لسد ذرائع الشرك.
مثال:
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمبن – رحمه الله تعالى – في كتابه القول المفيد على كتاب التوحيد ص121:
(ومن حسنات أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه لما رأى الناس ينتابون الشجرة التي وقعت تحتها بيعة الرضوان أمر بقطعها) أهـ
فهل قطعها رضي الله عنه فعلاُ، لأن هناك نصوص أخرى تدل على أن الشجرة لا يُعرف مكانها أو أن السيول أخذتها قبل خلافة عمر رضي الله عنه:
ذكر البخاري بإسناده عن طارق بن عبدالله قال: انطلقت حاجا فمررت بقوم يصلون قلت: ما هذا المسجد؟ قالوا: هذه الشجرة حيث بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان، فأتيت سعيد بن المسيب فأخبرته، فقال سعيد: حدثني أبي أنه كان فيمن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة قال: فلما خرجنا من العام المقبل أنسيناها فلم نقدر عليها، فقال سعيد: إن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لم يعلموها وعلمتموها أنتم، فأنتم أعلم!! (صحيح البخاري ج4/ص1528)
وقال الإمام الحاكم في معرفة علوم الحديث ص65 (والحديبية بئر وكانت الشجرة بالقرب من البئر، ثم إن الشجرة فُقدت بعد ذلك فلم يجدوها وقالوا إن السيول ذهبت بها، فقال سعيد بن المسيب: (سمعت أبي وكان من أصحاب الشجرة يقول: قد طلبناها غير مرة فلم نجدها) أهـ
فهل من إحالة أو إفادة.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[راشد]ــــــــ[13 - 10 - 02, 01:33 ص]ـ
قال الطبري:
وَزَعَمُوا أَنَّ عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ مَرَّ بِذَلِكَ الْمَكَان بَعْد أَنْ ذَهَبَتْ الشَّجَرَة , فَقَالَ: أَيْنَ كَانَتْ , فَجَعَلَ بَعْضهمْ يَقُول هُنَا , وَبَعْضهمْ يَقُول: هَهُنَا , فَلَمَّا كَثُرَ اِخْتِلَافهمْ قَالَ: سِيرُوا هَذَا التَّكَلُّف فَذَهَبَتْ الشَّجَرَة وَكَانَتْ سَمُرَة إِمَّا ذَهَبَ بِهَا سَيْل , وَإِمَّا شَيْء سِوَى ذَلِكَ.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[14 - 10 - 02, 02:44 م]ـ
أذكر أن الشيخ الألباني ضعف أثر قطع أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه للشجرة.
فلينظر في كتابه (تحذير الساجد) ..
والله أعلم.
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[14 - 10 - 02, 11:25 م]ـ
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (7/ 448):
" وقد قدمت الحكمة في إخفائها عنهم في (باب البيعة على الحرب) من كتاب الجهاد عند الكلام على حديث ابن عمر في معنى ذلك،
لكن إنكار سعيد بن المسيب على من زعم أنه عرفها معتمدا على قول أبيه: إنهم لم يعرفوها في العام المقبل، لا يدل على رفع معرفتها أصلا،
فقد وقع عند المصنف من حديث جابر الذي قبل هذا
" لو كنت أبصر اليوم لأريتكم مكاتن الشجرة "، فهذا يدل على أنه كان يضبط مكانها بعينه،
وإذا كان في آخر عمره بعد الزمان الطويل يضبط موضعها ففيه دلالة على أنه كان يعرفها بعينها،
لأن الظاهر أنها حين مقالته تلك كانت هلكت إما بجفاف أو بغيره، واستمر هو يعرف موضعها بعينه،
ثم وجدت عند ابن سعد بإسناد صحيح عن نافع أن عمر بلغه أن قوما يأتون الشجرة فيصلون عندها فتوعدهم، ثم أمر بقطعها، فقطعت "
اهـ كلام الحافظ - رحمه الله -،
وفيه تصحيح للأثر، وجمع بينه وبين ما ثبت أنهم أنسوا مكانها
ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[15 - 10 - 02, 03:22 ص]ـ
أخي الطارق بخير ..
ليس في كلام الحافظ تصحيح الأثر .. بالإطلاق الذي ذكرت.
إنَّما فيه تصحيحه عن نافع، ونافع لم يُدركَ عمر بن الخطّاب، فهو مرسل.
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[15 - 10 - 02, 04:49 م]ـ
جزيت أخي خيرا على هذا التنبيه، الأمر نعم كما ذكرت،
والأثر أخرجه أيضا بن وضاح القرطبي في البدع والنهي عنها، برقم (107) [تحقيق عمرو عبد المنعم]، عن عيسى بن يونس عن ابن عون عن نافع مرسلا.
ونبه المحقق على إرساله أيضا.
ـ[راشد]ــــــــ[17 - 10 - 02, 08:09 ص]ـ
والنتيجة؟
القصة هل يجوز الاستشهاد بها؟؟
ـ[راشد]ــــــــ[18 - 10 - 02, 02:11 ص]ـ
وجدت في مجموع فتاوى ابن تيمية ذكراً لقصة الشجرة:
http://mirror.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?رضي الله عنهIعز وجل=252&CIعز وجل=513
وهذا كما نقلوا عن عمر أنه بلغه: أن أقوامًا يزورون الشجرة التى بويع تحتها بيعة الرضوان، ويصلون هناك، فأمر بقطع الشجرة. وقد ثبت عنه أنه كان في سفر، فرأى قومًا ينتابون بقعة يصلون فيها، فقال: ما هذا؟ فقالوا: هذا مكان صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ومكان صلى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتريدون أن تتخذوا آثار أنبيائكم مساجد؟! إنما هلك بنو إسرائيل بهذا. من أدركته فيه الصلاة فليصل وإلا فليمض.
وفي قوله (نقلوا) ما يدل على ضعف القصة عنده
¥