ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[20 صلى الله عليه وسلمpr 2003, 10:37 م]ـ

قناعةٌ تامة بمعاني الآيات

أعلم تناول القصة في غير باب التفسير (إلى الوعظ أقرب)

لكن لمّا عثرت على الفائدة أحببت لإخواني وأحبابي قراء هذا الملتقى تلك الفائدة

فمعذرةً

قصة ذكرها الغزالي في إحياء علوم الدين 1/ 65 - 66

حاثاً على نوعية معينةٍ من العلم إذ يقول: بل ينبغي أن يكون المتعلم من جنس ما روى عن حاتم الأصم تلميذ شقيق البلخي رضي الله عنهما أنه:

قال له شقيق: منذ كم صحبتني؟

قال حاتم: منذ ثلاث وثلاثين سنة.

قال: فما تعلمت مني في هذه المدة؟

قال: ثماني مسائل.

قال شقيق له: إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب عمري معك ولم تتعلم إلا ثماني مسائل.

قال: يا أستاذ لم أتعلم غيرها؛ وإني لا أحب أن أكذب.

فقال: هات هذه الثماني مسائل حتى أسمعها.

قال حاتم: نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل واحد يحب محبوبا فهو مع محبوبه إلى القبر

فإذا وصل إلى القبر فارقه فجعلت الحسنات محبوبي فإذا دخلت القبر دخل محبوبي معي.

فقال: أحسنت يا حاتم. فما الثانية؟

فقال: نظرت في قول الله عز وجل} وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى [40] فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [41] {[سورة النازعات]، فعلمت أن قوله سبحانه وتعالى هو الحق فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى استقرت على طاعة الله تعالى.

الثالثة: أني نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل ممن معه شيء له قيمة ومقدار رفعه وحفظه ثم نظرت إلى قول الله عز وجل} مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ {،فكلما وقع معي شيء له قيمة ومقدار وجهته إلى الله ليبقى عنده محفوظاً.

الرابعة: أني نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل واحد منهم يرجع إلى المال وإلى الحسب والشرف والنسب فنظرت فيها فإذا هي لا شيء ثم نظرت إلى قول الله تعالى} إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {13} {، فعملت في التقوى حتى أكون عند الله كريما.

الخامسة: أني نظرت إلى هذا الخلق وهم يطعن بعضهم في بعض ويلعن بعضهم بعضا وأصل هذا كله الحسد ثم نظرت إلى قول الله عز وجل} أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ {32} {نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا فتركت الحسد واجتنبت الخلق وعلمت أن القسمة من عند الله سبحانه وتعالى فتركت عداوة الخلق عني.

السادسة: نظرت إلى هذا الخلق يبغي بعضهم على بعض ويقاتل بعضهم بعضا فرجعت إلى قول الله عز وجل} إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {6} {، فعاديته وحده واجتهدت في أخذ حذري منه لأن الله تعالى شهد عليه أنه عدو لي فتركت عداوة الخلق غيره.

السابعة: نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل واحد منهم يطلب هذه الكسرة فيذل فيها نفسه ويدخل فيما لا يحل له ثم نظرت إلى قوله تعالى} وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ {6} {،فعلمتُ أني واحد من هذه الدواب التي على الله رزقها فاشتغلت بما لله تعالى علي وتركت ما لي عنده.

الثامنة: نظرت إلى هذا الخلق فرأيتهم كلهم متوكلين على مخلوق هذا على ضيعته وهذا على تجارته وهذا على صناعته وهذا على صحة بدنه وكل مخلوق متوكل على مخلوق مثله فرجعت إلى قوله تعالى} وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {3} {ومن يتوكل على الله فهو حسبه فتوكلت على الله عز وجل فهو حسبي.

قال شقيق: يا حاتم وفقك الله تعالى؛ فإني نظرت في علوم التوراة والإنجيل والزبور والفرقان العظيم فوجدت جميع أنواع الخير والديانة وهي تدور على هذه الثمان مسائل فمن استعملها فقد استعمل الكتب الأربعة فهذا الفن من العلم لا يهتم بإدراكه والتفطن له إلا علماء الآخرة فأما علماء الدنيا فيشتغلون بما يتيسر به اكتساب المال والجاه، ويهملون أمثال هذه العلوم التي بعث الله بها الأنبياء كلهم عليهم السلام

ودمتم مع كتاب الله طلاباً ومعلمين وموفقين

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 صلى الله عليه وسلمpr 2003, 06:46 م]ـ

ومما ورد في كتاب السنة للمروزي أيضاً من كلام له تعلق مباشر بالتفسير، وهو من النصوص النفيسة القيمة = قوله:

(وسمعت اسحاق يقول في قوله: (وأولي الأمر منكم) (النساء: 59): قد يمكن أن يكون تفسير الآية على أولي العلم، وعلى أمراء السرايا؛ لأن الآية الواحدة يفسرها العلماء على أوجه، وليس ذلك باختلاف.

وقد قال سفيان بن عيينة: ليس في التفسير اختلاف إذا صح القول في ذلك، وقال: أيكون شيء أظهر خلافاً في الظاهر من) الخنس (؟! قال عبد الله بن مسعود: هي بقر الوحش، وقال علي: هي النجوم. قال سفيان: وكلاهما واحد؛ لأن النجوم تخنس بالنهار وتظهر بالليل، والوحشية إذا رأت إنسياً خنست في الغيضان وغيرها، وإذا لم تر إنسياً ظهرت. قال سفيان: فكلٌ خُنّس.

قال اسحاق: وتصديق ذلك ما جاء عن أصحاب محمدٍ r في الماعون، يعني أن بعضهم قال: هو الزكاة، وقال بعضهم: عارية المتاع. قال: وقال عكرمة: أعلاه الزكاة، وعارية المتاع منه.

قال اسحاق: وجهل قومٌ هذه المعاني، فإذا لم توافق الكلمة الكلمة قالوا:هذا اختلاف، وقد قال الحسن – وقد ذكر عنده الاختلاف في نحو ما وصفنا -، فقال: إنما أُوتي القوم من قبل العجمة.) انتهى ص41 - 43، وهو كما يرى القارئ الواعي من أنفس النقول، يستحق شد الرحال للحصول عليه، فقد جاءكم هو فاقبلوه.

وكلام سفيان بن عيينة السابق لم يذكره أحمد صالح محايري الذي جمع تفسير سفيان.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015