ومنهم: الدكتور (أحمد الربعي) الذي يعد من أبرز قياديي (الحركة الشعبية الثوريّة في عمان والخليج العربي) درس في أمريكا.
والدكتور (أحمد الخطيب) مؤسس التيار القومي في الكويت درس في الجامعة الأمريكية ببيروت.
وفي السعوديّة كان (أنور ثابت) و (فهد الدغيثر) أبرزَ قادة (الجهة الشعبيّة الديموقراطية في الجزيرة العربية)، وهما ممن درس في فرنسا وأقام فيها.
وتشكلت النواة الأولى لحزب العمل الاشتراكي العربي في الجزيرة العربيّة من الطلبة الجامعيين السعوديين الدارسين في الجامعات الأمريكية، والذين تأثروا بالأطروحات الماركسيّة واللينينية.
وقد أشار عدد من الباحثين الغربيين إلى العلاقة بين الابتعاث والحركات الثوريّة التي قامت في الخليج العربي.
ولذا؛ فجميع الشخصيات الخليجية التي أسست للأحزاب والتنظيمات التحريرية درست في الغرب إلا ما ندر منها.
2 / ظهور الحركات الإباحية والتغريبية: ولا عجب ّ فهذه بضاعة القوم وهذه أخلاقهم!
فما (رفاعة الطهطاوي) و (قاسم أمين) و (طه حسين) و (أحمد لطفي السيد) إلا نتاج الاتصال بتلك البيئات الأخلاقية العفِنة.
رابعًا: الآثار الجتماعية؛ وتتلخص في:
1 / تغيير المفاهيم والقيم الاجتماعية.
2 / الزواج من الأجانب.
خامسًا: الآثار الأمنيّة: من قطعٍ أو إضعافٍ للانتماء الوطني، والالتحاق بالجمعيّات والتجمعات الغربيّة المشبوهة.
وأما الفصل الثالث فقد عقده المؤلف لبيان آراء وأقول علماء الإسلام في الأمر، فعرض لنا نقولاتٍ كثيرة للمشايخ والمفكرين (عبدالرحمن السعدي) و (أحمد شاكر) و (محمد الخضر حسين) و (محمد بن إبراهيم آل الشيخ) و (محمود الصواف) و (عبدالرحمن الدوسري) و (عبدالله آل محمود) و (أبي الحسن الندوي) و (علي الطنطاوي) و (محمد العثيمين) و (بكر أبو زيد) رحمهم الله جميعًا، و (عبدالمحسن العبّاد) و (صالح الفوزان) و (عبدالله التركي) و (عبدالله الركبان) و (محمد قطب) و (عبدالستار سعيد) و (يوسف القرضاوي) و (ناصر العقل) و (علي جريشة) و (إسماعيل محمد) و (محمد الشريف) و (نادية العمري) و (عبدالصبور مرزوق) و (عبدالرحمن السيداني) و (محمد الصباغ) و (عبدالله التل) و (محمد مرسي) ..
ومعلوم ما لكل واحد من هؤلاء من ثقل وكلمة مسموعة في شتى البلدان ولشتى الاتجاهات الفكريّة ..
ثم عرض لمضمون قرار هيئة كبار العلماء بشأن الابتعاث، برقم 88 وتاريخ 11/ 11 / 1401 هـ، وسأتعرض له قريبًا.
وأما الفصل الرابع فقد عقده لبيان ضوابط وشروط الابتعاث عند الحاجة إليه، وهي مقتبسة من قرار هيئة كبار العلماء المشار إليه، وتتلخص فيما يلي:
1 / منع ابتعاث البنات للخارج منعًا باتًّا لا استثناء فيه.
2 / عدم إرسال أي طالب للدراسة في الخارج من مدنيين وعسكريين على حساب الدولة أو على الحساب الخاص إلا بعد الزواج وبعد مرحلة الجامعة والخدمة مدة من الزمن حتى يصلب عوده وترخ عقيدته.
3 / عدم إرسال أي شخص للتخصص في الأعمال النظريّة كالإدارة واللغات والاقتصاد ونحوها، أما في علوم الإسلام وتاريخه فيجب منعه في كل مرحلة.
4 / يجب إجراء تحريات كاملة عن كل شخص يراد ابتعاثه للتخصص ليُعرف مدى حفاظه على دينه وأخلاقه وثباته على ولائه لدولته، وإعطائه دورة يدرس فيها أحوال تلك البلاد التي سوف يذهب إليها.
5 / أن يقتصر في التخصصات على ما لا يمكن حصوله في البلاد الإسلاميّة كعلوم الصناعات التي لا يوجد لها نظير في بلادنا كعلوم الذرة، ومتى أمكن جلبها إلى البلاد وجب ذلك حتى يستغنى عن الابتعاث.
6 / عدم تمكين أي جهة بابتعاث منسوبيها إلا عن طريق جهة الاختصاص في التعليم بعد توافر الشروط للتخصص وصفة المبتعث وسنه وأن يكون حسن السيرة معروفًا بالعقل الراجح.
7 / أن يجلب كل من لا تتوفر فيه الشروط السابقة ويعاد لإكمال دراسته في الداخل.
8 / يوكل إلى جهةٍ حق الرقابة على مخالفة ما تقدَّم وجعل مخبرين في السفارات والملحقيات التعليمية لترفع تقريراتها عن كل مخالفة.
ثم عقد الفصل الخامس في بيان موقف المستغربين من الابتعاث وإشادتهم به لتحقيق أهدافهم في بعض القضايا، وتركيزهم على قضية المرأة في مسألة الابتعاث، وحرصهم على ذلك، وكلُّ هذا مدعمٌ بالأمثلة والأدلّة من خلال الكتابات والمقالات في الصحف والمجلات وغيرها.
ثم أدرج في آخر الكتاب ثلاثة ملاحق:
الأول في نص قرار مجلس هيئة كبار العلماء كاملاً.
والثاني في فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلميّة والإفتاء بشأن حكم الدراسة في الخارج.
والثالث في بيان الشيخ العلامة عبدالمحسن بن حمد العبَّاد بشأن خطورة التوسع في الابتعاث على بلاد الحرمين.
وختم المؤلف كتابه بخاتمةٍ لخص فيها أهم النقاط التي توصل إليها، وكذا النتائج والتوصيات التي يبديها ويقترحها ..
وملحقٌ بالكتاب فهارسٌ للآيات القرآنيّة والأحاديث النبويّة، وكذا فهارس الموضوعات والمصادر والمراجع.
والحقُّ أن الكتاب نافع ومهمٌّ ..
بطاقة الكتاب:
العنوان: الابتعاث، تاريخه وآثاره.
المؤلف: د. عبدالعزيز بن أحمد البدَّاح.
الطبعة الأولى 1431 - بلا ناشر.
عدد الصفحات: 143 صفحة.
سعر الكتاب: ثلاثة عشر ريالاً.
¥