وقد تنوعت أقوال العلماء رحمهم الله تعالى في هذه التقديرات من جهة اختلاف سعة الأبواب، فنحن نلحظ أن في بعض الأحاديث قوله صلى الله عليه وسلم: بين مكة وهجر، وفي حديث آخر بين مكة وبُصرى، وفي حديث آخر مسيرة أربعين سنة ..
وقد حمل العلماء رحمهم الله تعالى اختلاف الوصف لاحتمال أنه صلى الله عليه وسلم أعلم بالقليل ثم أعلم بالكثير، أو يحمل على اختلاف الأبواب باختلاف أصحابها، أو أن يكون المراد بأوسع الأبواب " الباب الأعظم " وهو باب الجنة العالية، ذلك أن الجنة درجات بعضها فوق بعض ..
الجنة مقببة .. بناء عالٍ وذلك أن بين الدرجة والأخرى مسيرة مائة عام , فأبوابها كذلك، فباب الجنة العالية فوق الجنة التي تحتها وكلما علت الجنة اتسعت، فعاليها أوسع مما دونها، وسعة الباب بحسب وسع الجنة , فاختلاف تقدير السعة في الأحاديث لاختلاف الأبواب ..
ومما يلحظ هاهنا أيها الأخوة والأخوات , أن نبينا محمدًا عليه الصلاة والسلام قد أخبر بذلك تشويقًا لأمته، ولأجل أن يحرصوا على المسابقة إلى تلك الأبواب ..
ثم أيضًا مما يلاحظ كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس من المؤمنين عند دخولهم الجنة يدخلون على هيئة الصف الواحد، وهذا ما يشير إليه حديث بريده رضي الله عنه قال: {قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أهل الجنة عشرون ومائة صف ــ الذين يدخلون الجنة صفوفهم مائة وعشرين ــ قال عليه الصلاة والسلام: ثمانون منها من هذه الأمة , وأربعون من سائر الأمم .. } رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وحسنه الحافظ ابن حجر ..
وهذه الأمة , كثر الداخلون منها إلى الجنة أكثر من الأمم الأخرى , ببركة دعوة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه كان يقول مستشفعًا إلى ربه جلّ وعلا: أمتي،أمتي! حتى جاءت البشارة من رب العالمين , كما قال عليه الصلاة والسلام مخبرًا أمته: إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة .. وهذا ثابت في الصحيح ..
وقد أقر الله عين محمد صلى الله عليه وسلم وهو القائل سبحانه ((ولَسَوفَ يُعطِيكَ رَبُّكَ فَترضَى)) فجعل أمته أكثر من نصف أهل الجنة، كما في هذا الحديث أنهم ثمانون صفًا من مائة وعشرين ..
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[21 Oct 2010, 02:03 ص]ـ
للاستماع للحلقة (5)
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=79841
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[13 Nov 2010, 01:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رحلة إلى بلاد الأشواق "6 "
فضيلة الشيخ خالد بن عبد الرحمن الشايع
الحمد الله رب العالمين .. وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين .. نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد ..
مرحبا بكم أيها الإخوة والأخوات .. في هذه الحلقة ضمن رحلتي وإياكم إلى بلاد الأشواق ..
وقد شرعت في الكلام عن الجنة وصفتها , حيث ذكرت ما يتعلق بأبواب الجنة , وما يتعلق بها أيضا ًمن جهة عددها وسعة أبوابها ومفتاحها الأعظم ..
ومما يتعلق بالجنة أيضا .. أن " للجنّة بوّابين وخزنة " , وقد عقد العلامة ابن القيم رحمه الله لهذا الموضوع بابا ًفي كتابه " حادي الأرواح " وعليه أعوّل ...
ومن أدلة ذلك قول الله تعالى ((وسيق اللذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها قال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين)) , والخزنة جمع خازن مثل حفظة وحافظ , وهو المؤتمن على الشيء الذي قد استُحفظه , وثبت في صحيح مسلم عن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال: {قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح .. فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد , فيقول بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك} فدلّت الآية على أن للجنة من الملائكة من يقومون عليها بأمر الله , ودلّ الحديث على أن أولائك الخزنة لهم رئيس ومقدّم في ذلك , وهو رضوان عليه السلام ..
¥