أولاً: إبراز (جوهر الرسم): أي النص القرآني كما كتب في جمعة الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، ولما كان النص القرآني في مصاحف عثمان قد كتب مجرداً من النقط والشكل فقد اخترنا أن نكتبه بالمداد الأسود، على أن يكتب ما سواه من الضبط والشكل، وعلامات الفواصل، وأرقام الآيات، وعلامات الأجزاء والأحزاب والأرباع، وأسماء السور، كل ذلك بمداد مخالف، واخترنا أن يكون بالحمرة اتباعاً لطريقة المتقدمين في كتابة المصاحف، وقد نص عليه بعض المحققين كالنووي. والغرض من ذلك واضح وهو التفريق بين النص القرآني وغيره، وإبراز جوهر الرسم العثماني.
ثانياً: اعتمدنا في كتابة النص القرآني على مصحف الكوفة، حيث إننا ضبطناه على قراءة حفص عن عاصم (الكوفيين)، وهي القراءة المتداولة اليوم في معظم الأقطار الإسلامية.
ثالثاً: حرصنا على تجريد المصحف - قدر الإمكان - ولم نثبت فيه شيئاً سوى القرآن، إلا ما اضطررنا إلى إثباته لشدة الحاجة إليه كالضبط والشكل، ورموز الفواصل، وترقيم الآيات، وأسماء السور، واكتفينا في الرمز للأجزاء والأحزاب والأرباع بوضع نجمة على علامة الفواصل (وهي الدائرة) وخصصنا كلاً من الجزء والحزب بعلامة في الهامش إلا أننا نضع رقم الجزء في هذه العلامة، ونترك علامة الحزب بدون ترقيم، وجردنا باقي الهوامش فلم نثبت فيها شيئاً.
وبناء على ذلك نكون قد حذفنا ما درج عليه كثير من المطابع من إثبات اسم السورة والجزء في أعلى الصفحة، وبيان نوع السورة - مكية أم مدنية - وذكر عدد آياتها، كل ذلك لم نره ضرورياً مع ما فيه من محذور هو: إثبات غير القرآن بين الدفتين دون أن يكون هناك حاجة ماسة.
ومما حذفناه رموز الوقف، فإن هذه الرموز فائدتها إعانة القارئ على التدبر وعلى معرفة مواضع الوقف، إلا أنها غير متفق عليها، لذلك تختلف المصاحف الآن فيها اختلافاً كبيراً، بل إن علماء الوقف أنفسهم اختلفت الرموز التي وضعوها لأقسام الوقف، تبعاً لاختلافهم في هذه الأقسام.
وأمر ثانٍ دعانا إلى تجريد المصحف من هذه الرموز هو أنها محل اجتهاد، وتابعة لفهم واضعها للمعاني، والأفهام تتفاوت، وقد يكون للآية أكثر من وجه في المعنى فترجيح وجه على وجه آخر حصر بدون دليل في كثير من الأحيان، فلم نر أن نثبت بين دفتي المصحف هذه الرموز الاجتهادية المحتملة للخطأ والصواب والتي تكون محل منازعة واختلاف.
وربما لاحظ المتأمل في النموذج المنشور في هذا العدد أننا حرصنا أيضاً على تجريد المصحف من الأشكال والزخارف التي درج الطابعون على الإكثار منها، والإسراف فيها مع إنها في رأينا تصرف جزءاً كبيراً من انتباه القارئ، بينما الأحسن أن يركز انتباهه على النص) [العدد الأول من مجلة كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية 325 - 328]
ثم أورد نماذج للمصحف.
http://www.tafsir.net/images/majalahmadena3.jpg
http://www.tafsir.net/images/majalahmadena4.jpg
ولم تنفذ هذه الفكرة، وإنما وافق الملك فهد رحمه الله بعد ذلك على إنشاء مجمع الملك لطباعة المصحف الشريف، ونشر مصحف المدينة النبوية بعد ذلك بسنوات قليلة، وكان تنفيذ هذه الفكرة على يد الدكتور أشرف محمد فؤاد طلعت وبدعم من سلطان بروناي جزاه الله خيراً، والأهداف التي قصدها من إخراج هذا المصحف هي نفسها التي سبقت الإشارة إليها في كلام الشيخ محمود سيبويه البدوي. إلا أن الدكتور أشرف طلعت قد أضاف أشياء كان من المقرر استبعادها في مصحف كلية القرآن الكريم. والله أعلم.
ـ[أبو محمد أحمد قاسم]ــــــــ[26 صلى الله عليه وسلمug 2007, 01:23 م]ـ
طرح شيق وفوائد ودرر نفيسة
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[29 صلى الله عليه وسلمug 2007, 11:50 م]ـ
جزاكم الله خيرا
موضوع رائع ومميز
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 Nov 2008, 07:12 م]ـ
الشيخ شرشال حفظه الله من القلة القليلة جدا الذين أتقنوا هذا الفن وتوسعوا فيه لكن له بعض الأخطاء التي لا يسلم منها بشر والتي لا تقلل إطلاقا من مكانته وعلمه.
من ذلك تخطئته كتابة أفئدة في سورة إبراهيم بدون نبرة كما هي في مصاحفنا التي بين أيدينا. زاعما أنها ضرورية لتوافق رواية عن هشام، أفئيدة فتكون الهمزة عليها وتزاد الياء فقط على الحرف الممطوط
تجد اعتراضه هذا في هامش التبيين ص 751 ج 3
فتخطئته للمصاحف بهذا التعليل ضعيف فمن الممكن جدا إضافة الهمزة وكذا الياء بعدها دون الحاجة لتغيير هذه المصاحف المتواترة في سائر الأمصار كما أشار هو.
ويرد عليه بأن زيادة الواو والهمزة على الحرف الممطوط غير مستشكل بل هو بين أيدينا في المصاحف دون أي عناء. مثاله ليسوؤا في سورة الإسراء.
فاحتمال الرسم للقراءتين ممكن وما ذكره ليس بعلة كافية نفرض من خلالها احتمالية رسم الكلمة في مصحف الشام على بقية المصاحف، خاصة أنه أقر في الهامش أن جمعا وافقوا سليمان بن نجاح كالداني والشاطبي والسيوطي والخراز.
وهذه حجج الشيخ شرشال - وفقه الله -
http://www.tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=2113&d=1225728378
http://www.tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=2114&d=1225728596
http://www.tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=2115&d=1225728616
¥