ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Sep 2006, 05:50 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً، ونفعنا جميعاً بالعلم، وهذا الكتاب قد ملأه صاحبه بالعمل المصفى، وكم فيه من كنوز وفرائد رحم الله القرطبي وغفر له، وأجزل ثوابه.
ومما صدرت به الطبعة الجديدة هذه الإشارة إلى أوهام وقعت للقرطبي رحمه الله في عزو الأحاديث أحياناً، وفي نسبة بعض الأقوال لغير من قال بها كأن يكون الكلام لابن الأنباري فينسبه القرطبي للخطابي ونحو ذلك. وقد جرت بيني وبين أخي العزيز الشيخ عبدالله المنصور حول صحة مثل هذه التعقبات، وهل هي جميعها مما يسلم به لهم. فكان مما قلته له: إنه قد وقع لي كثير من الأمثلة التي وهم فيها القرطبي في نسبة أقوال كثيرة لسيبويه على أنها اختيار سيبويه، وهي عند الرجوع لكتاب سيبويه بخلاف ما ذكر القرطبي، وأوهام في نسبة عدد من الشواهد الشعرية لغير قائليها، وما لم أقف عليه أكثر مما وقفت عليه بحسب ما ذكر محققو طبعة مؤسسة الرسالة هذه. وقد وعد الأخ عبدالله المنصور بكتابة رأيه حول هذه المسألة في هذا الموضوع إن شاء الله متى ما سنحت له فرصة.
ـ[المنصور]ــــــــ[22 Sep 2006, 10:54 ص]ـ
أشكر أخي الفاضل الكتور عبد الرحمن الشهري، وأقول:
بسم الله الرحمن الرحيم
تكلم المحققون للكتاب على أوهام وقعت للقرطبي في تفسيره، وقد ذكروا مسائل وهموا هم فيها، فليس من السهل توهيم العلماء الكبار، بل يجب التحري للغاية قبل إصدار مثل هذا الحكم: وهم القرطبي ... انفرد القرطبي .... أخطأ القرطبي ... هذه كلمات ثقيلة، ولاينبغي أن يصدرها أمثالنا قبل أن نتحرى بدقة.
ومنذ أن وقعت هذه الطبعة في يدي وقرأت مقدمتها، شعرت بأن الإخوة الفضلاء أجحفوا في اتهام القرطبي في بعض المسائل على الأقل، فكتاب ضخم مثل هذا الكتاب، قلَّ أن يسلم مؤلفه من الخطأ والوهم، ولكن أن يقال عنه إنه وهم وليس الأمر كذلك فهنا الخطأ، وسأكتفي بذكر ثلاثة أمثلة يرجع إليها من كان يملك الكتاب.
المثال الأول: ذكروا في المقدمة (ص 19) وفي ثنايا تحقيق الكتاب (1/ 374) أن القرطبي تفرد بنقل قول أبي حاتم السجستاني إن الوقف في قوله تعالى (ثم يميتكم) البقرة / 28 وقف تمام، وهذا خطأ ظاهر لايصح جعله من تفردات القرطبي التي يعاب عليه بها أو تعد من الملحوظات على كتابه لأمرين مهمين:
1/ أن القرطبي إذا تفرد بنقل، فهو عالم كبير يعتبر قوله، وتعتبر كتبه مصدراً ومرجعاً، فمن الخطأ التشكيك فيه وتضعيف ثقة القراء في أقواله وماينقله، خاصة إذا وضع مثل هذا التعقيب في مقدمة الكتاب.
2/ لقد راجعت هذه التهمة بالتفرد، فوجدت الحق مع القرطبي في أول كتاب رجعت إليه ولم أنشط لتتبع غيره، لأنني بدأت أتعرف على منزلة انتقادات هولاء المحققين، فقد تناولت كتاب (القطع والائتناف) للنحاس (ص 130)، فوجدته قد نقل هذا القول مطولاً عن أبي حاتم السجستاني.
فكيف يذكر هذا الأمر من معايب القرطبي في مقدمة مثل هذه الطبعة التي يراد لها أن تكون أجود طبعات الكتاب.
المثال الثاني / قالوا أن القرطبي يورد الأحاديث والأخبار الضعيفة، وضربوا لذلك مثالاً لم يصيبوا فيه، فقد أوردوا حديث البرق وأنه مخراق يسوق به الملك السحاب، وجعلوا إيراد القرطبي له من المثالب، ولقائل في مثل هذا أن يقلب الأمر على المحققين ويقول إنهم يردون الأحاديث الصحيحة، فتصحيح هذا الحديث أو تضعيفه مسألة اجتهادية، فقد صححه ابن منده في كتاب التوحيد كما نقله عنه الألباني في الصحيحة (1872) ثم صححه الألباني كذلك، فكان من اللائق أن يوضع اجتهادهم في ثنايا التحقيق، ولايذكر في المقدمة ويعد من الأخطاء.
المثال الثالث / في المقدمة (ص 18) نسبوا كلاماً للقرطبي حول كلمة (ننج) وأنها بنون واحدة، وليس هذا من كلام القرطبي، بل الظاهر لي أنه كان ينقل عن الأنباري من كتابه (الرد على من خالف مصحف عثمان)، فلا ينسب هذا الخطأ للقرطبي.
والدليل على ذلك: أن القرطبي عندما فسر هذه الآية لم يذكر هذا الأمر.
فانظر كيف نسبوا للقرطبي أمراً لم يقل به – وإنما نقله – فضلاً عن أن يكون تفرد به كما زعموا.
ولم أنشط لتتبع القضايا الأخرى التي وهموا فيها القرطبي أو نسبوه فيها للخطأ، ولعل الكثير منها على هذه الشاكلة.
وأستغفر الله العظيم، فالخير أردت، والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[07 Nov 2006, 08:39 م]ـ
هل هناك نسخ للبيع من هذه الطبعة أم إن الكتاب خاص لأصحاب الدراسات العليا وليس لنا فيه نصيب
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Nov 2006, 11:56 م]ـ
حالياً هو يوزع في مكاتب الرابطة على هذه الفئة، لكن لا بد أن تطرح نسخ منه للبيع قريباً لإتاحته للجميع كالكتب السابقة.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[11 Nov 2006, 09:39 م]ـ
رأيت من الكتاب نسخاً للبيع بمكة, وقد يوهب لغير طالبي الدراسات العليا بطلبِ يقدم للشيخ التركي بمقر الرابطة بمكة, ولا أعلمه يرد راغباً صادقاً, لكن بادر بذلك فالباقي من النسخ قليل.
¥