ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[11 عز وجلec 2010, 10:26 م]ـ

فقرة في الميزان:

المقدّم: هذه فقرة في الميزان وهي فقرة رئيسية في برنامجنا، وقد نُكرّر بين كُلّ ثلاث حلقات أو ما أشبه ذلك ما هو معيار الكتاب الذّي نضعهُ في " الميزان". نحن لا نقصد بوضعنا الكتاب في الميزان أننّا ننقُدُ الكتاب بمجمله أو أن نُثنيَ عليه بمجمله، لكن في الغالب أننّا نختار الكُتب التّي أثارت جدلاً، حولها كلام، كُتب مشهورة، في الغالب نرجو أن نكون وُفّقنا إلى أنّ أغلب الكتب بهذا الشّكل

كتابُنا في هذا الأسبوع هو كتابٌ في فترة من الفترات مَلأَ الدُّنيا وشَغَلَ النّاس لكن لا يزال الحديث عنه موصولاً. وهُو كتاب

" في ظِلالِ القُرآنِ" لِسَيِّد قُطُب - رحمه الله- الكلام عن الكتاب كثير، وأُلِّفت حوله مؤلَّفات، نريد بدءاً أن نعرف هذا الكتاب؟

التّعريف بمؤلّف الكتاب

الضَّيف: طبعاً هذا كتاب " في ظِلالِ القرآنِ" كتاب ألَّفه الأستاذ/ سَيِّد قُطُب إبراهيم -رحمه الله- ولتألِيفه قِصَّة. طبعاً، سيدّ قُطب إبراهيم هو أُستاذ مِصري، وُلِدَ في قرية قريبة من أسيوط في شهر شعبان 1324 هجري، وقُتِل عام 1386 هجري، فهو عاش تسعَ وخمسين سنة وعشرة أشهر تقريباً لم يَصِل إلى الستِّين. تخرَّجَ من كُليِّة دار العُلوم فهو تخصُّصَه آداب- لُغَة عربية، فرحمه الله نَشَأ في القاهرة نشأته العِلمية في الجامعة وأصبح يكتُب مقالات، تعرَّف في تلك المرحلة على الأُستاذ/ عبّاس محمود العقَّاد وتأثّر به كثيراً وكان يرتاد مكتبته وله كِتابات في النَّقد الأدبي سيّد قُطب، ويُعتبَر مِنَ النُّقاد المميِّزين له كتاب في النّقد الأدبي مميِّز فعلاً وجيّد له إضافات في النّقد الأدبي، فهذه نشأته الأَدبيّة. وكان في أوَّل أمره غير مُتَّجِه إلى الالتزام الإِسلاميّ بمعناه الدّقيق، فكتب كتابات كثيرة في هذه المرحلة، ثمّ رُبَّما عندما رجع من الولايات المتحدّة وعمره تقريبا في الخامسة أو السّادسة والأربعين بدأ يتّجه ويكتب في الإسلاميات وبدأ يكتب في " ظِلالِ القرآنِ"

قصّة في ظِلال القُرآن (المرحلة الأولى)

قصّة في ظلال القرآن بدأت عندما طلب منه الأستاذ أظن اسمه محمد رمضان، وهُنا أريد أنّي أقرأ من تلخيص جيّد للأستاذ الدّكتور صلاح عبدالفتّاح الخالدي، ولعلّنا نذكر هذا إن شاء الله عندما نذكر الكتُب التّي صُنِّفت في هذا والأستاذ صلاح عبدالفتّاح الخالدي كانت رسالته في الماجستير والدُّكتوراة عن كتاب "في ظلال القرآن وما حوله"، قال: لمّا أصدر سعيد رمضان مجلة المسلمون عام 1370 هجريّاً. طلب من سيّد قُطب أن يكتُب مقالةً أسبوعية في هذه المجلّة فوافق سيّد قُطُب أن يكتب هذه المقالة في زاوية سمّاها "في ظلال القرآن" وكان سيد قطب قبل ذلك صنّف كتاباً سمّاه " التَّصويرُ الفنّي في القرآن الكريم" وهو كتاب صغير الحجم. وأسلوب سيّد قطب أسلوب رائع جِدّاً حقيقةً ومُميِّز ويُحسن الوُصول إلى دَقائق النَّفس الإنسانية والتّعبير فهو مُجيد من هذا الجانب. وقد أَدخله بعضهم في مدرسة أبُولُو لأنّهم كانوا يُعنَون بالجانب النَّفسي والإنساني في الأدب."التّصوير الفني في القرآن الكريم" بناه على نظرية أنّ القرآن الكريم قائم على هذه النّظرية في التّصوير الفنّي، وأنّ القرآن الكريم يعتمد أسلوب التَّصوير في تعبيره. كما في سورة الأعراف في

(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [الأعراف: 175، 176].

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015