وسنعرضها بمشيئة الله في أربع مجالس ,وأنا أعلم أن هذه المجالس ربما تكون قصيرة لشرح مثل هذه المقدمة ,لكن سنستعين الله عز وجل وسنحرص حرصا ًتامّا ًأن نوصل فكرة شيخ الإسلام رحمه الله في هذه المقدمة إليكم ,,

مقدمة في أصول التفسير

أصول التفسير: جملة مركبة من كلمتين،كلمة أصول وكلمة التفسير ,والأصل هو ما يُبنى عليه غيره وقد يُطلق في اللغة ويُراد به القاعدة.

أما التفسير في اللغة: فهو الكشف والبيان ,وفي الاصطلاح له تعاريف كثيرة عرّفها من أجملها تعريف الشيخ محمد ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ رحمه الله بقوله " بيان معاني القرءان (1) "وهو مأخوذ من المعنى اللغوي لكلمة التفسير.

أمّا أصول االتفسير: فهي القواعد و الأسس التي تُعين على بيان القرءان.

وغاية أصول التفسير هو الفهم الصحيح لمعاني القرءان ,لذلك أحسن الإخوة أيما إحسان حينما افتتحوا هذه الدورة بمتن في أصول التفسير, بما أن هذه الدورة ستكون في تفسير كتاب الله تبارك تعالى فمن المهم لطالب العلم أن يأخذ بعض أصول هذا العلم ,خاصة وأنهم اختاروا هذه المقدمة وهي مقدمة شهيرة وفيها أشياء مهمّة جدّا ً لطالب علم التفسير.

وقد ألّف شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ هذه المقدمة كما سمعتم من القارئ الكريم أنه سأله بعض إخوانه ـ يعني احتاجوا أن يكتب لهم شيئا ًفي أصول التفسيرفسأله فكتب هذه المقدمة ـوهذا العنوان "مقدمة التفسير"تجدون بعض الطبعات تكتب"مقدمة التفسير لابنتيمية"و"ومقدمة في أصول التفسير" السبب في هذا التفاوت أن هذا الاسم مأخوذ من كلمة "شيخ الإسلام" ولم يسمّي شيخ الإسلام كتابه وإنما قال: (سألني بعض الإخوان أن أكتب له مقدمة) فأخذوا منها هذا العنوان ,وأنبّه إلى ان ابن قاسم رحمه الله صاحب "حاشية الروض" و "جامع الفتاوى" له كتاب اسمه "حاشية مقدمة التفسير"يظن بعض الإخوة إنها من شروح هذه المقدمة ,والواقع أن المقدمة والحاشية كلاهما لابن قاسم عليه رحمة الله.

المقدمة هذه لها شروح كثيرة جدا ً, شرحها كثير من المشايخ في تسجيلات مسموعة وبعضها مرئية ,والموجود منها الأن المطبوع منهاـ فيما أعلم ـ كتابان أول كتاب طُبع لشرح هذه المقدمة هو شرح الشيخ ابن عثيمين رحمة الله تبارك وتعالى عليه ,وهناك شرح نزل أخيرًا ًوهو شرح للدكتور مساعد الطيّار, وشرحها جملة من الفضلاء.

شيخ الإسلام رحمه الله قسّم هذه المقدمة إلى فاتحة، يعني التركيز يا إخواني الأن مهم لنا عندما يستطرد شيخ الإسلام ,شيخ الإسلام تعرفون أنه يغرف من بحر ,وبالتالي تتزاحم عنده العروض فإذا بدأ يتكلم أو يكتب فإن العلوم تتزاحم عنده ,وبذلك استطرد شيخ الإسلام في هذه المقدمة.

فكوننا نلخص الفكرة التي أوردها شيخ الإسلام هنا في هذه المقدمة يعيننا على ضبط المسار الذي نريده ونُأمّل ـ إن شاء الله تعالى ـ في هذه الدروس الأربعة ..

إذن هذه المقدمة تشتمل كما قسّمها شيخ الإسلامإلى فاتحة لهذه المقدمة و خمسة فصول وخاتم، وسنتكلم بعد قليل عن الفاتحة.

وأما الفصول فإني أذكرها كما رتّبها شيخ الإسلام:

الفصل الأول:ــ أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن لأصحابه معاني القرءان كما بيّن لهم ألفاظه, هذا هو الفصل الأول.

الفصل الثاني: الخلاف الواقع في التفسير

الفصل الثالث: اختلاف المفسرين والذي مستنده النقل.

الفصل الرابع: اختلاف المفسرين الذي مستنده الاستدلال.

الفصل الخامس: أفضل طرق التفسير.

ثم ختم هذه المقدمة بالحديث عن تفسير القرآن بالرأي وحكمه وجملة من أقوال السلف عليهم رحمة الله في القول في التفسير.

نستعين الله تعالى ونبدأ الآن في المقدمة وقد قرأ القارىء وفقه الله وحتى لا نعيد ما قرأ الأخ الفاضل, قال شيخ الإسلام: {فقد سألني بعض الإخوان أن أكتب له مقدمة تتضمن قواعد كليّة تعين على فهم القرءان} ,إذن هو هذا هدف المقدمة ُتعين على ماذا؟ (على فهم القرءان و معرفة تفسيره ومعانيه ,و التمييز في منقول ذلك ومعقوله) وهذا يدل على أن التفسير ينقسم إلى قسمين:

منقول: وهو المسمّى بالتفسير بالمأثور.

والمعقول: وهو المسمّى بالتفسير بالرأي.

ثم قال شيخ الإسلام:

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015