ـ[نزار حمادي]ــــــــ[02 Oct 2008, 02:53 م]ـ

الأخ الكريم مالك

أما تخريج الحديث، فاعذرني على السهو، وهاهو التخريج الصحيح، فقد أخرجه ابن عساكر في تاريخه (ج43/ص334)، وأبو الليث السمرقندي في تفسيره (ج3/ص395).

ثم يا أخي الكريم نحن نتكلم في آية مخصوصة وحديث مخصوص وهو كشف الساق وما المراد به، وهل يحتمل الحديث بحسب اللغة ولسان العرب الذي نزل به القرآن معاني صحيحة غير ما فهمه الشيخ مساعد حفظه الله تعالى، وما مدى صحة تفسير ترجمان القرآن الحبر ابن عباس للآية وانطباقه مع تفسير الحديث، وهل ثمة فعلا نصوص قطعية في منطوقها ومفهومها عن السلف الصالح في تفسير حديث كشف الساق بأنه كشف لجزء من الله محسوس كما عبرت الأخت العقيدة. هذا هو محل بحثنا.

وأما ما نقلته يا أخي الكريم فإلى جانب كونه خارجا عن محل بحثنا فهو أيضا ليس نصا فيما تعتقده من حمل تلك الصفات على معاناها الظاهر الذي تقصده، بل هو كلام يحتمل التفويض في الكيف والمعنى كما نقل المقدسي بنص صريح عن الإمام أحمد، مع الإقرار بأن لها معاني صحيحة الله تعالى أعلم بحقيقتها، ولا يجوز بحال ادعاء أنها فارغة من المعاني، أو الادعاء بأن لها معنى معروف مقطوع به. ولعلك تعلم أن بعض أهل السنة يقول بأن قول السلف الصالح في تلك المشكلات هو اعتقاد أنها صفات وجودية قديمة أزلية على نحو العلم والقدرة وغيرهما، لكن الله تعالى أعلم بحقيقتها ومتعلقاتها، لا ننفيها ولا نؤولها ولا نحملها على ظاهرها المحال الذي من لازمه أنه تعالى تقوم به الصفات الوجودية الطارئة ومن لازمه التجزء والمحسوسية كما صرحت بذلك الأخت "العقيدة".

فهذا مدار البحث، وهو هل لحديث كشف الساق معاني أخرى غير الحمل على المعنى الظاهر المفيد للتجزئة والمحسوسية، أو له معاني أخرى صحيحة بحسب لسان العرب الذين نزل القرآن بلغتهم وبحسب مجازاتهم وتعبيراتهم البليغة؟ وهل عدم تفسير ابن عباس رضي الله عنهما للحديث بخصوصه يقضي بأنه يحمله على المعنى الذي فهمه الشيخ مساعد حفظه الله تعالى، حيث قال في الحلقة المذكورة من برنامج تفسير القرآن بأن سكوت ابن عباس عن الحديث يدل على أنه يفرق بينه وبين الآية ويدل على أنه يجعل الحديث من باب الصفات والآية من باب الإخبار عن أهوال يوم القيامة، فكيف فهم من سكوته أو عدم وصول تفسيره للحديث لنا ذلك، وعلى أي قاعدة من قواعد الفهم جزم بذلك. ولطالب العلم الحق في طرح مثل هذه الأسئلة، ولعلماء العصر التفضل بالإجابة. والله الموفق لإدراك الحقائق.

ـ[أبو عبدالله الشافعي]ــــــــ[02 Oct 2008, 03:32 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله

بدايةً , أحبذ ان يسير النقاش على أسس يتفق عليها الجميع , فإن الأساس إذا كان موجودا سُهل النقاش على الجميع لأمورمعروفة أدناها: نزع الخلاف اللفظي بين الطرفين

فأقول مستعينا بالله:

أطرح عدة اسئلة و من خلال إجاباتها نكون قد وضعنا النقاط على الحروف:

السؤال الأول:

ما هو التأويل الذي يدور عليه البحث؟

الجواب:

هو حمل اللفظ من معنى راجح الى معنى مرجوح لأمر ما , و عند بعض المتأخرين: هرباً من التشبيه و التجسيم

السؤال الثاني:

هل كان أحد من السلف رحمهم الله يتأول شيئا من صفات الله تعالى؟ أم ان المنقول عنهم عدم تأويل شيء منها؟

الجواب:

المنقول عنهم عدم التأويل لأي شيء منها قولاً واحداً , و يدل على ذلك كلام جماعة كبيرة منهم لما ظهرت فتن الجهمية فلو كان التأويل سائغاً - و لا نقصد به التفسير فذاك أمر آخر - لرموهم به عن قوس واحد , و لكن لا نرى للسلف إلا قولا واحدا و هو الإثبات دون التأويل و نص عليه جماعة من أكابر العلماء كالترمذي و البغوي و قوام السنة الأصبهاني و ابن العربي المالكي و ابن حجر ..... في آخرين حتى صار ذلك مضرب الأمثال عند الأشاعرة فقالوا:

مذهب السلف أسلم و مذهب الخلف أحكم , أو: مذهب السلف التسليم و مذهب الخلف التأويل

و كلامهم في هذا المعنى كثير جداً

السؤال الثالث:

إذا اتفقنا على ان السلف لم يتأولوا شيئاً من الصفات بإتفاق علماء أهل الأثر و علماء الأشاعرة: فهل يحق لأحد أن يقرر ان صفةً من الصفات تأولها السلف لأنه نقل عنهم نصا ظن فيه التأويل؟

الجواب:

لا يحق له ذلك لوجوه:

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015