ولذلك كما قال شيخ الإسلام: قوم اعتقدوا معاني ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها.

الله يثبت له السمع ويثبت له البصر ويسلبونه لماذا؟ وأنتم تعرفون أن آيات الصفات في القرآن كثيرة ترى هذا متعلق بالتفسير , هم العدل عندهم يقولون: كيف؟ لا يمكن الله عزّ وجلّ يخلق فعل العبد يخلق فعل المعصية ويعذبه عليه!! هذا ليس من العدل وهم بذلك يرون أنهم ينزهون الله عزّ وجلّ ..

والرد عليهم يقول:أن الله عزّ وجلّ خلق العباد وأفعالهم،وجعل لهم سمعًا وبصرًا، وأنزل كتابًا وأرسل رسولاً وأخبر أن هذا طريق الجنة وهذا طريق النار.

يقول شيخ الإسلام:

(وقد وافقهم على ذلك متأخروا الشيعة (وافق المعتزلة متأخروا الشيعة في عدم خلق أفعال العباد وليس الشيعة .. متأخروهم) كالمفيد هو محمد بن محمد العُكبري وأبي جعفر الطوسيومحمد ابن الحسن صاحب التبيان في تفسير القرآن وهو مطبوع و أمثالهم .. ولأبي جعفر هذا تفسير على هذه الطريقة الذي هو إنكار خلق أفعال العباد .. وأنتم تعلمون أن البخاري ألف كتابًا اسمه خلق أفعال العباد.

ولذلك تجدون لو تقرأون في التفاسير شيخ الإسلام يقول لك في هذه المقدمة لما بيّن لك ما يتكلم عن الخلاف في السلف، يقول لك ترى في خلافات أخرى وهي موجودة في كتب التفسير فعليك من الحذر منها وبدأ يبين أصولها وليس يبيّن لك فقط مجرد أمثلة .. لا، يبيّن لكالأصول حتى تقيس عليه.

يقول:

(إن متأخروا الشيعة وافقوا المعتزلة في هذا الباب وهو العدل (الذي يسمونه العدل) وهو عدم خلق أفعال العباد ,وأضافوا إلى ذلك قول الإمامية الإثني عشرية ,فإن المعتزلة ليس فيهم من يقول بذلك الذي هو الإمامية الإثني عشرية أي أئمتهم الإثني عشر، ولا من ينكر خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي يعني المعتزلة يقرون بخلافة الخلفاء الأربعة, أما الشيعة متأخروهم فإنهم ينكرون خلافة الأئمة الثلاثة ويرون الخلافة لعلي رضي الله عنه وبالتالي ستجدهم يؤولون كثير من الآيات) ومن أصول المعتزلة مع الخوارج إنفاذ الوعيد في الآخرة يعني المعتزلة وافقوا في خلق أفعال العباد متأخروا الشيعة ووافق المعتزلة الخوارج في أصلهم الثالث الذي هو إنفاذ الوعيد في الآخرة فقالوا إن الله لا يقبل في أهل الكبائر شفاعة ولا يخرج أحد منهم من النارالخوارج ينكرون الشفاعة مطلقًا وفاعل الكبيرة عندهم ما مصيره؟ النار مخلّد فيها وهو كافرالمعتزلة يقولون: لا نسميه كافر ولا نسميه مؤمن بل نسميه منزلة بين المنزلتينلا كافرولا مؤمن , لكن في الآخرة وافقوا هم والخوارج يقولون إنه خالد مخلّد في النارثم قال:

ولا ريب أنه قد رد عليهم طوائف من المرجئة الكرامية والكلابية لا غيرهم , فأحسنوا تارة وأساءوا أخرى (هذا الكلام استطراد من شيخ الإسلام) حتى صاروا في طرفي نقيض كما قد بسط في غير هذا الموضع .. ومن أراد الاستزادة في هذا الباب فعليه برسالة ــــــــــــــ.

يقول:

والمقصود أن مثل هؤلاء اعتقدوا رأيًا ثم حملوا ألفاظ القرآن عليه وليس لهم سلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا من أئمة المسلمين لا في رأيهم ولا في تفسيرهم .. يقول وما من تفسير من تفاسيرهم الباطلة إلا وبطلانه يظهر من وجوه كثيرة وذلك من جهتين:

الأول: تارة من العلم بفساد قولهم علِّقوا عليها وهم الذين يسلبون لفظ القرآن ما دلّ عليهوأريد به .. وجهة بطلانه (بطلان قولهم) عقيدتهم التي اعتقدوها.

الثاني: وتارة من العلم بفساد ما فسروا به القرآنوهم الذين يحملون ـ اكتبوا عليه ـ وهم الذين (هذا استطراد يعني بون شاسع بين أول الكلام وآخره فأنتم أضيفوا هذه العبارة حتى يكون الكلام متصلاً وهم الذين يحملونه على ما لم يدل عليه ولم يرد به .. وجهة بطلانه اللفظ حيث يتوفر له معنى غير صحيح>

يقول لك ومن هؤلاء من يكون حسن العبارة فصيحًا ويدس البدع في كلامه ,وأكثر الناس لا يعلمون كصاحب الكشاف كما مثلنا قبل قليل.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015