ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[14 عز وجلec 2010, 08:59 ص]ـ
الحلقة 24
تأملات في سورة النساء من الآية (44) إلى الآية (46)
د. الخضيري: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.
مشاهدي الكرام ما زلنا في هذه السورة العظيمة سورة النساء نقبس من أنوارها ونهتدي بهديها ونسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بها. في الحلقة الماضية مشاهدي الكرام تحدثّنا عن قول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ ... ) إلى آخر الآية, وبيّنا ما فيها من الحِكمِ والأحكام والمعاني الجليلة التي ينبغي لكل مؤمنٍ أن يتفطّن لها. اليوم أحبتي الكرام نواصل الحديث في الآيات التي تليها, وقبل أن نتحدث عن معاني تلك الآيات نستمع إليها منصتين خاشعين, ونسأل الله أن يتقبّل منّا ومنكم فإلى سماع الآيات:
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ (44) وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيرًا (45) مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (46))
من هذا المكان الطيّب المبارك وهذه الاستراحة الجميلة الماتعة استراحة الأستاذ الكريم ظافر بن حلبد في مدينة تنومه الباردة الضبابية ندلف إلى حلقتنا فهيّا بنا, تفضّل يا شيخ عبد الرحمن
د. الشهري: حيّاك الله وبيّاك يا شيخ محمد وأسأل الله أن يتقبّل منّا ومنكم ومن الإخوة المشاهدين. هذه الآيات تدخل بنا الآن في اليهود في سورة النساء, وكنتم تذكرون أنّنا في سورة البقرة كانت تحدثت كثيرًا عن اليهود وطوّلت في موضوع اليهود
د. الخضيري: لكن ذاك الجانب أشبه ما يكون بجانب تاريخي
د. الشهري: بالضبط, ثم جاءت سورة آل عمران بعدها جاءت عن النصارى كثيرًا. الآن بدأ الحديث عن اليهود مرةً أخرى في إشارة إلى عدواتهم هنا, الله سبحانه وتعالى يقول: ألم ترَ يا محمد (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ) يُخبر الله سبحانه وتعالى عن هؤلاء اليهود الذين آتاهم الله سبحانه وتعالى حظاً من العلم بالتوراة فيقول (ألم ترَ)، وإذا جاءت في القرآن الكريم قوله سبحانه وتعالى (ولو ترى) أو (ألم ترَ) فالمقصود بها العموم للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته من بعده
د. الخضيري: ولكل من يصلح له هذا الخطاب
د. الشهري: نعم ولذلك يقول السيوطي في ألفية البلاغة
وقوله سبحانه ولو ترى لكي يَعمّ كل شخص قد يرى
فقوله: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ) من هُم هؤلاء؟! هم اليهود, والمقصود بالكتاب هنا التوراة وهو كتاب اليهود
د. الخضيري: طبعاً وإن كان يا دكتور عبد الرحمن لما يقال (أوتوا نصيبًا من الكتاب) قد يحتمل النصارى لكن هنا عندنا السياق
د. الشهري: سوف تأتي الآية التي بعدها (مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ)
د. الخضيري: ليُحدد أنّ المقصود به هم اليهود
د. الطيار: وبناءً عليه تكون كلمة الكتاب تدخل في باب الوجوه والنظائر
د. الخضيري: يراد به هنا التوراة لا غير, لكن لا يعني ذلك أنّ المعنى مقصوراً عليهم في الجملة ولكن قياساً
د. الطيار: نعم هذا قياسي
د. الشهري: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ) أول شيء فيها الإشارة إلى أنّ اليهود قد أوتوا حظاً من العلم التوراة وأنهم قد كفروا على علم ومعرفة, ماذا يصنعون يا رب؟! قال (يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ)
د. الخضيري: لها معنيان
¥