ـ[زوجة وأم]ــــــــ[02 Oct 2008, 04:38 م]ـ

الأخت الكريم ..

وكأني بك أعلم من الإمام الخطابي والإمام القرطبي والإمام النووي والإمام ابن حجر وغيرهم من شراح الحديث وحفاظه بأقوال السلف الصالح، وهذا في الحقيقة ينبغي التورع من القول به منطوقا ومفهوما، وهل فيما نقلتيه نص صريح من علماء السلف الصالح على تعين حمل الساق في الحديث على الصفة الحسية كما تعبرين؟؟.

لم أدعي أني أعلم منهم ولا من أي شخص في هذا المنتدى حتى.

ولم أفسر "الساق" من عند نفسي، أو اختلقت تفسيرا لم يقل بها أحد من السلف أو علماء السنة الذين أتوا قبل هؤلاء الأئمة - رحمهم الله- الذين تنكر علينا رفض تأويلاتهم.

أرجو من الأخت أن تتجنب وصف الله تعالى بالجزء والحسي وغير ذلك مما أشرت إليه، فإنه لا يليق ولا يجوز.

أين وصفت الله عز وجل بـ"الجزء"؟

قلت: "جزء بسيط من الحجاب فقط انكشف"

وإذا كان المقصود من كلمة "جزء" هو أن الله عز وجل ينقسم أو يتفرق (تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا) فهذا مرفوض ولا يقول به أحد.

لكن إذا كان المقصود بال"جزء" هو صفات الله عز وجل كاليد والعين والقدم والساق .. الخ) مع نفي المعنى الأول، فهذا لا نرفضه.

وهذه كلمات مجملة تحتمل حقا وباطلا، فنرد الباطل ونقبل الحق.

والجهمية والمعتزلة استخدموا مثل هذه الأشياء لرد صفات الله عز وجل.

أما قولي بأنه حسي، فهو مثل قولي "نؤمن بالساق صفة لله عز وجل على ظاهرها وحقيقتها"

ولا أعلم ماذا فهمت من قولي "حسي"

فالحسي هو ما تدركه بأحد الحواس، والبصر أحد الحواس، وهنا يرى المؤمنون الساق التي يكشف عنها الله عز وجل

فإذا كنت تؤمن بأن الساق معنوية، فنحن نؤمن بأنها صفة حقيقية لا تشبه صفات المخلوقين.

وهاك نقلا عن أحد أئمة السنة المتقدمين في تفسير الساق في الآية، روايات عن بعض السلف في اثبات الساق لله عز وجل صفة.

كلام الإمام الحافظ الكبير أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن يحيى بن مندة في كتابه الرد على الجهمية:

(قول الله جل وعز (يوم يكشف عن ساق) وما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، واختلاف الصحابة، والتابعين في معنى تأويله.

حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم، بنيسابور، ثنا محمد بن عبد الوهاب بن حبيب النيسابوري البصري، ثنا جعفر بن عون، ثنا هشام بن سعد، وثنا إبراهيم بن محمد الديبلي، بمكة، ثنا إبراهيم بن عيسى الشيباني البصري، ثنا سويد بن سعيد، ثنا حفص بن ميسرة الصنعاني، جميعا، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري. أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل نرى ربنا عز وجل يوم القيامة؟ قال: «هل تضامون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس فيها سحاب؟» قالوا: لا. قال: «فإنكم لا تضامون في رؤية أحدهما. فإذا كان يوم القيامة نودي ليتبع كل أمة ما كانت تعبد، فلا يبقى أحد كان يعبد شيئا إلا تبعه، حتى لا يبقى إلا المؤمنون، فيأتيهم الله عز وجل» فيقول: «أنا ربكم» فيقولون: نعوذ بالله منك لا نشرك بالله شيئا. فيقول: «هل بينكم وبينه آية؟» فيقولون: نعم. «يكشف عن ساق»، فلا يبقى أحد ممن كان يعبد الله عز وجل إلا خر له ساجدا «. وذكر الحديث،

أخبرنا أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي، بمصر، ثنا روح بن الفرج، وثنا عبد الله بن جعفر الوردي، بمصر، ثنا يحيى بن أيوب المصري، ثنا يحيى بن بكير، ثنا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن هلال، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال فيه:» ويكشف عن ساقيه جل وعز «، قال أبو عبد الله: وهذا حديث ثابت باتفاق من البخاري، ومسلم بن الحجاج، وقد رواه آدم بن أبي إياس، عن الليث بن سعد، عن خالد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم مثله، وقال: يكشف عن ساقه جل وعز

وقد اختلف الصحابة في معنى قوله جل وعز (يكشف عن ساق)

أخبرنا علي بن العباس بن الأشعث الغزي، بغزة، ثنا محمد بن حماد الطهراني، ثنا عبد الرزاق، أنبأ الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء، عن ابن مسعود، في قوله جل وعز (يوم يكشف عن ساق) قال: «عن ساقه» قال أبو عبد الله: «هكذا في قراءة ابن مسعود، ويكشف بفتح الياء وكسر الشين»

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015