الرّازي لهُ كُتُب كثيرة جِدّاً. الحاكم النّيسابوري صاحب المستدرك على الصَّحيحين له ما يبلُغ ألف وخمسائة جزء منها تخريج الصّحيحين، والعِلل، والأمالي .... ) ابن تيمية وابن القيّم: ألَّف ابن تيمية ثلاثمائة مؤلَّف في فنُون مختلفة نحو خمسائة مجلّد. وتلميذه ابن القيّم نحو الخمسين مجلّد. البيهقي كذلك. ابن العربي المالكي أيضاً من المكثرين من التأليف له كتاب مفقود من كُتُبه (أنوار الفجر) في ثمانين مجلّد وله كتاب في شرح الموطّأ. وله كتاب في أحكام القرآن وغيره.

المقدّم: ابن جرير الطّبري له كتابان مشهوران، وهل هي موجودة تآليفه؟

الضيف: ابن جرير الطبري هذا الرّجل من نوادر الإسلام رحمةُ الله عليه وهو إمام كثرة التأليف لا تزيده إلا جودة، للأسف لا يُوجد من تأليفه إلا ّ (تاريخ الأمم والملوك) وهو من أضخم كُتُب التّاريخ، وكتاب التفسير (جامع البيان عن تأويل آي القرآن) وهو أفضل كتاب في التّفسير وأجودها. وله كتاب (التَّبصير في معالم الدّين)، وله كتاب في الفقه، وفي القراءات وغيرها ولكنَّه مفقودة. وفُقِدَ منها الكثير، لكن الذّي وُجِد منها يدُل على إمامته وعُلُّو كعبه. وله كتاب (تهذيب الآثار) وهو متقدّم. ورأيتُ أنّه قد كتب ثلاثمائة وخمس وثمانين ألف صفحة تقريباً. كذلك ابن الجوزي من الذِّين صنَّفُوا مؤلَّفات كثيرة جِدّاً أكثر من ألف مصنَّف نُسِبت إليه. ابن تيمية رحمه الله يقول: أعددت له أكثر من ألّف مصنّف، ثمّ رأيت له كُتب بعد ذلك، كذلك ابن حجر العسقلاني.

المقدّم: عودة لأسئلة المتّصلين فضيلة الشيخ:

أنّ كتاب الظّلال قد كُتِبت رهينة حالة نفسيةة والحالة الشّعورية عاشها الكاتب- رحمه الله- ولو كُتبت في غير ذلك لتغيّر الوضع؟

الضيف: هذا كلامٌ صحيحٌ مائة بالمائة، سيد قطب رحمه الله كتب كتابه وهو يعيش حالةً من الظُّلم في السُّجون المصرية في ذلك الوقت، وأنَّ هذا انعكس على تفسيره فعلاً، بل إنّه زاده. ولذلك أنا قلت أنّ النُّسخة المُنَّقحة من كتابه في ظلال القرآن متأثرِّة بالواقع الذّي كان يعيشه في مُدَّة السِّجن لأنّه انفرد بالقرآن. ويُمكن أن يُقاس عليه ابن تيمية - رحمه الله- فلمّا سُجِن انفرد بالقرآن، فحَزِنَ على أنّه قد أمضى عُمرُه السَّابق في غير القرآن. وهذا لا شك حتى نحن نشعُر به يا شيخ إبراهيم عندما ننفرد بالقرآن في أيّام رمضان وفي ليالي رمضان يشعُر الإنسان أنّه مُقَّصر تقصيراً شديداً في حقِّ كتاب الله. هناك فرق يا شيخ إبراهيم بين من يأتي يُفسِّر وهو في مكتبته وفي بيته ومع زوجه وأولاده. إذا فَرَغ ذهب لكتابة أسباب النُّزول ونَقّح الروايات، وبين رجُل يكتُب التَّفسير في الزنزانة لاشك أنّ هناك فرق ولابد أن ينعكس هذا على المعنى. لكن أنا أقول للمتصِّل الكريم، الحقيقة أنَّ هذه إيجابية في تفسير سيد قطُب لأنّه جعلته يعيش هذه الحقيقة التّي في القرآن الكريم والقرآن الكريم أخي الكريم هُو كتاب نزل لكي نعمل به ونتمَثَّلَه. ولذلك سيد قطب يقول في مواضع عند تفسيره لسورة العاديات، وسورة البُروج يقول: أنا استشعرت فعلاً معاني هذا القُرآن الكريم وأنا عاجز عن التّعبير، لذلك فأنا أقول لكم أيُّها القُرّاء أننّي لم أستطع أن أنقل لكم المعنى الذّي ظهر لي من هذه الآية. مع أنّه رجل من أقدر النّاس على الكلمة. لذلك أعجبني كلام للشيخ/ بكر أبو زيد – رحمه الله – عندما قال: أننّي لم أجِد فيمن نقدَهُ من يُوازيه في بلاغته وبيانه، فإمّا أن يكون هناك تكافؤ في البلاغة وفي الأُسلُوب، وإلاّ فلتُكسَر الأقلام.

المقدّم: وهذا سؤال أيضاً: هل كثرة التأليف على حساب الجودة؟

الضيف: هي مسألة منطقية يا شيخ إبراهيم، أنّك إذا رَغبت في كثرة التأليف سيكون على حساب الجودة لأنّك لن تجِد وقتا ًللتّنقيح، ولذلك ابن عطيّة الأندلسي له كتابين: (فهرست ابن عطيّة) تكلّم فيه عن شيُوخه. وكتابه في التّفسير (المحرّر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز) كتابه ثمين جِدّاً، ومُحرَّر، ورائع. وبدأ يكتُب فيه منذ كان شابّاً ولم ينتهي منه إلى قريب من وفاته يُضيف إليه. فلا شكّ أنّه خرج في غاية التَّحرير. ابن جرير الطّبري كان يتأنّى في كتابته وفي إملائه لتفسيره ولذلك جاء جامعاً للبيان عن معاني تأويل آي القُرآن في غاية الرّوعة. أيضاً على سبيل

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015