ـ[إبراهيم خالد البراهيم]ــــــــ[12 عز وجلec 2010, 03:27 م]ـ
http://store2.up-00.com/عز وجلec10/xXx56786.jpg
( الابتعاث)، وما أدراك ما الابتعاث .. ؟
قبل قرنين من الزّمان قرر (محمّد علي) تسيير أوّل بعثة للدراسة من مصر إلى أوروبا، لتبدأ حكاية الابتعاث ..
حيث تتابعت البعثات العلميّة من الدّول الإسلامية للدول الغربيّة في خط سير متسارع غير منضبط، حتى استقر اليوم الآلاف من أبناء ديننا في بلاد غيرنا، وصرفت المليارات من الأموال، وبذلت الكثير من الجهود،
ما الابتعاث؟ وما فكرته؟ ومتى بدأ؟ ولماذا؟ وما أضراره الدينيّة والفكريّة والنفسيّة على المبتعث؟ وما أضراره الاجتماعيّة والأمنية والسياسيّة على الدّولة المبتعثة؟ وهل لتلك الدّول أهدافٌ من استقرار الآلاف من أبنائنا فيها؟ ماذا جنينا من الابتعاث وماذا سنجني؟ مالموقف الشرعي من الابتعاث الخارجي؟ وما ضوابطه وما حدوده؟
كل هذا وأكثر احتواه كتابنا الذي نحن بصدده ..
ابتدأ المؤلف كتابه بالفصل الأول، وذكر مقدمة مهمة عن تاريخ الابتعاث وبداياته في الدول الإسلامية وأنّ أصل فكرته كانت تهدف إلى (استخراب) بعض العقول الشابة لإسقاط الخلافة العثمانيّة وقتها،
أما الفصل الثاني فقد خصصه للكلام عن آثار الابتعاث، وأُجملها بين يديك فيما يلي:
أولاً: الآثار العقديّة؛ وتتلخص في:
1 / إضعاف جانب الولاء والبراء (الذي هو أصلٌ من أصول العقيدة، وجانبٌ مهمٌّ لحماية المسلم وتكوين شخصيَّته المستقلة المتينة).
2 / الدّخول في النصرانيّة: واستند المؤلف في هذا إلى بعض الوقائع التي تتناقلها وسائل الإعلام بين الحين والآخر لأخبار تنصر بعض شباب الإسلام وتأثرهم بالأديان الأخرى.
3 / التشبع بالمفاهيم الفكريّة الباطلة، ومن هذه المفاهيم:
أ - المفهوم الكنسي للعلاقة بين الدّين والحياة، والمتمثل في المقولة المحرّفة (دع ما لله لله، وما لقيصر لقيصر)، وهذه هي النظرة العلمانيّة الفاسدة للدين
باعتباره خارجًا عن الممارسات الحياتية العمليّة، وهذه النقطة واضحةٌ في كتابات بعض من تأثر بالابتعاث من كتاب الصحف وغيرهم.
ب - رفض الوحي باعتباره مصدرًا للمعرفة، وهذا الباب يتزعمه: محمد الجابري ومحمد أركون وصادق جلال العظم وسيّد القمني وعزيز العظمة وغيرهم.
4 / التشبه بالكفار وتقليدهم، وهذه لا تحتاج إلى دليل، فهي لازم طبيعي مع طول المكث والإقامة بينهم.
ثانيًا: الآثار الأخلاقيّة:
وضرب المؤلف الكثير من الأمثلة والشواهد لدعم هذا الباب، فنجد الكثير من الصحف تشير بين الفينة والأخرى قضايا السرقة والاغتصاب والسُّكر والمخدَّرات وغيرها مما تأثر به أبنائنا وبناتنا من تلك البيئات النتنة أخلاقيًّا.
ثالثًا: الآثار السياسيّة: وتتلخص في:
1 / ظهور الحركات الثوريّة الناتجة عن التأثر بالانفتاح السياسي للدول الأخرى والحركات الانقلابيّة وتعدد الأحزاب ووجود المعارضات مما يسبب قلقًا سياسيًّا وأزمات دائمة، وضرب المؤلف لهذا الجانب بأمثلةٍ كثيرة لحركاتٍ ثوريّة وأحزاب سياسيّة في دول إسلامية ظهرت نتيجة تأثر أصحابها بتلك البلدان من خلال الدراسة، فحزب البعث العربي الاشتراكي يرجع تأسيسه إلى (ميشيل عفلق) و (صلاح البيطار)، وكلاهما أنهيا دراستهما الجامعيّة في باريس.
كما أن من المؤسسين لحزب البعث العربي (زكي الأرسوزي) وهو قد درس الفلسفة في باريس.
وقد ذكر الدكتور (مفيد فوزي) أن من أسباب ظهور التيارات الفكريّة في الخليج وجود التعليم الحديث (الابتعاث)،
فالبعثية في البحرين قامت على أكتاف طلاب البعثات العلميّة، وفي مقدمتهم الدكتور (علي فخرو) الذي درس في أمريكا، وتيار القومية العربية نشأ عن طريق الطلبة البحرينيين المبتعثين إلى الجامعة الأمريكية ببيروت.
والتيار الشيوعي يعتبر من أبرز قياداته المهندس (عبدالرحمن النعيمي) وهو قد درس في الجامعة الأمريكية ببيروت.
وفي الكويت يرى الناظر أن غلاب قيادات التجمعات الثوريّة والتنظيمات التحريرية كانت قد خرجت في بعثات علميّة.
¥