معالم الطريق إلى الله

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[23 عز وجلec 2010, 08:06 م]ـ

معالم الطريق إلى الله

قد يسير المرء في الطريق إلى الله تبارك وتعالى لسنوات، يطلب فيها العلم ويستمع للمواعظ .. ولكن عندما يبحث عن أثرٍ لهذا العلم لا يجده! .. وبعد أن كان نشيطًا ومتحمسًا في بداية الطريق، يشكو الآن من فتوره وضياع إيمانياته وسط بحر الدنيا والانشغالات ..

لذا يحتاج الإنسان منَّا بين الحين والآخر أن يتوقف ويحاسب نفسه، ويسألها عن ثلاثة أشياء:

1) ماذا عَرِفَ عن ربِّه؟ .. 2) ماذا عَرِفَ عن نفسه؟ .. 3) ماذا عَرِفَ عن الطريق؟

وما سوى ذلك فهو انشغال بمفضولات عن الفاضل،،

http://www.manhag.net/main/misc/images/rose-sep.jpg

الطريقة المُثلى لتعلُّم العلم النافع ..

أما العلم المنشود الذي يتحقق به الهدف، فقد فصَّله الإمام ابن القيم، فقال:

"للإنسان قوتان: قوة علمية نظرية، وقوة عملية إرادية .. وسعادته التامة موقوفة على استكمال قوتيه: العلمية والإرادية، واستكمال القوة العلمية إنما يكون:

1) بمعرفة فاطره، وبارئه .. ( http://www.manhag.net/main/index.php?option=com_content&view=article&id=1156:2010-04-13-22-40-29&catid=147:2010-09-21-03-54-58&Itemid=209) ومعرفة أسمائه وصفاته .. ( http://www.manhag.net/main/index.php?option=com_content&view=category&id=148:2010-09-21-05-24-16&Itemid=209&layout=default)

2) ومعرفة الطريق الذي توصل إليه ..

3) ومعرفة آفاتها ..

4) ومعرفة نفسه .. ( http://www.manhag.net/main/index.php?option=com_content&view=article&id=3922:2010-09-21-05-11-56&catid=147:2010-09-21-03-54-58&Itemid=209)

5) ومعرفة عيوبها ..

فبهذه المعارف الخمسة يحصل كمال قوته العلمية، وأعلمُ الناس أعرفهم بها وأفقههم فيها" [الفوائد (1:19)]

فإذا لم تعرف طبيعة الطريق الموصلة إلى الله عزَّ وجلَّ والعوائق التي عليه، لن تستطيع أن تسير فيه وعند مواجهة أول ابتلاء لن تستطيع أن تَثْبُت .. فلابد أن تتعلَّم تلك الأمور الخمسة التي ذكرها الإمام ابن القيم .. وإن لم تتوصل بالعلم الذي تطلبه إلى معرفة ربَّك ونفسك وطبيعة الطريق الموصلة إلى الله تبارك وتعالى، فليس هذا هو العلم المنشود.

http://www.manhag.net/main/misc/images/rose-sep.jpg

ولا تنشأ القوة العملية للإنسان إلا عن المعرفة ..

يُكمِل ابن القيم قائلاً "واستكمال القوة العلمية الإرادية لا تحصل إلا بمراعاة حقوقه سبحانه على العبد، والقيام بها إخلاصًا وصدقًا ونصحًا وإحسانًا ومتابعةً وشهودًا لمنته عليه، وتقصيره هو في أداء حقه، فهو مستحي من مواجهته بتلك الخدمة؛ لعلمه أنها دون ما يستحقه عليه ودون ذلك، وأنه لا سبيل له إلى استكمال هاتين القوتين إلا بمعونته .. فهو يهديه الصراط إما المستقيم الذي هدي إليه أولياؤه وخاصته، وأن يجنبه الخروج عن ذلك الصراط إما بفساد في قوته العلمية فيقع في الضلال، وإما قوته العملية فيوجب له الغضب" [الفوائد (1:19)]

فإذا فسدت قوته العلمية .. وقع في الضلال ..

وإذا فسدت قوته العملية .. وقع عليه الغضب ..

ولا تتم سعادة الإنسان إلا باجتماع العلم والعمل،،

http://www.manhag.net/main/misc/images/rose-sep.jpg

أصول معرفة الطريق المستقيم من سورة الفاتحة ..

يقول ابن القيم "فكمال الإنسان وسعادته لا تتم إلا بمجموع هذه الأمور، وقد تضمنتها سورة الفاتحة وانتظمتها أكمل انتظام فإن قوله:

{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (*) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (*) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 2,4]

يتضمن الأصل الأول، وهو: معرفة الربُّ تعالى، ومعرفة أسمائه وصفاته وأفعاله .. والأسماء المذكورة في هذه السورة هي أصول الأسماء الحسنى، وهي: اسم الله والربُّ والرحمن.

فاسم الله متضمن لصفات الألوهية، واسم الربُّ متضمن لصفات الربوبية، واسم الرحمن متضمن لصفات الإحسان والجود والبر .. ومعاني أسمائه تدور على هذا.

وقوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] .. يتضمن معرفة الطريق الموصلة إليه، وأنها ليست إلا عبادته وحده بما يحبه ويرضاه، واستعانته على عبادته.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015