إمام فلا أجد من المأمومين من يقول سبحان الله!

د. الخضيري: والسبب أنّ كل واحد

د. الشهري: أنّهم كلهم لا يعلمون ما يقولون, سُكر الدنيا

د. الخضيري: وهذه مصيبة!

د. الشهري: نعم, وهذه تتكرر كثيرًا أنك لا تكاد تجد من المصلين من ينبّه الإمام إذا سها أو اخطأ لغلبة السهو على الناس, وإنما ينتظر الإمام يقول الله أكبر فيركع, الله أكبر فيسجد ولا ينتبه لما يقرأ ولما يقع فيه من الأخطاء أحيانًا

د. الطيار: في قول الله (لا تقربوا الصلاة) هل المراد لا تقربوا الصلاة فقط أو لا تقربوا الصلاة ومواضع الصلاة؟!

د. الخضيري: الذي يظهر طبعًا من الآية أنّ اللفظ يشمل هذا وهذا, أمّا الأول لا تقربوا الصلاة فهذا نصها لا تأتي إلى الصلاة وأنت في سكر

د. الطيار: والمساجد؟!

د. الخضيري: المساجد الذي يدل عليها قوله سبحانه وتعالى في نفس الآية (لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا) فلمّا قال ولا جنباً عرفنا أنه قال أيضًا (لا تقربوا) لاحظ أنّ العبارة ترى كانت صالحة للاثنين لأنه لو قال لا تصلوا وأنتم سكارى لكان صالحاً للأول, فلما قال (لا تقربوا الصلاة) صلح للأول والثاني, لا تقربوا الصلاة بذاتها ولا تقربوا مواضعها وهي المساجد إلاّ وأنتم في طهر, خصوصاً هذا الطهر إذا كان من الحدث الأكبر لأنّه لا يجوز للجُنُب أن يلبث في المسجد قال (إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ) يعني يؤذن له ويباح للجنب أن يعبر في المسجد ولا يباح له المكث إلا كما ورد عن بعض الصحابة أنه إذا أصابته الجنابة استحلوا المكث بعد أن يتوضأوا هذا ورد عن العديد من الصحابة رضوان الله عنهم

د. الطيار: أيضا عابري السبيل ورد عن كثير من السلف أنه المراد به المسافر (وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ) مع أنّه قال بعدها (وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ) ولهذا اختار الطبري أنّ عابري السبيل أي المارّ بالمسجد المجتاز لأنّه سيرد في المسافر قوله (أَوْ عَلَى سَفَرٍ) فأخذوا من عابر السبيل أنها إشارة إلى المسافر

د. الخضيري: وهنا نشير الحقيقة إلى أدب ينبغي أن يتأدب الإنسان به مع المسجد وهو أن لا يجعل المسجد طريقاً, أن لا يُتخذ المسجد طريقاً, بمعنى إذا كان بيتك مثلاً في الجانب الآخر إذا كنت في شمال المسجد وبيتك في جنوب المسجد والمسجد بينك وبينه فما تتخذ المسجد طريقاً, ينبغي لك أن تذهب مع الطريق المعتاد حتى تصل إلى بيتك, فاتخاذ المساجد طرقات ورد في بعض الأحاديث أنّه من علامات آخر الزمان, فلا ينبغي أن يفعل ذلك. لكن لو أنّ الإنسان لحاجة أو شيء من هذا القبيل أو دخل المسجد منبّها إنساناً أو ليأخذ حاجة فإنّه هذا يعتبر ممن استطرق المسجد دون أن يكون مكث فيه. قوله (حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ) "حتى" هنا؟

د. الشهري: هذه "حتى" غائية, تدل على ابتداء الغاية أو على انتهاء الغاية

د. الخضيري: انتهاء الغاية

د. الشهري: فقوله (لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ) مع بداية العلم بما يقوله الإنسان يمكنه أن يقرب الصلاة

د. الخضيري: وتأتي "حتى" ننبّه عليه إخواننا تأتي للتعليل (لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا) أي: لأجل أن ينفضوا فـ"حتى" تأتي لهذا ولهذا. وفي هذه الآية كما ذكر الدكتور عبد الرحمن جاءت للغاية. (حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا) الجُنُب يا دكتور عبد الرحمن من هو؟!

د. الشهري: الجنب هو الذي يعني وقع في الحدث الأكبر وهي الجنابة من الجماع أو الاحتلام, فهذا لا يُباح له أن يدخل إلى المسجد ولا يقرب الصلاة إذا كان جنبًا (حتى تغتسلوا) فلا بد للجنب إذا وقعت عليه الجنابة سواء كان رجلًا أو امرأة, والمرأة تعتبر الجنابة أيضاً مثل الحيض, الحيض مثل الجنابة, أيضًا لا يجوز للحائض أن تبقى في المسجد ولا أن تدخل المسجد ولا أن تقرب الصلاة حتى تطهر. وكذلك الجُنُب لا يجوز له أن يقرب الصلاة ولا يقرب المسجد حتى يتطهر إلا إذا كان مضّطرًا أن يتخذ المسجد طريقًا لا بد منه يعبره مجرد عبور فقط فيباح له ذلك

د. الخضيري: ونحن هنا ننبّه لأني وجدت كثيرا من الناس يجهلون قضية الجنابة يظنّون أن الجنابة إما تكون بالجماع و الإنزال

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015