ـ[عمر المقبل]ــــــــ[14 عز وجلec 2010, 02:04 م]ـ
هذه وقفات مختصرة تناسب هذا المقام، أدرجها ههنا في خزانة هذا الملتقى المبارك، لعل في نشرها ما يفيد الآن أو لاحقا، والله الموفق.
وقفات مع صلاة الاستسقاء
الاثنين 7/ 1/1432
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين والحمد لله مغيث المستغيثين ومجيب المضطرين ومسبغ النعمة على العباد أجمعين لا إله إلا الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد لا إله إلا الله الولي الحميد لا إله إلا الله الواسع المجيد لا إله إلا الله الذي عم بفضله وإحسانه جميع العبيد وشمل بحلمه ورحمته ورزقه القريب والبعيد فما: {مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا}، {وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تمّ ملكه، وعَظُمَ سلطانه، يعطي ويمنع، ويخفض ويرفع، ويقبض ويبسط، فلا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع، ولا قابض لما بسط، ولا باسط لما قبض، فتبارك الله رب العالمين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل النبيين المؤيد بالآيات البينات والحجج الواضحات والبراهين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تمسك بهديهم إلى يوم الدين وسلم تسليماً، أما بعد:
نستغفر الله، نستغفر الله، نستغفر الله، نستغفر الله،
اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً، فأرسل السماء علينا مدراراً، وأمددنا بأموال وبنين، واجعل لنا جنات واجعل لنا أنهاراً.
أيها المؤمنون:
1 ـ إن الخروج إلى الاستسقاء هو إعلان بالاضطرار والافتقار، إلى من بيده خزائن السماوات والأرض، فكما خرجتم أبداناً، فأروا الله من قلوبكم ما يخرجها من حالة الجمود والبرود، إلى حال التضرع والافتقار والابتهال، فاحرصوا أن تدعوا ربكم كما أراد الله منكم ـ وهو الغني عنكم ـ: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: 55].
2 ـ إن الاستسقاء ـ يا عباد الله ـ لدرس عظيم يملأ القلب تعلقاً بالله، وتأملاً في آثار أسمائه الحسنى وصفاته العلا.
إن الاستسقاء ليذكر المؤمن بشيء من معاني اسم الله الرزاق: "المتكفل بالرزق، القائم على كل نفس بما يقيمها من قوتها، وسع الخلق كلهم رزقه ورحمته فلم يختص بذلك مؤمنا دون كافر ولا ولياً دون عدو، يسوقه إلى الضعيف الذي لا حيلة له ولا متكسب فيه، كما يسوقه إلى الجلد القوي ذي المرة السوي، قال سبحانه: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [العنكبوت: 60]، وقال تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [هود: 6] " ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn1)).
وكما يتذكر المؤمن هذا المعنى، فإنه لا يقف عنده، بل يتأمل في الرزق الآخر، الذي هو أعظم من الأول، وهو الرزق الذي لا يؤتيه الله إلا من اختصهم بفضله ورحمته: إنه رزق القلوب، التي إذا رزقت هذا الرزقت، وجدتها: منيبة، مخبتةً، متذللة لخالقها، مفتقرةً إليه، معتفرة بفضله، شاكرةً لنعمه، فهذا ـ والله ـ الرزق الحقيقي الذي ينبغي أن لا نغفل عنه ـ ونحن نستسقي لأرضنا ـ.
وأن نعلم ـ يا عباد الله ـ "أن أعظم ما استجلب به رزق الله، والبركةُ فيه: تقوى الله - عز وجل - وطاعته قال سبحانه: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا (2) ويرزقه من حيث لا يحتسب} [الطلاق: 203]، {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [الأعراف: 96]،، وقال سبحانه: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} [الجن: 16].
¥